لفت الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمة له بذكرى “القادة الشهداء” ، إلى أن “الحكومة نالت الثقة بالأمس، وأريد أو أؤكد على الحرص على أجواء الحوار الداخلي والابتعاد عن السجالات والإنفتاح لمعالجة كل الملفات والخيارات”، مشيراً إلى “اننا نطرح خيارات لمواجهة كل الملفات الداخلية ونيتنا صافية وليس لدينا شركات نريد أن نأخذ لها تلزيمات ولا نريد من الدولة أموال، ونحن منذ البداية نشعر بآلام الشعب اللبناني ولكن كان هناك أولويات ومعارك كبرى”، مؤكداً “أننا اليوم نتحمل مسؤولية أكبر من أي وقت مضى في الملف الداخلي ونريد أن تعالج مشاكل الناس ولا نريد أي شيء آخر، وأنا عندما تحدثت عن مشكلة الكهرباء كنت أتحدث عن مشكلة وطنية جامعة وعندما أقول أن هناك من هو قادرة على المساعدة وأنا لم أقل أن إيران تريد أن تقدم هبة وربما هي تريد أن تقدم هبة، أنا أقدم محاولة للمساعدة”.
وأضاف: “في الـ2006، وضع الوزير محمد فنيش خطة وأخذنا الخطة إلى إيران وأبلغنا أن الموضوع سهل، وأخبرنا الحكومة اللبنانية أن إيران نستعدة للمساعدة لكن تم رفض ذلك بسبب الموقف الأميركي والسعودي ولو تجاوزا الإعتبار السياسي كان من العام 2006 لدينا كهرباء 24/24، أي تم حرمان الشعب اللبناني من الكهرباء طوال هذه السنوات نتيجة النكد السياسي أو نتيجة الجبن السياسي”.
وسأل: “ما هو حجم الدين العام الذي ترتب على الخزينة العامة بسبب أزمة الكهرباء من العام 2006 حتى اليوم بسبب النكد السياسي والكيد السياسي؟”، مؤكداً أن “إيران جاهزة للمساعدة لكنها لا تركض من أجل ذلك، نحن قدمنا عرضا ومنعتوه هاتوا بعرض من أصدقائكم ولن نرفض ذلك وربما يكون من فوائد أن تأتي إيران هو أن يتشجع الأخون على المساعدة ونحن نريد أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور”.
السيد نصرالله نفى أي وجود لحزب الله بفنزويلا: متضامنون معها ضد العدوان الاميركي
واعتبر أن “من أكثر ما يدعو إلى السخرية هو القول أن ذلك من أجل أن تسيطر إيران على لبنان، حقيقة هناك “سخفاء”، فهل إيران التي تتهمونها بالسيطرة على لبنان تحتاج إلى أن تأتي بالقروض كي تسيطر على لبنان؟”.
وتابع: ” في الملفات الأخرى أيضاً، نحن لا نريد أن نفرض على أحد شيء، هناك دولة صديقة متقدمة جاهرزة للمساعدة، إذا كنتم تريدون جاهزون للمساعدة ومنفتحون على أي حل”، مشيراً إلى أن “كل اللبنانيين سمعوا التحذيرات من الخطر على الإستقرار المالي والإقتصادي، وهذا تحد موجود في البلد ونحن معنيون بالمواجهة، لأن هذا يهدد كل اللبنانيين دون إستثناء، ونحن اليوم أمام المعركة الحقيقية التي هي مواجهة الفساد والهدر المالي، لأن الحل هو في ترشيد الإنفاق ما يعني الدخول في معركة الهدر المالي والفساد الاداري”.
