قماطي التقى سعد والبزري في صيدا: لإنعقاد الحكومة
رأى نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، ان “عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء هو أمر سلبي يضر بالبلد ويجب الإسراع للعودة إلى عقد جلسات مجلس الوزراء لأن هذه الجلسات تعيد إحياء الدورة الاقتصادية في لبنان بخاصة بعد إقرار الموازنة حيث يعيش المواطن اللبناني ازمات كثيرة تنتظر قرارات مجلس الوزراء؛ كالكهرباء، والنفايات، وإنتاج النفط والغاز، وغيرها من القضايا”.
واعتبر قماطي ان “كل هذه الأمور الحساسة في البلد متوقفة مع توقف الحكومة وبسبب أزمات مناطقية، وبسبب الحساسيات ومنع القضاء أن يقوم بدوره. لذا نؤكد على دور القضاء، كما نؤكد أن الاستقرار في لبنان على الساحل والجبل هو عامل قوة في لبنان، ويجب أن يتحقق وتعود الجلسات إلى الانعقاد في أسرع وقت ممكن”.
كلام الوزير قماطي جاء خلال زيارته الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد في مكتبه في صيدا رأس وفد من حزب الله ضم كلاً من: معاونه في ملف الاحزاب عضو المجلس السياسي الدكتور علي ضاهر، سعيد ناصر الدين، ومسؤول منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر، وبحضور أمين الشؤون السياسية في التنظيم خليل الخليل، وعضو الأمانة السياسية مصباح الزين، وصلاح الشامية ومحمود عكاوي من قيادة التنظيم.
قماطي
وقال قماطي بعد الزيارة : “تأتي هذه الزيارة في إطار الزيارات الدورية المتبادلة، وفي إطار التنسيق المستمر مع أخينا وحليفنا الدكتور أسامة سعد. لقد تطرقنا في هذه الزيارة إلى قضايا المنطقة والقضايا المحلية، بخاصة القضية الفلسطينية وما تتعرض له من تآمر بما يسمى “بصفقة القرن”.
نحن اعتبرناها كما يعتبرها كل الخط الوطني العربي واللبناني والفلسطيني أنها صفقة ولدت ميتة، ولا يمكن أن تمر على أمتنا بوجود الشعب الفلسطيني المقاوم بهذه الروح من الإرادة الصلبة تمسكاً بالأرض والتحرير الكامل لفلسطين. لا يمكن لهذه الصفقة أن تمر على الإطلاق بوجود الإجماع الفلسطيني على رفضها.
لقد توقفنا أمام ما تمر به المخيمات الفلسطينية من أزمات ومشاكل، وأكدنا على ضرورة بذل كل الجهود والمساعي لكي تبقى المخيمات في حال استقرار أمني بعيداً عن المواجهات والفوضى لأن الاستقرار في المخيمات هو عامل إيجابي لاستقرار العلاقة اللبنانية الفلسطينية، وعامل استقرار لمشروع المقاومة ككل في لبنان وفلسطين والمنطقة .. لهذا نؤكد على هذا الاستقرار وعلى منع أي حوادث تخل به.
وفي ما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في لبنان أكدنا أن إخوتنا الفلسطينيين يعانون كثيرا،ً ويجب أن يعاملوا معاملة استثنائية إيجابية. فلا يعاملون تحت عنوان غير لبناني، كبقية غير اللبنانيين لأن هذا الشعب مظلوم ، ولا قرار له بالعودة أو عدم العودة إلى بلده، إنما هو مصر على العودة.. وهو غير موجود على الأراضي اللبنانية باختياره .. بل هو موجود قهراً وظلماً وعدواناً .. يجب أن نكون إلى جانبه، وأن يكون له حق العمل، وأن ينال كافة الحقوق المدنية الممكنة في لبنان.
لبنان وفلسطين .. كشعبين هما شعب واحد .. وكجارين هما بلد واحد .. هذه الخصوصة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار .. إن الأمور ستعود إلى مجلس الوزراء ومؤسسات الدولة لكي يتم تعديل القوانين بالاتجاه الإيجابي “.
سعد
وقال سعد : ” في إطار التنسيق الدائم مع الإخوة في حزب الله تناولنا في هذا اللقاء قضايا وطنية لبنانية، وقضايا مرتبطة بالواقع العربي والتحديات التي تواجه أمتنا العربية في هذه المرحلة. على المستوى المحلي هناك تحديات مرتبطة بالاستقرار السياسي، وبالأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي يعاني منها لبنان، وضرورة المعالجة الجدية لأزمات البلد من خلال الاستقرار السياسي وانتظام عمل المؤسسات الذي يعتبر أساساً في عملية الاستقرار المنشود والمعالجة المطلوبة لأزمات البلد.
