خيرات الزين..”سمراء شحور” الثائرة والمتدفقة حباً وجمالاً وثقافة في قريطم
علي ضاحي- خاص takarir.net
لا يمكن لمن يتعرف على خيرات سميح عاطف الزين، الا ان يحب هذه السيدة الجنوبية التي تتحدر من شحور واحتضنتها بيروت ولا تزال.
فخيرات الزين ورغم هدوئها وتعاملها اللطيف مع كل من يزور ملتقاها في منطقة قريطم مقابل قصر الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تضج حباً وإنسانياً ودماثة ويكاد من يلتقيها لأول مرة يشعر انه يعرفها منذ زمن طويل وكأنه تربى معها وعاش معها سنوات طويلة او جاورها في السكن والمبنى والحي.
وما يميز خيرات الزين ليس فقط صفاتها الانسانية بل ايضاً ابداعها في الفنون التشكيلية وكتابتها الادبية والقصص القصيرة.
ولخيرات اصدارات عدة اولها : “منام الماء”، الذي استغرق 7 سنوات ليبصر النور. كذلك تعمل الزين على كتاب جديد منذ 5 سنوات، سيحمل عنوان “منام العطر”، وفيه تؤلّف أسطورة لكلّ وردة. أمّا “حارسات الخوف”، فهو على وشك الصدور، بعد اكتمال قصصه القصيرة.
“الامل العنيد”
“الامل العنيد” كان آخر معارض “سمراء شحور” الفنانة التشكيلية خيرات الزين والذي استمر من 14 حتى 21 حزيران 2025 في مؤسسة سعيد وسعدى فخري الانمائة في الزرارية الجنوبية.
كما شهدت المؤسسة في اليوم نفسه تكريماً لخيرات برعاية وزارة الثقافة.
وتقول خيرات عن معرضها “الامل العنيد”، ان للجنوب وعي يرى ما بعد الالوان ويرفض ان يهزم.
شكراً لكل من يؤمن ان الفن مقاومة وأن الأمل حين يُرسم لا يهزم أيضاً.
“الامل العنيد”، ليس عنواناً لمعرض بل هو رئة الجنوب التي تحيا بالصمود والحرية…والامل.
من ارض الجنوب حيث يزهر الصبر رغم الجراح، نرسم “الامل العنيد”، بلون التراب.
جنوب يستخرج من الصمت اصواتاً، ومن اللون ارواحاً لا تقهر.
لم ارسم فقط ما أراه بل ما أؤمن بأنه آت وما يستحق ان يبقى.
يذكر ان في أوائل التسعينيّات، نظّمت خيرات الزين، معرضها الفرديّ الأوّل في قاعة قصر الأونيسكو، تحت عنوان “قضاء وقدر”.
“ملتقى خيرات”
ويروي الزميل والصديق المتعدد المواهب عبد الحليم حمود في مقال له في موقع “مناطق. نت” في العام 2024 عن تأسيس ملتقى خيرات الزين ان الملتقى ظهر منذ 5 سنوات، بالتزامن مع تفشّي وباء “كورونا”. وبسؤال طرحه الشاعر حسن العبدالله عن مكان يأخذ شكل المحطّة في إبّان علاجه، جاء الردّ في خلال أيّام قليلة من خيرات، إذ تنبّهت إلى محلّات لها مغلقة تقع في أسفل مبنى سكنها، المقابل تمامًا لقصر قريطم.
سارعت إلى افتتاح المكان، بعدما وزّعت في أرجائه كنبات وكراسٍ وطاولات، إلى بعض اللوحات والتحف والمكتبات؛ أثاث فاض عن أثاث بيتها، وعن المرسم، فأجْرت تنسيقًا وفق خبرتها، ليكون الحاضن لتلك اليوميّات، التي راحت تتّسع وتختمر، من دون قوانين و”قيود” مسبقة.
ومنذ 5 اعوام وتواظب خيرات الزين على نشاطها الفكري والثقافي والشعري والتشكيلي في “ملتقى خيرات الزين” في منزلها الكائن في قريطم.
ويومياً ومنذ العاشرة صباحاً يتقاطر رواد الثقافة من اسماء بيروت الكبيرة الى ملتقى خيرات،
من الروائيّ رشيد الضعيف، والروائيّة علويّة صبح، والتشكيليّ عمران القيسي، والشاعر جودت فخر الدين، والصحافيّ فيصل سلمان، والشاعر المير طارق آل ناصر الدين، والإعلاميّ الشاعر عبد الغني طليس، والفنّان حسن جوني، ونقيب المحرّرين جوزيف القصّيفي، والفنان أحمد قعبور والشاعر والاعلامي زاهي وهبي وغيرهم كثر.
ويوماً بعد يوم يتحول ملتقى خيرات الزين في قريطم الى محطة يومية لرواد الثقافة، ليصبح صالة عرض لعدّة فنّانين تشكيليّين، أو باحة احتفاليّة في تواقيع الكتب، أو ملتقىً نسائيًّا شهريًّا لنقاش الروايات وكذلك لندوات شعرية وثقافية شبه اسبوعية.
وشخصياً تعود معرفتي بخيرات الى آب 2023 للتنسيق لتوقيع مجموعتي الشعرية الاولى “موانىء الفيروز” في 1 ايلول 2023 وقد لاقيت انا ومجموعتي كل اللطف والحب وحسن الاستقبال.
وبين الفينة والأخرى اتردد الى ملتقى خيرات لزيارتها والتي تقابلني بالترحاب وحسن الضيافة والابتسامة اللطيفة والتي تجعل منها سيدة لا تتكرر وتحول ملتقاها الى محطة ثقافية يومية وهامة وتؤسس لفترة ذهبية جديدة من عصور العاصمة بيروت “ست الدنيا”.