كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 31 آذار 2019
ليست المشكلات التي يعانيها المواطن في لبنان اجتماعية وإنمائية واقتصادية وبفعل الممارسات السياسية الشاذة من فساد وإفساد وغيرها بل هي اصبحت مشكلات بنيوية ومزمنة وكالـ”حكم المؤبد” في سجن كبير وهو الطرق والاتوسترادات التي تحولت الى مصيدة سيارات كبيرة لا يخرج من يعلق فيها لساعات وساعات.
ومع حلول فصل الربيع، ومع تحسن الأحوال الجوية يبدأ الجنوبيون القاطنون في العاصمة بيروت وضواحيها بالتوجه نحو قراهم الجنوبية لتمضية عطلة نهاية الأسبوع. وهنا يبدأ مسلسل المعاناة ابتداءاً من عصر الجمعة وصولاً الى عصر وليل الاحد اي من الذهاب نحو الجنوب الجمعة والعودة منه عصر الاحد وصعوداً حتى ساعات المساء المتأخرة.
اول محطات الزحام تبدأ على الجسر الموصل الى حاجز الاولي للجيش، حيث يقوم عناصر الحاجز بفتح مسربين او خطين لتفادي الازدحام وتسيير امور السيارات وعدم توقيفها سيارة، سيارة الا وفق الضرورات الامنية او لتوقيف مطلوب ما، ثم على بعد مترين أو ثلاثة من الحاجز تأتيك المحطة الثانية وهي “المطب” قبل المفرق للإستدار المتوجه نحو بيروت إلى الجنوب. أما المحطة الثالثة هي عند الكورنيش البحري لمدينة صيدا، حيث المقاهي والمطاعم.
وبالاضافة الى هذه الاسباب يواجه العابرون في صيدا مطب مستمر ومتمثل مباريات الدوري وكأس لبنان في ملعب صيدا البلدي كل جمعة وسبت واحد وقد يستغرق العبور من الرميلة عبر صيدا الى الغازية او العاقبية والزهراني مثلاً ساعة واحياناً ساعة ونصف الساعة.
وباتت هذه القضية الشغل الشاغل لاهالي الجنوب العابرين الى قراهم عبر صيدا ويعبرون على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن استيائهم من الازدحام في صيدا عند فصل الربيع والصيف. فبدل من أن تكون عطلة نهاية الأسبوع منفساً لسكان بيروت بالتوجه إلى قراهم أصبحت كابوساً ويفضلون البقاء في منازلهم ببيروت بدل من “البهدلة عل الطريق”.
وهذا الواقع للعابرين الجنوبيين الى قراهم يقابله واقع ايضاً لاهالي مدينة صيدا والقاطنين فيها، اذ تؤكد اوساط صيداوية ناشطة في مجال الانماء والبيئة والعمل البلدي ان اهالي المدينة يعانون بدورهم من الاكتظاظ المروري اذ تبلغ السيارات العالقة في الزحام من العابرين حوالي 92 في المئة منها والـ8 في المئة الباقية من المقيمين من قرى شرق صيدا او اهالي المدينة، اذ بات يعمد سكان صيدا الى تجنب استعمال سياراتهم الخاصة طيلة عطلة نهاية الاسبوع ولتوفير الوقت وتفادي الوقوع في فخ الزحام المروري.
وتقول الاوساط ان طرح إعادة تخطيط المدينة وتحويل السير الى اطرافها او خارجها عبر استحداث نفق او جسر بحري عائم ويمر فوق البحر في صيدا ويبدأ من الناقورة الى العبدة، امر طرحه نواب المدينة المتعاقبين وفي مؤتمرات عديدة بلدية وانمائية عقدت في صيدا او في نقاشات مع الجهات المسؤولة في الدولة وتم طرح استخداث هذا الاتوستراد المخصص فقط للعابرين على طول الخط الساحلي من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب من دون ان يمر في المدينة او يدخلها لتفادي الوقوع في فخ الزحمة. وتشير الاوساط الى وجود نماذج دولية عدة وفي اكبر دول العالم والتي تعتمد الجسور العائمة فوق البحر والاتوسترادات الطويلة والتي تنشأها شركات كبيرة ولا تكلف الدولة اموالاً وتتلزمها على مدى 20 او 25 عاماً مقابل رسم مرور زهيد على ان تعود الملكية الى الدولة بعدها.
وتقول الاوساط ان مثل هذه الطروحات ستبقى حاضرة ومطلوب ان يكون هناك وسائل ضغط مدنية وبلدية لاقرارها والقيام بها ومنعاً للتذرع بعدم وجود اموال لها في الدولة.
في المقابل يؤكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ”الديار” ان البلدية تقوم بواجبها لحل هذه المشكلة والتي صارت عنواناً لازمة اسبوعية ويومية . ويقول ان اول الاجراءات التي اتخذت هي في تخصيص المسربين على الاتوستراد الشرقي ذهاباً واياباً للقادمين من بيروت وفي اتجاه واحد من بيروت الى الجنوب كل اسبوع بعد ظهر السبت على ان نقوم بالعكس بعد ظهر الاحد اي تخصيص المسربين للعائدين من الجنوب في اتجاه بيروت.
ويشير الى وجود طرح لانشاء جسر السلطانية شرق صيدا والذي يمتد من الرميلة الى الغازية والذي يستعمله الناس اليوم كطريق عادي لتفادي الزحام نهاية الاسبوع ويؤكد ان الامر مرهون بتمويل المشروع ورصد الاعتمادات اللازمة وقد سمعنا انه يمكن ان يمول من مخصصات سيدر 1.