باريس وكيلة…!
الدكتور نزيه منصور/ محام ونائب سابق
بعد أن قررت واشنطن مغادرة الشرق الأوسط لمواجهة التنين الصيني، عمدت إلى توكيل باريس لحفظ مصالحها، خاصة أنها خرجت مدحورة مذمومة…!
وما مؤتمر بغداد إلا دليل قاطع على تراجع الطغيان الأميركي، أما القرائن الدامغة تتلخص بالتالي:
1- تكليف فرنسا لتكون ممثلاً ووجهاً آخر أقل بشاعة وكرهاً….
2-حضور الدول المتناقضة وذات المصالح المتشابكة….
إيران- السعودية
تركيا – السعودية
تركيا – مصر
العراق- تركيا
إيران – مصر
العراق – مصر
الإمارات- مصر
3- قرب بغداد من طهران أمنياً وإقتصادياً وعقائدياً وسياسياً..
4- محاولة توجيه المنطقة نحو الإستقرار الأمني والإقتصادي لتأمين أمن الكيان الصهيوني
5- إستبعاد سوريا عن المؤتمر هو نقطة ضعف وليست قوة
6- كلمة وزير الخارجية الإيراني وتركيزه على عدم حضور دمشق وزيارته لسوريا ولقائه الرئيس الأسد
7- إجماع الكلمات على الوضع الإقتصادي…
بناءً عليه نستخلص:
– الأميركان فشلوا في السيطرة على المنطقة وتحقيق شرق أوسط جديد…
-تكليف الفرنسيين إدارة المنطقة بحضور الرئيس ماكرون
– إحترام الأقوياء وجمع الأخصام إذا لم يكن الأعداء
– القلق على الكيان الصهيوني من خلال هذا المؤتمر.
وعليه، إن كل ما قامت به واشنطن منذ أوائل القرن الحالي، من إحتلال أفغانستان والعراق على مدى عقدين، لم تثمر سوى العداء والكراهية والإرهاب والقتل والتدمير وتفكيك المجتمعات، وها هي الآن تحاول لملمة بقاياها ومخلفاتها وإبراز صورة الذئب بثياب الحمل من خلال باريس..!
غير أنها لم تحقق ولن تحقق أهدافها الإستراتيجية، وما خسرته في الحرب لن تجنيه عبر جمع المتناقضات..!
هل ينجح مخططها الجديد؟!