جبيل مدينة للعيش المشترك والتنوع
جبيل مدينة للعيش المشترك والتنوع

إفتاء جبيل وكسروان تدين تصريحات جشي الخبيثة وردود الفعل الفتنوية

إفتاء جبيل وكسروان تدين تصريحات جشي الخبيثة وردود الفعل الفتنوية

دان الممثِّلِ الشخصيِّ لمفتي محافظةِ كسروان-الفتوح وجبيل العلّامةِ الشيخِ عبد الأمير شمس الدين دامَتْ أنسامُه الشيخ محمّد أحمد حيدر، التصريحات الخبيثة للشيخ نظير جشي وما تلاها من ردود فعل خبيثة وفتنوية.

وجاء في بيان صادر عن دار الافتاء الجعفري في محافظةِ كسروان-الفتوح وجبيل :

بسم الله الرحمن الرحيم

بيانٌ صادرٌ عن
الممثِّلِ الشخصيِّ لسماحةِ مفتي محافظةِ كسروان-الفتوح وجبيل العلّامةِ الشيخِ عبد الأمير شمس الدين دامَتْ أنسامُه
الشيخ محمّد أحمد حيدر

أهلَنا الكرامَ، تحيّةٌ طيّبةٌ وبعدُ.
منذُ أيّامٍ، التهبَتِ السوشيال ميديا، بموجةٍ عارمةٍ، من سمومِ الحقدِ والكراهيةِ والبذاءَةِ، تلك التي تُنذِرُ بشرٍّ مستطيرٍ، يحرصُ المُغرِضون على الإفادةِ منه على غيرِ صعيدٍ بغيرِ وجهِ حقٍّ، وها هنا نرصدُ مرحلتين، ما قبلَ الشيخ نظير جشّيّ وما بعدَه… .
أهلَنا أيُّها الأحبّةُ، في المرحلةِ الأولى سيلٌ ووابلٌ وبيلٌ من التصريحاتِ على غيرِ لسانٍ، من مرشّحين لا يتحّلَون بحدٍّ أدنى من المسؤوليةِ الوطنيّةِ التاريخيّةِ، اجتاحوا غيرَ مكترثين حدودًا ما كانَ لهم أن يقربوها ليتجاوزوها بهذه اللكنةِ من الخطابِ الفجِّ… .
فبذريعةِ أنّهم ضدُّ الاحتلالِ الإيرانيِّ المفتَرَى، وليس في ذلك إلّا الوهمُ خلا اسم كسروان، تجاوزوا على مذهبٍ أصيلٍ تحتَ سماءِ الوطنِ وفوقَ ترابِه، وبحُجّةِ أنّ مشكلتَهم مع السوريِّ وحلفائِه منذ 1400 عامًا تجاوزوا على كلِّ مسلمٍ وعربيٍّ ويكأنّهم من بقايا حملاتِ الجرمان أو الفرنجةِ أو أنَّ الجينَ الفينيقيَّ المسحورَ في أساطيرِ الكتبِ حكرٌ عليهم، ولا يعدو غيرُهم سوى وافدٍ لا تسري في عروقِه دماءٌ تشبهُ شقائقَ نعمانِه وأرجوانَ سواحلِه.
وبذريعةِ أنّهم ضدُّ المقاومةِ التي حرّرَتْ ترابَنا من دنسِ التكفيرِ والاحتلالِ، ويا ليتَها حرّرَتْ قلوبًا شغلَها الغلُّ وعقولًا ملأها الوهمُ، استباحوا أهلَ المقاومةِ ورجالَها الميامين وشهداءَها المقدّسين، وجلُّ الشيعةِ فتيانُها وأهلُوها، بل جلُّ اللبنانيّين، فأيُّ عقلٍ مريضٍ وقلبٍ سقيمٍ هو ذاك الذي يتحاملُ على شطرٍ واسعٍ من أهلِه، دونَما احتسابٍ لحقوقِ الأخوّةِ والجيرةِ.