وأكد “اننا جديون في هذه المعركة وأعلن عنها في الإنتخابات النيابية الأخيرة، وأستطيع أن أقول أن الخطوات الأولى لحزب الله في مواجهة الفساد والهدر المالي بدأت، واليوم تقدم ملفان، الأول له علاقة بـ11 مليار دولار لا أحد يعرف من اللبنانيين كيف أنفق أما الثاني يتعلق بمفاوضات من أجل الحصول على قرض بقيمة 400 مليون دولار لصرفها على عناوين ليس لها جدوى”، مشيراً إلى أن “العناوين العريضة لهذا المعركة، نحن نخوض معركة حماية المال العام وهذه ليست أموال المسؤولون ونريد أن نمنع اللصوص والجشعين، وحاضرون أن نكون جنود في هذه المعركة ولا نريد سبق صحفي أو إعلامي، ونحن نريد أن نأكل عنب لا أن نقتل الناطور، نريد أن يعود المال المسلوب وأن لا يسرق المال الموجود”.
وشدد السيد نصرالله على أنه “في هذه المعركة سنذهب إلى العناوين المهمة والكبيرة لأن أموال الناس هي التي تنهب، والقروض يجب أن تصرف في مشاريع لها جدوى، ولذلك يجب أن نكون دقيقين في كيفية صرف هذه الأموال”، مشيراً إلى “أننا سنذهب بالوسائل على القانون من أجل سد الفساد والهدر، والذهاب في التلزيمات إلى المناقصات يخفف من الفساد، وفي موضوع التوظيف نذهب إلى مجلس الخدمة المدنية”.
وأكد “اننا سنسخر كل الإمكانيات لجمع المعلومات وتحليلها ونذهب إلى القضاء، ونحن لا نذكر الأسماء لأننا لا نريد أن نشهر بالناس، بل يجب أن نذهب إلى القضاء الذي يجب أن يستكمل التحقيقات”، مشيراً إلى “اننا سنعمل على القوانين وجمع الملفات ونأخذها إلى القضاء والقضاء يجب أن يتحمل المسؤولية لأن البلد كله يجب أن يحارب الفساد كي لا ينهار”.
وأضاف: “سنعمل على سد أبواب الهدر الذي قد يأتي وسنستكمل الملفات السابقة وبنفس شجاعة وثبات الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد، سنتحمل المسؤولية في هذا الملف، وسنواصل دربهم الذين استشهدوا فيه وعلقوا عليه الكثير من الأمال وسنحفظ الوصاية وسنحمل السلاح كي يبقى موقفا”.
تنامي قوة المقاومة
وأشار السيد نصرالله الى أن “القوة الصاعدة والمتصاعدة والمتنامية للمقاومة لم تأت في ظل ظروف مساعدة بل هي تتعرض للعقوبات والقتل والتشهير وتهم الإرهاب والضغوط بالإضافة إلى الحرب النفسية الضاغطة وكل شيء تستطيع أن تفلعه أميركا واسرائيل وعملائهما قاموا به ومن قبل الصراع والمعركة كانت هذه المقاومة تكبر وتتعاظم وتزداد قوة وتأثيرا في لبنان والمنطقة وتدخل وتدخل معها المنطقة زمن الانتصارات”، مشيراً إلى أنه “عندما يستمرون في مواجهة المقاومة يخطئون لانهم يجهلون سر قوتها، التكفيريون والتحالف السعودي الاماراتي أدوات في المشروع الأميركي”.
وأشار إلى أنه “لدينا اليوم ما يقارب 35 إلى 40 محور – منطقة جغرافية- ، وهو يمتلك من العديد والسلاحات الإمكانات أكثر مما كانت تملكه كل المقاومة الإسلامية في لبنان عشية التحرير في 25 أيار 2000″، لافتاً إلى أن “سر المقاومة هو هذا الإيمان والروح الموجودة في المقاومة وليس السلاح والمال والعدة، في أي مكان في العالم هل يوجد أحد مستعد أن يفدي شخص آخر بنفسه أو يتقدم إلى الامام لكي يدافع عنه أو يقتل ليبقى هو على قيد الحياة؟ هذه هي روحية المقاومة وبهذه الروح قاتل الذين قاتلوا في سوريا والعراق وأنتم لا تستطيعون أن تلحقوا الهزيمة بهذه الروح”.
