تجربة مواطنة أميركية تعيش في إيران بزمن “الكورونا”
المصدر: موقع Elemental
تشير «جينيفر غرين» إلى امتيازات الأخلاق الإيرانية ، فهي سعيدة جداً لوجودها في إيران في هذا الوضع “الكورونائي”، وتقول “جيد أنني لم أعد إلى أميركا”.
«جنيفر غرين» كاتبة أمريكية مجبرة على العيش في إيران بسبب عمل زوجها، كان من المقرر أن تعود هي وزوجها إلى الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2019، وقد ألغيت رحلتهما مرتين، وبعد ذلك، وبسبب تفشي كورونا، اضطرّت للبقاء في إيران.
في البداية ظنّا أنهما غير محظوظين، لكن غرين أشارت ضمن تسجيل مذكراتها إلى مميزات الإيرانيين، وأنها سعيدة جداً لوجودها في إيران في هذا الوضع، وتقول: سعيدة جداً لأننا لم نعد إلى أمريكا.
تقول غرين: كنا خائفين للغاية في البداية، لأننا اعتقدنا أن العقوبات قد تؤدي إلى نقص الإمدادات العامة. كما كانت هي وزوجها قلقين للغاية بشأن الأحداث المريرة التي وقعت خلال احتجاجات نوفمبر، لكنها تقول: كل ما مضی الوقت، وجدنا أنه ليس هناك مكان أكثر أماناً من إيران. وكتبت غرين عن أميركا: “أنا مندهشة لرؤية صور وفيديوهات غريبة عن الهجوم إلی المتاجر ونفاذ ورق التواليت والمطهرات والمعقمات ونقص الكمامات. هنا في إيران، جميع المتاجر ومحلات السوبر ماركت مليئة بالسلع ولا تُترَك الرفوف فارغة من البضائع أبداً، يمكنني بسهولة توفير ما أحتاج إليه”. ثم تشير إلى الإختلافات الثقافية بين المجتمعين الإيراني والأميركي وتقول أن محارم التواليت في إيران لا تنفذ أبداً لأن الناس يستخدمون الماء للتطهير.
وتقول غرين: في إيران، في البداية كان الليمون والزنجبيل والكمامات والمطهرات نادرة أو باهظة الثمن، وحاول المستغلون والإنتهازيون أن يرفعوا أسعار السلع المطلوبة كثيراً، ولكن مع وجود مجموعات متطوعة، ازدادت البضائع شيئاً فشيئاً.
واصلت «جينيفر غرين» الحديث عن العواقب الثقافية لتفشي “كورونا” في إيران، وكتبت عن أحداث تُسِرّ الإنسان للغاية، مثل إعفاء المستأجرين من حق الإيجارات. بالإضافة إلى ذلك، تشيد غرين بأعمال مثل إعطاء 100 جيغابايت من الإنترنت مجاناً، أو عمل المكتبة الوطنية القيّم للأطفال ومنح 23000 كتاب للأطفال في أيام “الكورونا” هذه. كما أشارت إلی الموجة الساخرة للشبكات الإجتماعية بعد مجيء كورونا لتعزيز مستوی تحمّل الناس. وتقدم غرين لمحة عامة عن جميع الإجراءات العامة الرئيسية والصغيرة المتخذة لمواجهة “كورونا”، من العمل الجيد الذي قام به طلاب جامعة طهران في ترجمة تعليمات الأطباء الصينيين، إلی توصيل المطهرات إلى منازل الناس في مدينة «كاخ» في محافظة خراسان الرضوية، وأيضاً توزيع الحلويات من قبل إحدی محلات الحلويات في جرجان بين الممرضات والأطباء المشاركين في علاج الكورونا في المستشفيات و …
في الختام، كتبت غرين “يجب علی العالم أن يتعلموا من إيران كيف أنّ الشعب الإيراني، في ذروة العقوبات وقلّة الأدوية والمستلزمات الصحيّة للإيرانيين، يضحي الناس بحياتهم ويحاولون رفع مستوی الرعاية العامة معاً. هنا في إيران، لا توجد أخبار عن الفوضى والعنف والأنانية، لا تفرق “كورونا” بين الأغنياء والفقراء ولا فرق بالنسبة لك أينما كنت في العالم”. وفي الختام تقول غرين “أفضّل أن أكون في إيران لأری هذه المغامرات الجميلة والدروس الجميلة وأعيش معهم”.