“لقاء الثلاثاء” ثمن خطوة الرئيس الحريري في تقديم استقالته
لابتعاد المسؤولين عن مصالحهم الذاتية لإنقاذ الوطن
عقد “لقاء الثلاثاء” اجتماعه الأسبوعي في دارة الراحل الدكتور عبد المجيد الرافعي وبرعاية من السيدة المناضلة ليلى بقسماطي الرافعي وبحضور عدد من الشخصيات من المجتمع المدني وأساتذة الجامعات، حيث ناقش المجتمعون التطورات المتسارعة الناتجة عن تحرك قطاعات الشعب اللبناني في كل المدن والمحافظات، ولفت إلى أنها ربما المرة الأولى التي يجمع عليها اللبنانيون حول قضية واحدة، تخطوا فيه كل الحواجز النفسية والطائفية وفهموا أن وجعهم واحد من الشمال إلى الجنوب.
إن تعنت السلطة بكل فئاتها ومكابرتها ومحاولتها تمييع مطالب الشعب المحقة أدى إلى تعقيد الأوضاع أكثر فكان كل يوم يمر دون المبادرة إلى المعالجة يضع التحرك في طريق يزيد المعاناة من جهة، ويدخل عوامل سلبية تهدد سلامة المواطنين والوطن من جهة أخرى. وهذا ما حصل اليوم في العاصمة بيروت وهدد بالانتقال إلى مناطق أخرى، فالمتضررون من التحرك الوطني كثر خاصة هؤلاء الذين استفادوا ماديا وسياسيا من الحالة الشاذة التي استمرت منذ اكثر من عشرين سنة.
استقالة الحريري
إن “لقاء الثلاثاء” يقدر بإيجابية إقدام رئيس الحكومة سعد الحريري على تقديم إستقالة الحكومة ويعتبرها خطوة من شأنها أن تضغط على باقي أطراف السلطة لتفكر بعيدا عن مصالحها الذاتية ولا تستمر في تجاهل خطورة ما يجري. ولعل من هدد منذ أيام بقلب الطاولة وحاول التفرد برسم سياسة لبنان وكأننا في زمن المتصرفية ( وإن كان الزمن اختلف )، حيث سلطات المتصرف مطلقة ومرجعيته الوحيدة هي السلطنة التي عينته أن يشعر بخطورة مواقفه. إن استقالة الحكومة يجب أن تتبعها خطوات عملية تعيد الثقة للمواطن اللبناني بأنه على طريق إعادة بناء الدولة العادلة دولة الرقابة و المحاسبة ولتبدأ من وحي الرسالة التي رفعها نادي القضاة في لبنان وتدعو البدء في إتخاذ الإجراءات القانونية لملاحقة الفاسدين وناهبي المال العام، مال اللبنانيين الذين حُرِموا منه على مدى عشرات السنين وذهب إلى جيوب أهل الحكم وحاشياتهم.
إن “لقاء الثلاثاء سوف يتابع عن كثب مجريات الأحداث وسوف يكون دائمآ إلى جانب الشعب في كل المحطات.