نقابة محرري الصحافة تصرخ في وادي الأزمات المتلاحقة
القصيفي : واقع الإعلام مزر وما أصاب الصحافيين في العام 2019 مأساوي!
الحراك الشعبي مطلبي ومحق ونأمل من الشباب الواعي قطع الطريق على محاولات حرفه
علي ضاحي/ خاص takarir.net
نستهل هذه السلسلة من مجموعة موضوعات يتناول فيها موقع takarir.net واقع الاعلام والصحافة والاعلان ومستقبلهما في ظل الازمة الاقتصادية والمالية والسياسية التي تعصف بلبنان ووصول الامور الى حوافي الانهيار، بمقابلة مع نقيب المحررين جوزيف القصيفي خلال لقائه رئيس تحرير موقع takarir.net الصحافي علي ضاحي.
ومنذ انتخابه نقيباً للمحررين خلفاً لعميد المحررين والنقيب السابق الياس عون في 11 كانون الاول من العام 2018 ويحاول القصيفي ان يخلق دينامية إعلامية وواضح ان القصيفي يتميز بحركية ونشاط هامين وبشكل يومي عسى ان ينجح وان يعيد لنقابة المحررين بعض وهجها المفقود خلال الاعوام الماضية وافتقدت الى الفعالية بسبب قصور الدولة ووزارة الاعلام وعقم القوانين اللبنانية. بالاضافة الى الازمات المالية والاقتصادية وآخرها فضح الحراك الشعبي لعورات الدولة والفساد والنهب الذي مورس من سلطة الامر الواقع طيلة 30 عاماً حتى اليوم.
وقد كان العام 2019 عام “المجزرة الاعلامية” حيث طرد اكثر الف صحافي وصحافية من وسائل اعلامية متعددة منها المكتوب ومنها المرئي والمسموع لكن المأساة كانت في الصحافة المكتوبة حيث تفنن بعض اصحاب الصحف بالتنكيل بموظفيهم وفي ظل تقاعس وقصور وزارة العمل والموجة الطويلة والمملة لمحاكم العمل كما يحدث اليوم مع موظفي مجموعة “الوسيط” الدولية.
وضع غير مطمئن
وفي مقابلة خاصة لموقع takarir.net يؤكد نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي ان وضع الصحافة بشكل عام لا يطمئن وسبق للنقابة ان قدمت دراسات وأبحاث للمعنيين في الدولة بدءاً من رئاسة الحكومة وصولاً الى وزارة الاعلام. كما اطلعت رئيسي الجمهورية ومجلس النواب اكثر من مرة على الواقع المزري، وطرحت حلولاً ليست جذرية، لكنها تخفض 45 في المئة من التكاليف التي تتكبدها الصحف ووسائل الاعلام وللاسف لم يؤخذ بها.
وتطورت الامور الى ان أطلت الازمة الاقتصادية، فإزدادت الاوضاع سوءاً، والمؤسف ايضاً ان هناك دوراً تاريخية وعريقة اقفلت كالانوار والف ليلة وسواها، واقفالها كان لاسباب عائلية وشخصية والبعض لم يعد يتحمل بقاءه في المسؤولية. ورغم انها درت ارباحاً طائلة عليها. وبعض الصحف العربية كان لها مكاتب في لبنان ووظفت العديد من الزملاء واغلقت من دون اي مبرر وهم اليوم عاطلين من العمل. واليوم نعيش أزمة جديدة إذ تدفع بعض الصحف لموظفيها نصف راتب او ربع راتب في ظل هذه الاوضاع.
فوضى عارمة
الفوضى تعم هذا القطاع اليوم ولا احد يسأل. ونقابة المحررين بالوسائل القليلة التي تمتلكها قامت بجهود بجبارة لحل قضية مصروفي “السفير” و”المستقبل” ومتابعة قضية “صدى البلد” وأيضاً في حل مشكلة العاملين في “دار الصياد” بالاضافة الى الكثير من الزملاء في بعض الصحف وهناك قضايا اخرى نتابعها.
وما نعيشه في البلد من تطورات اقتصادية ومالية تجعل من قضية الاعلام قضية ثانوية للاسف. وانا مع زملائي المحررين في كل الاوضاع والمحن، ومستعد لدعم اي تحرك من اي نوع كان ولو ادى الى تعطيل الصحف او الامتناع عن العمل او اتباع إدارات ذاتية في الصحف.
قضية “صدى البلد”
وعن تأخر الاحكام في محاكم العمل، وخصوصاً قضية مصروفي مجموعة “صدى البلد” و”الوسيط” و”ليالينا” واذاعة صوت “البلد” وأنتغرا”، يؤكد القصيفي ان اصحاب هذه المجموعة مارسوا اسوأ انواع الاحتيال على الموظفين، وفروا الى خارج البلد ومكانهم الصحيح امام المحاكم. ويؤكد دعم هذه القضية حتى النهاية وحتى ينال الزملاء كامل حقوقهم.
حراك مطلبي
وعن سبل الخروج من الازمة المالية والاقتصادية والسياسية الراهنة، يؤكد القصيفي ان على المسؤولين ان يعرفوا ان الحراك الشعبي نابع من واقع بائس، ومن معاناة وقهر وذلك بسبب شيوع الفساد، وهضم الحقوق وعدم الالتفات الى قضايا الشعب ونهب مال الدولة، وإستسهال ارتكاب المخالفات، وتغطية الارتكابات من قبل المسؤولين والتصرف بالبلد كأنه مزرعة.
وهذا الحراك يجب ان يكون هادفاً وبناءاً لترشيد اداء السلطة السياسية، ووضع الامور في نصابها، واهم ما حققه انه اوجد قبضة امام المسؤولين، فصاروا يحسبون حساب لاي عمل يقومون به وصاروا تحت المجهر الشعبي.
ويقول ولأن لبنان تركيبته دقيقة وحساسة وقائمة على توازنات، يجب النظر اليها بنظرة واقعية وان يتم اعطاء الحكومة الحالية فرصة للانقاذ.
ويبدي خشيته من محاولات لحرف الحراك عن اهدافه السامية ولبنان بلد مكشوف ومعرض لاي تطورات سلبية. وانا اعول على الشباب في الحراك وان يمنعوا بوعيهم كل الخطط المشبوهة وان يعطلوها.