الإشتباك “الثلاثي” في الشارع يوحي بنتائج غير محمودة
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاثنين 24 شباط 2020
تصفية الحساب مع “الحريرية السياسية” و”الجنبلاطية السياسية”، ليست وليدة ثورة 17 تشرين الاول، إذ يخوضها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل منذ توليه السلطة كوزير فيها ابتداءاً من العام 2008 وصولاً الى حرب “الابراء المستحيل”، وبعد “هدنة” التسوية الرئاسية يعود باسيل اليها من خارج الحكومة كوزير فيها، ولكن هذه المرة عبر الشارع ومطالباً “برأس” رياض سلامة وقبله محمد الحوت.
“تيار المستقبل” حذر رئيسه سعد الحريري منذ لحظة الإعلان عن تأليف حكومة حسان دياب، انه ليس “حبة وحبتين”، انه لن يسمح بالمس لا باللواء عماد عثمان ولا بسلامة والحوت ولا اي موظف سني محسوب عليه. كما اكد الحريري ان تصفية الحساب السياسي معه لا “تمشي” وسيواجهها.
وفي هذا الإطار يؤكد قيادي كبير في “المستقبل” ان اي خيار لتغيير اي موظف في الدولة يتم داخل المؤسسات وعبرها، وليس في الشارع وعبر تهديد السلم الاهلي وتطويق منزل النائب السابق وليد جنبلاط او حصار مبنى مصرف لبنان.
اللجوء الى خيار الشارع الصدامي، يؤكد يأس باسيل من المؤسسات، وانه لن يتمكن من تصفية حسابه مع الموظفين المحسوبين على الحريري.
ويستغرب القيادي المعارك التي يخوضها باسيل مع كل الناس، ابتداءاً من الطائفة الشيعية التي يعارضه نصفها، الى الطائفة الدرزية التي لا تستسيغه بنسبة 80 في المئة الى الطائفة السنية التي ترفضه جملة وتفصيلاً بنسبة 80 في المئة، ايضاً الى نصف المسيحيين ايضاً.
فماذا يكسب باسيل من كل هذه المعارك، لا سيما ان صفحته ليست بيضاء مع الحراك والثورة؟ فعلام يراهن باسيل؟ هل يراهن على متغيرات داخلية سياسية كبرى؟ او اقليمية او دولية؟ او تغيير في النظام السياسي التوافقي الطوائفي؟
ويُذكّر القيادي باسيل ان عمه الرئيس ميشال عون ليصل الى رئاسة الجمهورية، كان يمتلك اكبر كتلة نيابية، واكبر رصيد شعبي مسيحي، وإضطر الى عقد ثلاث تسويات مع السُنة والشيعة و”القوات”، وتفاهم مع الحريري والدكتور سمير جعجع و”حزب الله”، فإذا كان باسيل يراهن على الرئاسة بعد انتهاء عهد عون فعليه ان يعيد حسابه!
ويشير القيادي المذكور الى ان خيار الشارع، انتحاري وصدامي بالطريقة التي جرى فيها الخميس الماضي وكان سيؤدي الى دماء وصدام، لو اكمل التصادم مع شارع “الاشتراكي” الى النهاية وتدخل جنبلاط، في حين يمنع “تيار المستقبل” انصاره من النزول الى الشارع لمواجهة شارع اي فريق آخر لعلمله بخطورة اي انفلات امني فيه.
“المستقبل”: يأس باسيل دفعه الى الشارع… و”الاشتراكي”: تصفيته الحساب معنا لم تتوقف!
لذلك على باسيل اذا اراد شد ّ عصبه الشعبي ورفع رصيده المتآكل بفعل الحراك واتهامه بالفساد، ان يخوض في دروب غير دروب “المستقبل” وان يأكل من غير صحنه!
اما “الاشتراكي”، فيقول مسؤول بارز فيه ان باسيل لم يتوقف عن تصفية الحساب السياسي معنا ليبدأ من جديد. فهي حرب مستمرة منذ تولي عون الرئاسة ولا نهاية لها معه. ولكن نحن مستمرون في ضبط شارعنا، وتهدئته والاولوية عندنا هي الحفاظ على الاستقرار ونامل ان تحقق الحكومة المطلوب منها رغم صعوبة الامر والحصار المفروض عليها اميركياً وخليجياً.
ويرى ان لا قدرة لهذه الحكومة ان تعالج الازمات في ظل هذه الظروف وعندها تصبح كل الاحتمالات مفتوحة على الأسوأ.
وبين الطرفين، تؤكد اوساط متابعة ان هناك تصوراً ما بدأت تتشاور حوله الاكثرية وقد ينضج ويدرس لدى “حزب الله” وحلفائه من دون الكشف عن تفاصيل لكنها تصب كلها في المجال المالي والاقتصادي، بينما تشير معلومات اخرى الى هناك انتظار لفترة معينة قبل تبلور صيغة المفاوضات الاميركية- الايرانية وبالتالي سلوك الحل في لبنان وسوريا ولا سيما في إدلب وحلب وتطور الامور بين روسيا والاتراك والايرانيين.