وأكد “اننا “أقوياء لكن يجب أن نحافظ على تواضعنا مع الناس لا سيما المستضعفين الذين يعلقون الأمال علينا لكن مع اللصوص التعامل يجب أن يكون مختلف وعندما يقول وزير خارجية أميركا أن حزب الله بات أقوى من أي وقت مضى في السنوات السابقة، وهذا صحيح لكن هم أحيانا يبالغون بالحديث عن هذه القوة”، نافياً “ما قاله الأميركيون بشأن فنزويلا ونتضامن مع فنزويلا بشأن العدوان الأميركي أما مسألة أن هناك نفوذ لـ”حزب الله” في فنزويلا فهذا لا أساس له من الصحة، كما أن لا خلايا لحزب الله في فنزويلا، والحديث أيضا عن نفوذ حزب الله في أميركا اللاتينية وخلايا حزب الله في أميركا الاتينية لا أساس له من الصحة”، مشدداً على أنه “ليس لدينا أي خلايا أو مجموعات أو تنظيم تابع لحزب الله في أميركا اللاتينية بل ليس لدينا تنظيم في الخارج، ونحن منذ زمن قلنا لمن يؤيدون في الخارج أعملوا بشكل مستقل منفصل بعيداً عن الحزب حتى لا يتخذ أحد هذه العلاقة ذريعة لالحاق الضرر بكم”.
وشدد السيد نصرالله على أنه “في مواجهة اسرائيل، نحن أقوياء، ومن الجيد أن يتحدث عدونا هكذا، ويقول أنه يعلم الكثير وهذا جيد لأنه إذا كانت لديهم المعلومات الكافية عما نملك فإن هذا سوف يزيدكم موضعية”، مشيراً إلى أنه “اليوم حتى في كيان العدو، اليوم هناك نقاش عن عدم جهوزية جيش العدو لشن عدوان وخصوصاً القوة البرية، وهذا الكلام يتحدث به مسؤولون مبار في الجيش الإسرائيلي واليوم، اسرائيل لا تثق بجيشها لكن نحن نثق بمقاومتنا وهم واثقون بأن مقاومتنا قادرة على الدخول إلى الجليل وغير واثقين بأن جيشهم قادر على الدخول إلى لبنان، وهذا تحول كبير”.
وأضاف: “القلق اليوم هو في المستوطنات الإسرائيلية وليس في الجنوب وهذه هي معادلة الردع، وهذا وضع جديد وعلى مستوى عال من الأهمية”، مشيراً إلى أنه “في الـ2006 في جنوب لبنان وفي العام 2014 في غزة تلقت القوة البرية في الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة”، لافتاً إلى أن “أميركا اليوم بحاجة إلى خطوة جديدة، وجاءت تدعو العالم إلى مؤتمر وارسو، لكن ماذا كانت النتيجة؟ أميركا جمعت في مؤتمر أصدقاء سوريا 140 دولة لمواجهة سوريا وقبل ذلك في العام 1996 اجتمع العالم في شرم الشيخ لاستهداف حركات المقاومة ولن تغب إلا بعض الدول، اليوم يحاولون جمع العالم من أجل نتانياهو لكن لم يستطيعوا أن يخرجوا ببيان وكل التصريحات مكرر”.
وأكد السيد نصرالله أن “اجتماع وارسو لا يخيفنا وفي السابق عند مؤتمر شرم الشيخ كانت ظروفنا أصعب لكن اليوم الوضع أفضل بكثير والمؤتمر هزيل وهش”، معتبراً أن “المستهدف من هذا المؤتمر هو القضية الفلسطينية، التي كانت غائبة عن هذا المؤتمر، في حين كان موضوعه محاربة الإرهاب والمحافظة على الأمن في المنطقة ورأس الإرهاب في المنطقة هو اسرائيل، الهدف الحقيقي هو التطبيع وإخراج بعض العلاقات الخليجية من السر إلى الإعلان”.
