«السهروردي الفلسفية» تنظم مهرجان جريان الثقافي الأول: أشكال إبداعية متنوعة
خاص takarir.net
يعيد موقع takarir.net وبالتعاون مع “ورشة السهروردي الفلسفية” ومؤسسها ومديرها الاديب والمفكر الكويتي محمد عبدالله السعيد، نشر اخبار ونشاطات الورشة التي وردت في مختلف الوسائل الاعلامية الكويتية والعربية، وذلك في محاولة لإستعادة “ارشيف” الورشة منذ انطلاقتها في العام 2003.
وهذا النص منشور بتاريخ 4 ايار 2012 على صفحات جريدة “الجريدة الكويتية”، ويتناول النص تنظيم ورشة السهروردي الفلسفية فعاليات فنية وثقافية ضمن مهرجان جريان الثقافي الأول، تمحورت حول أسطورة إنانا السومرية، في مركز عبد العزيز حسين في الكويت.
وهذا نص الخبر كاملاً:
قدمت ورشة السهروردي الفلسفية فعاليات فنية وثقافية ضمن مهرجان جريان الثقافي الأول، تمحورت حول أسطورة إنانا السومرية. واحتضن مركز عبد العزيز حسين مجموعة أنشطة متنوعة في الأدب والتشكيل والمسرح، التي نظمتها ورشة السهروردي الفلسفية، بالتعاون مع المشروع الوطني للشباب والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن مهرجان جريان الثقافي مساء أمس الأول.
وتنوعت فعاليات النسخة الأولى من المهرجان، إذ شملت حقولا أدبية وثقافية وفنية، شارك في تقديمها مجموعة من الأدباء والأكاديميين والفنانين، وقد انطلقت أنشطة المهرجان، عقب الافتتاح الرسمي الذي حضره أعضاء ورشة السهروردي الفلسفية وممثلو مؤسسة المشروع الوطني للشباب وبعض المشاركين في الفعاليات.
المحطة الأولى
وكانت المحطة الأولى مع الفن التشكيلي، من خلال معرض تشكيلي مصغر في صالة معجب الدوسري، إذ شارك في هذه الفعالية ستة تشكيليين بعشر لوحات ينهلون من أسطورة إنانا السومرية، مجسدين رؤاهم الفنية باللون والفرشاة، ممزوجة بخطاب فكري يتقاطع مع رواية بثينة العيسى “عائشة تنزل إلى العالم السفلي”.
وتميزت اللوحات بالتقاطات فكرية ونقدية مستوحاة من الحكاية السردية، وطرق الفنانون جزئيات متنوعة في العمل الروائي، إذ قدم الفنان محمد الشيباني رؤية مكثفة عبر لوحته “عائشة تنزل إلى العالم السفلي”، مركزا على تفاصيل دقيقة، بينما قدمت التشكيلية خديجة بهاويد عبر ثلاثة أعمال رؤية فنية متباينة.
أما الفنان حسين بهبهاني فركز على التكرار في الرواية من خلال رؤية تشكيلية جميلة، كما دعا هاشم الطبطبائي إلى التأمل في خطابه التشكيلي للبحث عن مضمون رؤيته الفنية، وطرق الفنان حيدر الزيد موضوع حلم الأمومة لدى عائشة بطلة الرواية، وقدم حسين إسماعيل لوحة فنية مستوحاة من حكاية نزول عائشة إلى العالم الأسفل.
الندوة النقدية
وفي ثاني فعاليات المهرجان، احتضن مسرح مركز عبدالعزيز حسين الندوة النقدية التي شارك فيها كل من الكاتب محمد السعيد ود. مصطفى عطية ود. مرسل العجمي.
وأكد السعيد أن رواية “عائشة تنزل إلى العالم السفلي” أول رواية كويتية ذات بنية عرفانية، مبينا أنها تتقاطع مع رؤية المفكر محمد عابد الجابري للعرفان، مستشهدا بعض المقاطع التي تؤكد ملاحظته، كحديث الجابري عن شعور العارف بالغربة ويقول: “يشعر بنفسه غريباً في عالم يراه غريباً عنه تماماً، فيتجه إلى تمييز نفسه عن هذا العالم، إلى الانفصال عنه والقطيعة معه، ومن هنا تلك العبارة التي ترددت على لسان كثير من العارفين القدماء: إذا كنت في العالم فأنا لست منه أنا غريب فيه وغريب عنه”.
