وأخيرًا … إلى الجحيم!

وأخيرًا … إلى الجحيم!
د. علي رفعت مهدي/ خاص takarir.net
لقد صرنا في قعر الجحيم
قعر الهاوية … قعر سقر … وما أدرانا ما سقر ؟؟!
بسرعة ٍ قياسية نقلتنا هذه السلطة إلى الجحيم . السلطة التي أدمناها _ سكرا وعربدة _ في النهب والسرقة والنصب والإحتيال والتدجيل والنفاق والظلم والاستبداد اكثر من خمسةٍ و ثلاثين عامًا … كانت كافية لها لتدجِّن احلامنا وحياتنا وتطلعاتنا وآمالنا وأحداثنا وسلوكياتنا … وحتى تفاصيل عباداتنا …
وكأنّهُ كان يكفينا الأوبئة والأمراض والآلام لندركَ أنّنا في القعر … قعر الجحيم … والمأساة … والظلاميّة …
وما أدراكم ما الظلاميَّة !!!!
هل منّا من يجرؤ على توجيه سهام النقد الى زعيمه … إلى حزبه .. الى تنظيمه … الى جمعيّته … إلى حركته … إلى جماعته ؟؟؟ إلى طائفته ؛ حتّى إلى نفسِه …!!! .. أم أنّ كل ّ حزبٍ بما لديهم فرِحون.

الوطن- اللعنة 
هل منّا من يجرؤ أن يصارح ابناءه أو أهل بيئته … أو طلاّبه أو ناسه او شبابه أو بناته أو حتى صغاره ألاّ مستقبل لهم في هذا الوطن اللعنة !!! ألاّ حياة َ لهم !!! ألاّ وجود … ولا كرامة لهم حتّى لو كان بإيديهم أسمى الشهادات العلميّة وأرقاها وأعظمها … !!!؟؟ لأنه كفانا تدجيلًا وعيشًا خارج الواقع !! خارج التاريخ !! والجغرافيا … والتربية والمواطنيَة … كن ْ قطيعَ من تشاء وستجدُ حظيرة حياتِك جاهزة …. حظيرة اعتبارك رقمًا من أرقام سجلاّت الإنتخاب ؛ واسمًا على لوائح الشطب .. ليس إلاّ …
إنّ حياة الفرد هي قدس الأقداس … وأعظم من كل المقدّسات كما حددت كلّ الشرائع السماويَة والقوانين الأرضيّة … إلاّ عندنا في عوالمنا الثالثة الجحيمية عامّة … وفي لبنان خاصّةً … !!!
يكفينا ان الزعيم بخير …. وكاهن الطائفة بخير … وشيخ المذهب بخير … والحواشي حول المالكين لأرواحنا ومستقبلنا وحياتنا بخير … ليكون الوطن بخير على قاعدة ” عاش الزّعيم …مات الزّعيم …” …
أي ّ زمن ٍ هو هذا الزّمن الرديء الضيٍق الخؤون المهزوم !!! هو زمن السقوط ؛ زمن التناطح ؛ زمن التناحر … والتقاتل … والتقاذف بكل الموبقات والسفسطات … بينما الأوبئة تدقّ ابوابنا … لا بل قلوبنا … وحياتنا … وتنام في غرفِ نومنا … وتقتلُ أحلامنا وأمنياتنا … وجمالات تطلعاتنا … !!!

زمن الخوف والجوع
هذا زمن الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات … الخوف الحياتي … الخوف الامني … الغذائي … الإقتصادي الإجتماعي … السياسي … التربوي … الصحِّي … وحتّى البيتي … !!!,
وهذا زمن الجوع والموت والوباء الذي يجتاحنا … ونقص الأموال .. والأنفس من صغيرها الى كبيرها … ونقص الثمرات والانتاج والخيرات … زمن التهاوي والتلاشي والضياع .. !!!
نحنُ في سقرِ … سقَر … وعلينا أن نلتزِم ونقبضَ على بعضِ مقوّمات الحياة لتبقى لنا أنفاس الحياة ولن تتحقّق تلك المعجزة إلاّ بالإيمان الإنساني أنْ نتجرّأ على قول ِ الحقيقة المرُة لأبنائنا :
” لا مستقبل لكم في بلد المحسوبيات ؛ وملوك الطوائف ؛ وسخافات السياسة “.
والحقيقة المؤلمة لمجتمعنا :” ليس لكم في هذه الظروف المصيريّة الإستثنائية التاريخيّة إلاّ التزام اوامر من يريد بكم خيرًا _ وهم القلة القليلة النادرة في هذا الزّمن _ والتزام كل التوصيات التي فيها لله رضىً ولأنفسكم الصلاح والفلاح والفوز ببعضِ سنين الحياة …

سلطة الاقطاع
لقد قادتنا كل سلطة الإقطاع العائلي والسياسي والحزبي إلى المهاوي السحيقة … وليس لنا إلاّ الله تعالى يخرجنا من قعر ِ الجحيم … والدرك الأسفل من سقَرِ السياسة اللبنانية … وسقرِ سياسييها الذين لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة … إلا ّ رائحة الليطاني … وطعم الحنظل … ولون كل الأوبئة السرطانية … والكورونيّة … والتعتيرية ..
بئس سلطة قادت اجدادنا وآباءنا … وتقودنا … وأبناءنا الى المسالخ … والمقاصل … والجحيم … وجهنّم …

شاهد أيضاً

هل تتحسن العلاقة بين باسيل واحمد الحريري؟

باسيل «ينفتح» على أحمد الحريري بعد «الخصومة» مع ميقاتي

باسيل «ينفتح» على أحمد الحريري بعد «الخصومة» مع ميقاتي مقال الصحافي علي ضاحي في جريدة …