مراهنة سعودية وتركية على “إفلاس” مالي واسع لمحور المقاومة
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 23 شباط 2020
تؤكد اوساط سنية علمائية ان بعد 17 تشرين الاول صار السنُة مع نبض الشارع الرافض للفساد والهيمنة والاستئثار بمقدرات الدولة، من قبل اشخاص محددين ومعدودين، بينما يموت الملايين اللبنانيين يومياً من وجع الجوع والعوز والمرض.
وتشير الاوساط الى ان تبدل المزاج السني والشمالي تحديداً، بدأ ما قبل الانتخابات النيابية الاخيرة والتي لم تمنح لأي رجل سياسي سني مرجعية الطائفة السنية، كما حصل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2000 بغض النظر عن النفوذ السوري من عدمه.
فللمرة الاولى منذ العام 2005 ايضاً لم يعد الرئيس سعد الحريري زعيماً اوحداً للطائفة السنية بعدما افرز قانون الانتخابات النسبي على بعض مساوئه تعددية سنية مقسومة بين “المستقبل” والرئيس نجيب ميقاتي و”اللقاء التشاوري” والنائب اسامة سعد.
وتقول الاوساط ان قبل العام 2018 كان الرئيس الحريري، يردد ان السوريين لم يسمحوا له بإنماء عكار، ولكن بعد خروجهم لم ينفذ جسراً واحداً في طرابلس والشمال ،رغم ان مجلس الانماء والاعمار ومن يشغله “ربيب” بيت الحريري و”المستقبل”!
مطالبة سنية لـ”حزب الله” بالتحرك الفاعل لكبح جماح الفاسدين!
أما القيادات السنية الاخرى فلم تقدم فلساً واحداً او انجازاً واحداً لابناء طائفتها، ولا سيما الرئيس ميقاتي فكان رهانه فقط والاخير كذلك على ترؤس الحكومة بعد خروج الحريري اخيراً من ساحة التشكيل وبعد حرقه لابرز منافسيه وهم الوزير السابق محمد الصفدي والوزير السابق بهيج طبارة وعزوف الرئيس تمام سلام وعلى “ظهر” البيعة تم حرق اسم المهندس سمير الخطيب.
ومع خروج الحريري من الساحة الحكومية رغم إمكانية عودته في اية لحظة على “ظهر “تسوية سعودية- إيرانية”، الى السراي، شكّل خيار حسان دياب ورقة رابحة في يد الاكثرية و”حزب الله” تحديداً، وفق الاوساط واغلق الطريق تماماً على ميقاتي لتولي اي حكومة في مرحلة لاحقة، بعد ان تم تناوله من الحراك في قضايا القروض العقارية والفساد اسوة بغيره من اهل السلطة اليوم .
وتشير الاوساط الى ان همّ السنة طبعاً كهمّ كل اللبنانيين معيشي واقتصادي، ويحرصون على تأمين رغيف الخبز بكرامة ولكنهم لم يسكتوا منذ اليوم الاول لـ17 تشرين الاول ولن يخرجوا من الشارع بعد هذا التاريخ، طالما لم تتوفر الحلول البلديلة لهذه السلطة او على الاقل ان يشعروا ان اهل الاكثرية جادون في الاصلاحات.
وتلفت الاوساط التي التقت قيادات كبيرة من “حزب الله” اخيراً، الى ان لا يمكن بقاء “حزب الله” متفرجاً والمطلوب القيام بخطوات عملية لكبح جماح الفاسدين من حلفائه. وبغير ذلك لا يمكن للبلد ان تقلع وسيسقط على رأس الجميع وهو يعرف فساد حلفائه وخصومه وكل ملفاتهم بيديه ولا يمكنه السكوت اكثر.
وتكشف الاوساط عن توفر معلومات لدى شخصيات سنية لبنانية كبيرة عن وجود مسار انحداري وتوقع من اكثر من دولة فاعلة في المنطقة بإفلاس لبنان في ظل الحصار الكامل عليه وعلى حكومة حسان دياب و”حزب الله” وإيران. فصحيح ان دياب قد يزور السعودية وقد يعتمر ويلتقي كبار المسؤولين وكذلك في الكويت وقطر ربما ولكن لا إمكانية لمساعدة خليجية للبنان مالياً من دون “الرضى” الاميركي.
وتلمح الاوساط الى ان هناك معلومات مصدرها الاتراك والسعوديين تشير بصعوبة تأمين مبالغ مالية من محور المقاومة الى لبنان كما كان يحصل. ولا إمكانية لايران ان تمول الازمة اللبنانية لعدم القدرة على ذلك ولوقوعها تحت حصار اميركي كبير.
ويعتقد الاتراك والسعويون ان “إفلاس” محور المقاومة مالياً بات أمراً وشيكاً و”مسألة وقت”، وفي ظل عدم إمكانية تخطي الازمات والحروب الدائرة في المنطقة وكذلك الحصار الخانق اميركياً واوروبياً وخليجياً.
لذلك تقول الاوساط انها تحدثت بصراحة مع مسؤولي الحزب ونصحت بتلقف رغبة الشارع السني واللبناني وبضرورة القيام بالإصلاحات السريع،ة ووقف الفساد والهدر من خلال هذه الحكومة وبتعزيز سلطة القضاء والقبض على الفاسدين، ومحاكمتهم سريعاً واسترجاع ما يمكن من الاموال المهربة ولو كانت لحلفاء “حزب الله”.
وتنبه الاوساط ان اذا لم يتدارك الامر سريعاً وخصوصاً في ظل سريان “كلام” في المجالس المغلقة ان الدولة اللبنانية مقبلة على مرحلة تعثر شديد، ولن تتمكن من تسديد رواتب الموظفين في القطاع العام. وهذا ما المح اليه السيد حسن نصرالله في بداية الازمة، ولكنه قد يتحول الى امر واقع في وقت لاحق بضعة اسابيع او شهرين كحد اقصى ربما. وعندها من يضمن استقرار البلد بعد خروج كل ناسه الى الشارع بدافع الجوع؟