وبذريعةِ اختلافِ الموروثِ الثقافيِّ، ها هي ثالثةٌ عظيمةٌ تبيحُ لنفسِها نفثَ السمومِ، لتعلنَها حربَ عزلٍ ونبذٍ واستئصالٍ، بوجهِ لونٍ واسعٍ من ألوانِ الطيفِ اللبنانيِّ، فقط لأنّه ربّما لا تلبسُ نساؤُه التنّورةَ ولا يكرعُ شيوخُه العرقَ البلديَّ، فأيُّ عنصريّةٍ هي تلك، وأيُّ فهمٍ قاصرٍ هو ذاك، بل يدعونا ديكٌ غرٌّ موهومٌ لنحملَ متاعَنا وتقاليدَنا ونهاجرَ، بدعوى أنَّ جبيلَ تلفظنُا، لنسألَه، إن لم نكنْ نحن أهلُ جبيلَ فمَنْ هم أهلُها؟ وهل أنت من أهلِها؟، ناشدْتُكم، ألا عودوا إلى رشدِكم، وإلى كلِّ جميلٍ فيما بينَنا، ومن الجميلِ، ميثاقٌ عمّدَه الحوّاطُ الكبيرُ الذي نعشقُه وشركاؤُه ، بعنّايا بوجعِ قلوبِنا على وطنِ البطركِ خريش والإمامِ الصدرِ وكلِّ الشرفاءِ.
في المرحلةِ الأولى، إلى لحظةِ تدوينِ بيانِنا هذا، لم نخُضْ مع أولئك إلّا حوارًا خافتَ النبضِ وافرَ البيانِ، بمفرداتٍ نبيلةٍ طريّةٍ شذيّةٍ، لأنّهم إخوتُنا وأهلُنا، رغمَ حيفِهم وظلمِهم وتحاملِهم وشنآنِهم.
أمّا في المرحلةِ الثانيةِ حينَ استيقظَ جِنِّيٌّ في كلامٍ صدرَ على لسانِ الشيخِ نظير جشّيّ فلنا حقُّ المساءلةِ.
أوّلًا بالشكلِ، مَنْ وضعَ الكلامَ على لسانِه بعدَ صمتِه الطويلِ؟، ولمصلحةِ مَنْ؟، مَنْ ذا الذي استنجدَ به وبخطابِه بعدما أخفقَ بإشعالِ حرائقَ لطالَما سعى إليها ولم يُفلحْ؟، لم يُفلحْ لكونِنا واجهْنا الإساءَةَ بالصفحِ الجميلِ، والكلامَ الخشِنَ بورديِّ الحروفِ وأنداها، مَن ذا الذي توسّلَ خطابَ ذاك الشيخِ، ليكونَ مشجبًا لتعليقاتٍ نابيةٍ قاسيةٍ مهينةٍ رديئةٍ مرذولةٍ؟، من ذا الذي أسندَ إليه تسهيلَ تشكيلِ منصّةٍ للبذاءةِ بمنسوبٍ فظيعٍ ليتطاولَ المتطاولون متذرّعين به ومتدرّعين جورًا وظلمًا وإثمًا وبهتانًا، بل مَنِ الذي يحميه؟، ومَنِ الذي يؤويه؟، ومَنِ الذي يُخفيه ويُبديه؟، ومَنْ يتناغمُ معه قولًا وفعلًا وهدفًا؟، ومَنْ ذا الذي يرمي السهامَ معَه، من نفسِ الكنانةِ، على نفسِ الهدفِ، سوى المنخرطين قبلَه ومعَه وبعدَه بحملاتِ الترويعِ الدعائيِّ الفجِّ، للنيلِ من الفكرِ التصالحيِّ المعتدلِ؟، ولماذا منصّاتُ الشتيمةِ من قبلِه أوّلًا، وثانيًا لماذا ويكأنّه استُدعيَ خطابُه على عجَلٍ لتذخيرِ فرقِ الشتمِ الاستراتيجيِّ؟، أهي الفتنةُ التي يُصرُّ عليها قومٌ، رغمَ نبذِها من غالبِ ألوانِ الطيفِ الكسروانيّ-الجبيليّ الثرِّ الفريدِ؟.
ثانيًا بالمضمونِ، لقد رددْنا آنفًا على روّادِ المرحلةِ الأولى، مرارًا كما ذكرْنا، بلطفٍ وأناقةٍ ولباقةٍ وترفّعٍ حتّى أعيتْنا الردودُ، أمّا ردُّنا على روّادِ المرحلةِ الثانيةِ.
فيا أيُّها الخطيبُ المفوّه الملهمُ الفذُّ، في كسروان-الفتوح وجبيل كازينو واحدٌ وبضعةُ مواخيرَ، ذاك صحيحٌ، ولكن ما تغاضيتَ ومشغّلي الفتنةِ عنه عمدًا، هو أنّه فوقَ ترابِنا ها هنا الكثيرُ مِنَ الأديرةِ والكنائسِ والمساجدِ والعتباتِ ومقاماتِ الأنبياءِ (ع) والأولياءِ والصالحين، في كسروان-الفتوح وجبيل دورُ العلمِ العريقةُ ومعاهدُ التربيةِ ، في كسروان-الفتوح وجبيل المنتدياتُ الثقافيّةُ الرائدةُ، ها هنا المعالمُ الحضاريّةُ والأوابدُ التاريخيّةُ والشواهدُ التراثيّةُ، ها هنا سماءٌ صافيةٌ صفاءَ قلوبِنا، ودساكرُ وادعةٌ وداعةَ أهلِنا، وطبيعةٌ بِكرٌ لا مساحةَ فيها لدنسِ الحروفِ، وها هنا الإخاءُ الوطنيُّ الصادقُ والروحيُّ الخالصُ، وبما أنّك مصدرٌ موثوقٌ لجهةِ إحصاءِ المواخيرِ وروّادِها، فباللهِ عليك أفدْنا، كم بلغَ العددُ؟ أمّا من جهتِنا ولأنّنا المصدرُ الموثوقُ لجهةِ إحصاءِ أهلِ العلمِ والفضلِ والثقافةِ والقداسةِ والريادةِ نقولُ لك، ولمَنْ تستّرَ خلفَك وتترّسَ بك، همُ الجبهةُ العريضةُ، ولهمُ المساحاتُ الرحبةُ، بهم ومعهم سنواجهُ الغاياتِ المريضةَ، وغاياتِ مشغّلي الفتنةِ، ومَنِ التمسَ خطابَك منصّةً للسيرِ بركابِ الشتيمةِ والوقيعةِ بينَ أبناءِ البلدِ وإخوةِ الترابِ، للمغرضين من كلِّ حدَبٍ وصوبٍ نقولُ، أنتم أصغرُ من أن تضيّعوا جهودًا بذلناها في سبيلِ وحدتِنا الوطنيّةِ، وقد تقاسمْنا الخبزَ والملحَ والماءَ والهواءَ ومقاعدَ الدراسةِ في مدارسِ الآباءِ المحترمين والراهباتِ المحترماتِ، وها أنا ذا قد درجْتُ في تِلْكُمُ الصفوفِ، فوعيتُ معَهم رغبةً صادقةً ببناءِ وطنِ الإنسانِ، وطفقْنا نعملُ معًا لتكونَ المحبّةُ لنا وطنًا.
لكلِّ الذبابِ الإلكترونيِّ المحتشدِ حولَ خطابِ الفتنةِ، نقولُ لكم، نعرفُ غاياتِكمُ اللئيمةَ، ونعرفُ مشغّليكم ومحرّكِيكم، ولئن كان الخيرُ لا يُرتجى منهم، فإنّنا لنرجوه منكم ولكم، فدعوا هذا الخطابَ الآسنَ، وتعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ، أنْ لا نخرّبَ بأيدينا بقيةَ هيكلِ الوطنِ الحبيبِ لبنانَ.
إنّنا من موقعِ المسؤوليّةِ الشرعيّةِ والوطنيّةِ العليا ندعو جميعَ المتراشقين للإقلاعِ عن كلِّ ما من شأنِه تعريضُ الوطنِ والمواطنين للفتنةِ والمهانةِ المضاعفةِ، والسلمَ الأهليَّ للتداعي حدَّ السقوطِ المروِّعِ والاحترابِ ، كما نطالبُهم بالتحلّي بروحِ المسؤوليّةِ الوطنيّةِ الاستثنائيّةِ، حقًّا وصدقًا، لا قولًا وزعمًا، فليس المسؤولُ مَنْ دفعَ أهلَه إلى الشرورِ في خضمِّ جلبَةِ التراشقِ الموتورِ البذيءِ العنيفِ القاسي الخشنِ، إنّنا نربأُ بأهلِ المنابرِ من عثراتِ الحروفِ، ونتوخّى لهم مشقَها من جنائنِ القولِ السديدِ العطِرِ، رأفةً بكلِّ حيٍّ، وحبًّا بلبنانَ، وطنًا يسعُ الجميعَ، ألوانًا زاهيةً زاخرةً زاهراةً مزدحمةً في تشكيلِ لوحتِه الفريدةِ القشيبةِ الأجمل، عشتُم، وعاشَ لبنانُ.

شاهد أيضاً

الشيخ مازن حبال يلقي كلمته

إحتفالات لـ”المشاريع” في بيروت وخلدة والناعمة إستقبالاً للحجاج والعام الهجري الجديد

إحتفالات لـ”المشاريع” في بيروت وخلدة والناعمة إستقبالاً للحجاج والعام الهجري الجديد استقبالًا لحجاج بيت الله …