لقاء عون وجنبلاط في بعبدا يمنع فتنة “إذاعة دير القمر”!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الثلاثاء 5 ايار 2020
في عز التوتر والتصعيد الكبير بين “التيار الوطني الحر”، والحزب “التقدمي الاشتراكي” نجح وسطاء في ترطيب الأجواء بين الحزبين. وتم ترتيب اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط في بعبدا.
وتؤكد أوساط بارزة في “الاشتراكي” ان توتراً شديداً ساد مناطق في الجبل، بعد الإعلان عن إنطلاق “الإذاعة المسيحية” من دير القمر والتي تبث عبر الانترنت، والتي نبشت احقاد الماضي ونكأت الجروح المؤلمة بين الدروز والمسيحيين في حرب الجبل ودخلت الى مساحات واحداث كان يعتقد الكثير من اهالي ضحايا هذه الحرب السوداء في تلك الحقبة انها طويت. وتلفت الأوساط الى ان المقابلات الفردية للإذاعة التي جرت ساهمت كثيراً في فتح جروح التئمت كما عززت مناخ من التوتر وفتنة كادت تقع لولا تدخل العقلاء في الجبل، من “الاشتراكي” و”التيار الوطني الحر”. كما دخلت البطريركية المارونية بشخص البطريرك بشارة الراعي على خط التهدئة وسحب فتيل التوتر، كما كان لتدخل النائب فريد البستاني ولبلدية دير القمر دور إيجابي لتهدئة الخواطر بالبيانات التي صدرت.
وتشير الأوساط الى ان كان للراعي الدور الأكبر خلال الفترة الماضية كما طرح المشكلة في لقائه منذ أيام بالرئيس عون.
وتستغرب أوساط “الاشتراكي” ان معظم الذين عززوا هذه النزعة في الجبل مقربون من النائب جبران باسيل وفي حلقته الضيقة وصراحة لم نفهم المغزى من “الإذاعة المسيحية” او نبش الحرب الاهلية مجدداً ومن هو المستفيد من الفتنة؟ ومن تخدم؟
وتكشف الأوساط ان موفداً من الرئيس عون زار جنبلاط منذ أسبوع لتهيئة الأجواء للقاء امس وكان ايجابياً جداً في تنفيس الاحتقان بين الطرفين، كما تعمّد الطرفان ولا سيما جنبلاط ان يكونا لوحدهما في للقاء مع عون كما لم يكشف عن الوسيط بين الطرفين وان الطرفين حريصان على إبقاء بعضاً من المداولات سرية بين الرجلين.
جهود للراعي والبستاني وعقلاء لسحب فتيل الفتنة
في المقابل يؤكد احد نواب “اللقاء الديمقراطي” البارزين ان لقاء بعبدا بين جنبلاط وعون ليس مرتبطاً باللقاء الوطني غداً الأربعاء، ولو تزامن الحدثان وما سرّع اللقاء الثنائي هو احداث الجبل والتوتر الحاصل.
ويشير النائب الى ان جنبلاط لن يحضر لقاء الأربعاء كما ان نجله رئيس الكتلة النائب تيمور جبنلاط خارج لبنان لذلك ستتمثل الكتلة بامين سرها النائب هادي أبو الحسن، وان الأمور إيجابية في هذا السياق. ويرى جنبلاط وفق النائب ان لا سبيل الا الاستعانة بصندوق النقد الدولي وهو ترك ملاحظاته الاقتصادية في عهدة الرئيس عون كما سيقدم أبو الحسن مداخلة باسم التكتل.
ويشير النائب الى ان الزيارة الى بعبدا من شانها تأكيد ان لا قطيعة بين جنبلاط وعون وان لا نية بمقاطعة العهد والحكومة ولا نية او توجه لاسقاط الحكومة او المطالبة بذلك. بل على العكس يرى جنبلاط ان لا بديلاً عن الحكومة حالياً، ولا يمكن تشكيل غيرها في هذه الظروف ومعروف الحساسيات اللبنانية والظروف المانعة لتأليف أي حكومة.
ويؤكد النائب ان جنبلاط ليس منخرطاً في أي جبهة ضد احد، وهو في صفوف المعارضة الإيجابية للحكومة وهمه تصويب عملها لا التصويب عليها.