علي ضاحي خاص موقع تقارير.نت
كمن يرمي حجراً صغيراً في بئر موحلة هي الملفات الاولى التي حملها حزب الله الى القضاء المالي عبر مسؤول ملف مكافحة الفساد فيه وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله والبداية كانت من الـ11 ملياراً الشهيرة والتي كانت محطات لصولات وجولات في السياسة منذ العام 2008 وحتى اليوم. وتؤكد اوساط قيادية في تحالف حركة امل وحزب الله ان الثنائي الشيعي الوطني وعندما رفع على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شعار مكافحة الفساد والحرب عليه لم يكن يسعى الى تسجيل النقاط السياسية او الى الاثارة الاعلامية فقد يكون الملف شعبياً مربحاً واعلامياً مثمراً لكنه على الارض والواقع هو اكثر الملفات تعقيداً وتفجيراً للتحالفات والعلاقات السياسية بين مختلف الافرقاء. وتؤكد الاوساط ان حزب الفساد هو اكبر حزب لبناني وفيه من كل الطوائف والمذاهب وهو عبارة عن شبكة مصالح مترابطة ومتكافلة ومتضامنة وفي كل قطاعات الدولة والقطاع الخاص وعلى قاعدة “مرقلي ت مرقلك” وفي هذا الحزب الطائفة الشيعية ليست معفية من الملاحقة والمحاسبة وفيها فاسدون وستشملهم المحاسبة ولو كانت الفاتورة مرة وقاسية شعبياً ايضاً وبالتالي من يحمل “سكين” محاربة الفساد والافساد سيجرح نفسه فيه او يجرحه الآخرين فيه. وعليه لن يتوانى الثنائي الشيعي عن فتح اي ملف ومهما كانت الكلفة السياسية لذلك فلا يعقل ان يرفع قادته هذا الشعار ويتخلون عنه. وتوضح الاوساط ان فتح ملف الـ11 ملياراً لا يستهدف الرئيس فؤاد السنيورة او تيار المستقبل او الطائفة السنية وتحويله الى امر هكذا في وسائل اعلام المستقبل وبعض قيادات المستقبل السابقة كالنائب نهاد المشنوق وما تبقى من قوى 14 آذار الى امر مذهبي، خطيئة وادانة للمرحلة السابقة للمستقبل والسنيورة ومعه الطبقة السياسية المكونة من باقي الافرقاء.
ورغم حضور رئيسة كتلة المستقبل وابنة صيدا النائب بهية الحريري المؤتمر الصحافي للسنيورة فهذا لا يعني وفق الاوساط ان رئيس الحكومة سعد الحريري يغطي السنيورة بالكامل او لا يغطيه بالكامل، وتشير الاوساط الى ان لديها معلومات ان الرئيس الحريري وخلال زيارته الخاطفة الى عين التينة ولقائه الرئيس بري منذ ايام لم تكن مرتبطة بملف السنيورة او ما عرضه النائب فضل الله في مؤتمره الصحافي بل كان مخصصاً لامر سيادي وحيوي وهو ملف النفط والبلوكات والاعتداءات الصهيونية عليه وما سيبحث في مؤتمر عمان.
الثنائي الشيعي: “المعركة” طويلة وشائكة ومكلفة جداً ولا احد معفى من تداعياتها
وتؤكد الاوساط ان الحريري محرج امام جمهوره والبيئة الشعبية فلا يمكنه ترك السنيورة بلا تغطية او دفاع عنه كما لا يمكنه ان يتصدى لاي حملة في ملف الفساد وتاريخ تولي السنيورة لاكثر من حكومة بلا موازنة وقطع حساب لان ذلك سيجعله في موقع المحرج والمدان وخصوصاً ان المستقبل واعلامه ارتكبا “فاول” التغطية المذهبية عند ذهاب وزير الاتصالات محمد شقير الى دار الفتوى وتصريحه من هناك ضد فتح ملف الـ11 ملياراً وهجومه على حزب الله ومذهبة الحملة. وتشير الاوساط الى ان تزامن فتح فضل الله وحزب الله و8 آذار لملف الـ11 ملياراً مع إطلالات خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للرئيس اميل لحود ويشرح فيها التجاوزات المالية والتي تصدى لها خلال توليه الرئاسة الاولى ليس منسقاً ولو يصب في إطار الحملة العامة لمكافحة الفساد والتي ينسق فيها كامل فريق 8 آذار والرئيس لحود صديق وجزء من هذا التحالف.
وتؤكد الاوساط ان كل ملف سيفتح سيقول المتضرر منه انه يستهدفه سياسياً وطائفياً ومذهبياً كما فعل المستقبل رغم ان الخلفية ليست كذلك، ولم يسم فضل الله ولا حزب الله الحريري او السنيورة او المستقبل، ورغم كل التهويل والوعيد والصراخ الذي قد نشهده في الايام المقبلة ولا سيما ان هناك تحضير لملف آخر قد يطال وزراء ونواباً ومسؤولين كبار في الادارات العامة ولا استثناء لاحد طائفة او حزب او مذهب من فتح ملفات الفساد مهما تكن الكلفة لذلك لان الفيصل سيكون القضاء والرأي العام ومن يستطع التملص من ملف يطاله ويتهرب منه فليفعل!