حسين المولى خاص تقارير.نت
تحتفي وتحتفل الشعوب الراقية ، بعلمائها ومفكريها وأدبائها ، فتقيم للأحياء منهم مهرجانات التكريم والتعظيم ، وتشيد لأمواتهم النصب التذكارية وتسمي شوارع وأحياء بأسمائهم، وفي ذلك وفاء لهم والهام وتحفيز للأجيال لكي تتعلم وتعمل في مجالات الحياة.
أما في العالم العربي وفي بعض دوله، فإن مصير العلماء الرافضين للظلم والذل والمفكرين المتنورين، الذين تحدثوا عن كيفية النهوض بالمجتمعات العربية وتقدمها ، فإن مصير هؤلاء إما السجن وإما القتل وإما النفي، نذكر شاهدا على ما نكتبه، ما حصل في الثامن من نيسان من العام 1980من القرن العشرين في العراق.
ففي ذلك اليوم المشؤوم اضطربت أركان التاريخ ، وبكت منابر الحرية، وتحول المداد إلى دم، حين أقدم نظام صدام حسين على إعدام عالم ومفكر ومرجع ومجدد، فاق أقرانه ذكاء وعلما واجتهادا، هو الشهيد السيد محمد باقر الصدر، الذي ترك لنا تراثا علميا باهرا ،استقطب الكثير من العلماء والمفكرين في العالم ، فدرسوا مؤلفاته التي أثبتت للعالم أن الإسلام يختص بكل الأزمان والاماكن، وناقشوها تحليلا وشرحا، والآن تدرس في جامعات عالمية عدة، لا سيما كتاب البنك اللاربوي في الإسلام وكتاب اقتصادنا وكتاب الإسلام فلسفتنا.
اليوم في ذكرى استشهاد السيد الصدر ادعو كل النخب العلمية والثقافية والسياسية في عالمنا العربي والإسلامي لقراءة كتب الشهيد الصدر قراءة واعية مسؤولة ، ففيها حل لكثير من مشاكلنا الاقتصادية والثقافية، وما أكثرها الآن وبذلك نحفظ مكتسبات تاريخنا من الضياع في عالم العولمة المتوحشة التي تستهدف هويتنا وتاريخنا ومستقبلنا.