وتابع: “لذي ظهر إلى العلن اليوم هو السعودي، وأحد مؤتمرات المؤتمر هو الدفع نحو التطبيع من خلال مؤتمر يحبث عن أوضاع المنطقة من دون ذكر فلسطين والهدف الثاني هو إيران لكن هذا لن يؤدي إلى نتيجة، وإيران اليوم وضعها مختلف هي إيران القوية وأقوى من أن يستهدفها أحد بحرب، ونتانياهو زل لسانه قبل ذلك من خلال الحديث عن حشد العالم للحرب على إيران، لكن السؤال الحقيقي هل تريد الولايات المتحدة القيام بحرب على إيران؟ على مدى السنوات السباقة كانت تشن الحروب بالواسطة واليوم وضعها أصعب وهي تراهن على العقوبات والحرب الناعمة، لكن الرد جاء سريعاً في الذكرى الأربعين للثورة من خلال التظاهرات التي شهدتها المدن الإيرانية”.
ولفت إلى أن “إيران بعثت رسالة إلى أميركا وكل العالم بأنها قوية ولا تزال السند القوي والمتين في مواجهة الهيمنة الأميركية والإسرائيلية”، مشيراً إلى أن “القلق هو على القضية الفلسطينية وهدف المؤتمر تطبيعي، لكن من ايجابيات المؤتمر أنه عندما يجلس وزير خارجية حكومة عبد ربه منصور هادي إلى جانب نتانياهو، فهذا يظهر حقيقة المعركة في اليمن، وهي حرب أميركا على اليمن وعلى الشعب اليميني، تنفذها السعودية والامارات وهذا أمر مهم من أجل الوعي والبصيرة و وكذلك عندما يجلس إلى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وزير خارجية البحرين، لأن النظام البحريني جزء من التركيبة الأميركية والإسرائيلية في المنطقة”، داعياً إلى “الذهاب نحو مواجهة التطبيع، وعلى الملايين أن يعبروا عن رفضهم للتطبيع وهذا أقل الواجب على كل شعوب المنطقة العربية والإسلامية، والشعب الفلسطيني يقدم في كل يوم الشهداء وهو يرفض الإستسلام”.
وأشار إلى أنه “في موضوع الإنتهاء من وجود “داعش” العسكري في سوريا، الذي من المفترض أن يكون خلال ساعات، وقد سبق ذلك هزيمة “داعش” في العراق وأيضا في لبنان، وهذا تطور مهم جداً أن نقول أن لا وجود عسكري لداعش في سوريا والعراق ولبنان، وهذا انتصار عظيم، لكن أريد أن أعلق على النفاق الأميركي وللأسف الشديد أن من سيخرج للإعلان عن الإنتصار هو الكاذب الأكبر دونالد ترامب، والدليل الأكبر أن أميركا لم يكن لها علاقة في معركة داعش وفي العراق هي التي أوجدت داعش وامتدت إلى سوريا وكان مشروعهم هو أن تسطير على العراق من أجل العودة إلى العراق، واليوم يأتي الأميركي المنافق ليقول أن لهم سهم في الإنتصار في حين هم كانوا عامل تأخير لحسم المعركة مع داعش في العراق وكانوا يريدون أن تستمر هذه المعركة لسنوات لكن إرادة الحكومة العراقية والجيش العراقي وفصائل المقاومة هي التي فرضت حسما سريعا للمعركة”.
وسأل السيد نصرالله: “في سوريا أين قاتلت أميركا داعش؟ المساحة الأطول والأضخم والمعارك الأضخم خاضها الجيش السوري والقوات الشعبية وإلى جانبهم الحلفاء من حركات المقاومة بماسندة الحليف الروسي وأميركا كانت تعطل وعندما وصلت القوات إلى نهر الفرات وهربت كل عناصر داعش إلى شرق الفرات كانت القوات تريد أن تتقدم لتقضي على داعش لكن الذي منعها هم الأميركيون وترامب، أنت يا سيد ترامب منعت إنهاء المعركة مع داعش لأنك كنت تريد أن تستهدف داعش في شرق الفرات ضد سوريا والعراق ولم تنجح”، مؤكداً أن “الذي حرر المنطقة ودفع خطر “داعش” الإرهابي عن المنطقة هو محور المقاومة وليس المنافق الأميركي الذي جاء في نهاية الخط ليصنع لنفسه موقعا في الإنتصار”.