رئاسة المجلس “ام المعارك”…وحzب الله يسعى لأكثرية برلمانية لإنتخاب بري
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاربعاء 25 ايار 2022
ربما تكون نشوة «الانتصار النيابي المزعوم» هو ما دفع «الوصي الانتخابي والسياسي» السفير السعودي في لبنان وليد البخاري على حلفائه: سمير جعجع واللواء اشرف ريفي ومسيحيي بقايا 14 آذار والعشائر السنية وبعض المشايخ في دار الفتوى ومفتيّ المناطق، الى اعلان تبنيه الصريح للحملة المستمرة على المقاwمة، وحلفائها بدءاً من السعي الى اختراق الوحدة الشيعية، والحصول على اي مقعد شيعي لترشيحه لاحقاً لاحراج الرئيس نبيه بري وحزب الله وحليفه البرتقالي، وليس انتهاءً بالسعي الى «ترسيب» النائب جبران باسيل في عقر داره في البترون، وليس انتهاءً بـ «تكسيرعظام» حلفاء حzب الله وسوريا من السنّة والدروز في 8 آذار.
هذه المعطيات توردها اوساط واسعة الاطلاع في «الثنائي الشيعي»، وتقول ان هذا السيناريو كان على مدى اشهر الشغل الشاغل للسعوديين، ومحور كل التحركات واللقاءات والجلسات التي يقوم بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري مع الشخصيات المذكورة والحليفة له داخل لبنان قبل اسبوعين من الانتخابات، وقبلهما في الرياض وباريس والامارات. وفي حين كانت السعودية «تتبجح» بأنها على الحياد وغير معنية بالملف اللبناني، لا سيما الانتخابي، كانت تضع سيناريوهات عبر «وشاة البلاط» لتنفيذ السيناريو، وعُهد به الى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع مهما كان الثمن، الا ان حساب الحقل لم يتوافق مع حساب البيدر ولم تأت النتيجة كما اشتهى السعودي وحلفاؤه.
وترى الاوساط ان البخاري بإعلانه «الانتصار المزعوم»، وفيه وجه سلبي، انه اكد التدخل السافر في الشؤون اللبنانية والسعي لكسر فريق لبناني وطائفة وحصارها وعزلها وشيطنتها. ووجه ايجابي انه عرى دعاة الاستقلال والسيادة، وكشف علانية وعلى لسان البخاري نفسه، مخططه وحلفاءه ولهاثهم نحو التصعيد السياسي والداخلي والمالي، حتى نهاية العهد، ولقيادة «انقلاب سياسي»، يبدأ من محاولة «تحجيم» انتخاب بري والعمل على محاصرته ليحصل على اصوات هزيلة، وان تكون رئاسة المجلس، وهي حاصلة حتماً لبري، لعدم وجود مرشح شيعي بعد حصول «الثنائي الشيعي» على كامل النواب الـ27 .
وبالتالي، تشير الاوساط الى ان الجهد منصبّ اليوم من جعجع والبخاري وبعض «التغييريين والمستقلين المموهين» والتابعين للبخاري وجعجع على «هزيمة معنوية» لبري، وتقليص الاصوات المؤيدة له، وهذا ما سيقود الى فرز نيابي حاد، من شأنه ان يُعطل اي محاولة للتوافق على رئيس للحكومة وحتى على شكل الحكومة الجديدة ووظيفتها.
وتكشف الاوساط ان طوال الاشهر الاربعة الماضية، وبعد تكثيف حzب الله للقاءات الانتخابية مع الحلفاء، كان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم يركز مع الحلفاء على المخطط السعودي وهو كشف بصراحه عنه، في جلسة مخصصة للتحالفات الانتخابية مع احد الاحزاب الحليفة في 8 آذار. وتطرق قاسم الى مضمون «الخطة السعودية» لتنفيذ الانقلاب النيابي من بوابة «سرقة الاكثرية» الى انتخاب رئيس مجلس شيعي من «التغييريين»، وصولاً الى تسمية رئيس حكومة شبيه بنواف سلام. والمفارقة ان السعودي عاد واصر على نواف سلام ، الذي رفضه حzب الله وبري اكثر من مرة سابقاً، ومن بوابة التحدي والعرقلة، وليس انتهاء برئيس للجمهورية، ويُفضل السعودي ان يكون «وسطياً» و»ضعيفاً»، وان يعيد تجرية «اعلان بعبدا» والمعزوفة نفسها بخصوص السلاح والحياد!
وتكشف الاوساط ان كلام البخاري، هو تأكيد المؤكد، وهو غيض من فيض مما يعرفه حzب الله وحلفاؤه عن مساع واهداف ونيات البخاري و»اتباعه» في لبنان، وهذا الكلام لن يزيد «الثنائي الشيعي» وحلفاءه ، لا سيما باسيل وفرنجية وسُنة 8 آذار، الا اصراراً على المواجهة السياسية، والبداية ستكون من تأمين اكثرية نيابية لانتخاب بري.
وفي هذا الإطار، تكثفت الاتصالات بين حzب الله وحلفائه ، لا سيما النائب باسيل، اذ يسعى حzب الله لنيل تأييده لانتخاب بري، وموقف باسيل سيعلنه قريباً، علماً ان التكتم هو سيد الموقف من جانب حzب الله وباسيل عن فحوى الاتصالات الثنائية. كذلك سيفعل «اللقاء الديموقراطي» والذي التقى نواب منه امس وفداً نيابياً يمثل بري، وتمحور اللقاء حول تأييد النائب تيمور جنبلاط وكتلته لانتخاب بري. وتشير اجواء اللقاء الى ان كتلة «الاشتراكي» تتجه الى إعلان تأييد بري وانتخابه في اجتماعها النيابي الاول اليوم.