وتحدث السعيد عن نقاط الالتقاء بين العرفان ورواية بثينة العيسى، مشددا على أن ورشة السهروردي هي بداية مشروع استزراع الكتابة العرفانية في دلمون الحديثة التي امتدت من جنوب جزيرة بوبيان إلى عمان أو مجان باللغة السومرية.
البعد الفلسفي
أما د. مصطفى عطية فقد أكد عبر ورقته النقدية “الذات بين الإفناء والإحياء: قراءة في البنية والأسطورة والجماليات” أن “عائشة تنزل إلى العالم السفلي” صوت سردي يستفز العقل ويحرك الوجدان، ومحلقاً في آفاق فلسفية ونفسية وروحية واجتماعية، يتكئ هذا التميز على التناص المباشر مع الأسطورة، وحسن توظيف البعد الفلسفي للموت في بنية سردية امتزج فيها هموم المرأة مع الإنسان عامة، وتوحد فيها الموت مع الحياة، فكأننا نحيا بين شخوصها، ونعزف ألحان الموت مع وقع كلماتها، ويعيب على الرواية الإفراط بسرد بعض المعلومات.
سرد غير حقيقي
من جانبه، أكد د. مرسل العجمي أن انتقاء الكاتبة لاسم عائشة بطلة الرواية دلالة على أنها لم تمت، مبيناً أن العمل الأدبي يثير مجموعة أسئلة في مقدمتها هل الفن أعمق من الحياة؟ هل الحياة التخيلية أهم من الواقع؟ هل يستطيع الإنسان الاستغناء عن الآخر؟ وغيرها، ويرى أن فعل الكتابة هو الأساس في عمل بثينة العيسى، كما تحدث العجمي عن المستوى السردي، مشيراً إلى أن رواية التخييل المضاعف تعني أن السرد ليس حقيقيا.
أسطورة سومرية
مسرحياً، قدمت ورشة السهروردي عرض “إنانا تنزل إلى العالم الأسفل”، أسطورة سومرية، تتناول حكاية نزول إنانا إلى العالم الأسفل باحثة عن شقيقتها أريشكيجال في رحلة تكتنفها الغرابة رغبة في تخليص حبيبها من الخطر الذي يطبق على مصيره.
واستطاع مخرج العمل تقديم أجواء الأسطورة في عمله، لاسيما في طريقة حديث العالم الأسفل، كما حرص على إيجاد اختلاف بين العالمين فوق الأرض وتحتها، مستثمرا إمكانات بعض الممثلين الصوتية، كما قدم عبر التعبير الحركي تشكيلات جميلة جاءت متواءمة مع الحدث الأسطوري.
لقطات
• جاءت تسمية مهرجان جريان تخليداً لبئر في جزيرة فيلكا “إيكاروس” وقد كان الإيكاروسيون يخصبونه بالأختام الدلمونية المستديرة.
• حضر المهرجان مجموعة من مسؤولي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكان في مقدمتهم سهل العجمي.
• امتدت فعاليات المهرجان إلى أكثر من ثلاث ساعات.
• حرصت ورشة السهروردي على طباعة كتيب خاص يوثق للنسخة الأولى من المهرجان ويشتمل على الفعاليات والمشاركين فيها.
• قدّم بعض الحضور أسئلة للمشاركين في الندوة النقدية تمحورت حول المنهج الذي سلكته الكاتبة بثينة العيسى في عملها الروائي.
• قدم الكاتب محمد السعيد شرحاً مفصلاً لزوار المعرض التشكيلي عن محتوى الاعمال ومضمونها.
• صفق الحضور كثيراً لأعضاء فريق المسرحية عقب انتهاء العرض.
لقراءة النص في “الجريدة الكويتية” الضغط على الرابط ادناه:
https://www.aljarida.com/ext/articles/print/1462119801062431800/