لقد تداولنا مع الوزير قماطي بكيفية الخروج من هذا الواقع السياسي المأزوم، وضرورة التركيز على الوحدة الوطنية، وأن يكون هناك رؤية وطنية بعيداً عن أي خلفيات طائفية ومذهبية لكي نصل إلى نتائج تعالج بشكل وطني كل الأزمات التي يعاني منها البلد، إن كانت ذات طابع سياسي أواقتصادي أواجتماعي أو حتى أمني. كل هذه المسائل يجب أن تعالج بخلفية وطنية، لا خلفية طائفية ومذهبية أو حتى مناطقية وفئوية”.
البزري : التأكيد على حق صيدا في المشاريع الإنمائية والقطاعات الخدماتية
وأضاف سعد: ” لقد تداولنا بالأوضاع الدولية والعربية والإقليمية، ومنها المشاريع الأميركية الصهيونية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. ولبنان معني بهذا الملف لعدة أسباب، منها وجود الإخوة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كما يوجد استهداف للمقاومة من قبل الحلف الأميركي الصهيوني، وهذه مسألة تحتاج إلى تحصين البلد في مواجهة المخططات والمشاريع الأميركية التي تستهدف الإخوة الفلسطينيين في حقوقهم ومنها حق العودة، كما تستهدف المقاومة كقوة في مواجهة الأطماع والاعتداءات الإسرائيلية، وكقوة استطاعت أن تحدث تعديلاً في ميزان القوى بشكل كبير، بدءاً من التحرير إلى حرب 2006، وحتى الآن. يضاف إلى ذلك وجود ملفات متعلقة بالعلاقات اللبنانية السورية على المستوى السياسي، ومعالجة أوضاع الإخوة النازحين.
كل هذه القضايا كانت محل بحث وتنسيق مع الإخوة في حزب الله، وسنستمر في التعاون من أجل الوصول إلى حلول على الرغم من الصعوبات التي نعرفها في لبنان، وعلى الرغم من وجود تناقضات داخل الحكومة.. لا بد من تحصين البلد في مواجهة كل الأزمات والمخاطر ، ومواجهة التحديات من الخارج. نحن أمام مرحلة دقيقة وحساسة تستدعي أعلى درجات الالتزام بالخيارات الوطنية .. وهذا هو الأساس في المواجهة “.
سعد: نحن أمام مرحلة دقيقة وحساسة تستدعي أعلى درجات الالتزام بالخيارات الوطنية، وهذا هو الأساس في المواجهة
البزري
والتقى الوزير قماطي يرافقه وفد الحزب الدكتور عبد الرحمن البزري في منزله في حضور السادة محمد الددا، ماجد حمتو وأحمد حشيشو، حيث جرى البحث في التطورات السياسية والأمنية والإقتصادية على الساحة اللبنانية، وتركز النقاش حول ضرورة إعادة تفعيل العمل الحكومي بعد أحداث الجبل المؤسفة، وما نتج عنها من تعطيلٍ لعمل مجلس الوزراء مع ضرورة التأكيد على أن يَطمئن الجميع الى هذا الحل، وأن تفرض الدولة هيبتها، وأن يكون القضاء والقانون هما الحكم بين جميع الأطراف، كذلك تركز البحث على الوضع الاقتصادي، وتراجع الحركة التجارية، وغياب فرص العمل، ومعاناة المواطنين نتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها البلاد وخطر ذلك على لقمة عيشهم وعائلاتهم.
كما أكد المجتمعون على ضرورة أن تحصل مدينة صيدا على الخدمات الضرورية اللازمة من الحكومة اللبنانية ووزاراتها الخدماتية لأن صيدا مدينة عانت وتعاني من الإهمال، كما تطرق البحث الى ملف العمل الفلسطيني واجراءات وزير العمل، وشدد المجتمعون على ضرورة إيجاد حل سريع لهذه المشكلة خصوصا بعد تجميد العمل بهذه الاجراءات، حيث أكد الوزير قماطي أن مجلس الوزراء سيبحث في أول جلسة سيعقدها هذا الموضوع، آملاً أن تجد الأمور طريقها الى الحل بما يُرضي ويُطمئن إخواننا الفلسطينيين في لبنان.
بدوره أكد الدكتور عبد الرحمن البزري على أن موضوع العمل الفلسطيني وموضوع الحقوق المدنية للفلسطينيين يجب أن تُبحث في مجلس الوزراء من أجل إنصافهم كونهم جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني.