دياب “يهجم” على خصومه.. والثنائي الشيعي: ممنوع السقوط!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الجمعة 28 شباط 2020
في توقيت متزامن شنت الاكثرية هجمة “مرتدة” على خصوم الحكومة والعهد والرئيسين ميشال عون وحسان دياب حققت لها هدف بثلاث نقاط او ثلاثة بثلاثة نقاط، فالنتيجة واحدة. زمن الدفاع انتهى وبدأ زمن الهجوم، هذه الروحية تؤكدها اوساط بارزة في تحالف “حركة امل” و”حزب الله”. وتقول الاوساط ان الهجوم الذي بدأه رئيس الحكومة منذ ايام هو دفاعي وهجومي في الوقت نفسه، وهدفه حماية الحكومة والبلد في آن معاً من الكيدية والتشفي وفتح المعارك الجانبية. وتلفت الى ان من حق الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع، ان يكونوا جميعاً في المعارضة ضد الحكومة والعهد، وان يكون لهم دور في مجلس النواب رقابي وللمساءلة والمحاسبة البناءة، ولكن عليهم جميعاً ان يتحملوا مسؤولية الاعوام الماضية التي كانوا فيها في السلطة.
فالخروج من الحكومة لا يعني “غسل” اليدين من الماضي على الاقل من جنبلاط، والذي يعد شريكاً في كل الحكومات منذ العام 1992 وحليفاً لسوريا حتى خروجها في العام ،2005 وهو إستمر حتى امس في الحكومة اذا ما اراد “التبرؤ” من وزيرة الاعلام منال الصمد في الحكومة الجديدة اليوم!
أما عن الحريري وجعجع، فيمكن القول ايضاً انهما شاركا في الحكومات منذ العام 2005، وان لهما دور في السلطة والمشاريع والخطط وكل “اللازمات” التي نعرفها. كما كانا شريكين في التسوية الرئاسية والنصف الاول من العهد الرئاسي على الاقل.
وتقول الاوساط، ان محاولة التذاكي على اللبنانيين ومحاولة القول ان ليس لنا علاقة وان الخروج من المركب وهو يغرق يعفينا من الغرق ليس دقيقاً او صحيحاً، وهو محاولة يائسة للهروب بلا محاسبة.
وتشير الى ان صحيح ان الحراك و”موجته” كان مربكين في بدايتهما ولدى محاولات تحويله كمنصة لتصفية الحسابات بين احزاب السلطة الحالية والمعارضة الحالية التي كانت في السلطة. لكنه حراك واع اليوم ويعرف من هو الصالح ومن هو الطالح وهو كرس مفاهيم واسس لا يمكن التغاضي عنها او القفز فوقها. وتلفت الى ان اي محاولة للانقاذ لا يمكن الا ان تتم وفق المحاسبة والمساءلة ووقف الهدر واسترجاع الاموال المهربة وهذه تكون بداية فقط.
رئيس الحكومة يسعى لبدء جولته العربية من السعودية
وتؤكد الاوساط ان ما قاله دياب منذ ايام يعكس الصورة الحقيقية لمنطق الاستقواء بالخارج ومحاولة التشويش على اتصالاته الخارجية، والجهات التي تحرض باتت معروفة ويا ليتها حركت اتصالاتها هذه وهي في السلطة ولم تستقل وتتركنا في فوهة المجهول. وتأسف الاوساط لان من يعتقد انه بخروجه من الحكومة وجلوسه في المعارضة يمكنه كسب الشارع والحراك وشد العصب المذهبي والطائفي له مخطىء. فهو عندما كان في السلطة اعتقل وخُطف ومن ثم عاد الى لبنان بلا غطاء سعودي وعربي. ولولا الغطاء الداخلي والتدخل الفرنسي لكان اليوم في مكان ما في الرياض محجوزة حريته. فهل يعقل ان من يجبر رئيس حكومة دولة اخرى ويجبره على الاستقالة سيعود ويسمع له ويرد اعتباره لمجرد وجود رئيس جمهورية ورئيس حكومة لا ينالان رضى السعودية؟
وتلفت الاوساط الى ان دياب يسعى للانطلاق من جولته الخليجية من السعودية وهو يعتبرها محطة عربية وخليجية هامة، وبما لها من رمزية سنية، وللتأكيد على الايجابية التي اعلن عنها وزير المالية السعودي. وفي إنتظار اجوبة ايجابية من السعودية لم تصل بعد، ترجح الاوساط ان تكون القاهرة بداية وتشكل اول اطلالة خارجية لدياب وهذا مرتبط بالتطورات في الايام المقبلة.
وفي الجوانب المالية والاقتصادية المتعلقة بصندوق النقد الدولي والمشاورات التي اجراها مع المسؤولين اللبنانيين، تؤكد الاوساط ان هناك توجهاً للاستمهال لاسبوع قبل اتخاذ القرار النهائي وهو تأجيل دفع السندات والتفاوض مع الدائنين والبدء بإعادة هيكلة شاملة للدين العام.
وتؤكد الاوساط ان هناك قراراً حاسماً من الاكثرية ولا سيما “الثنائي الشيعي” بأن لبنان لن يسقط لذلك كانت الخطوة الثلاثية: ببدء التنقيب عن النفط وبيان دياب واعادة هيكلة الدين ووضع خطة نهوض يفترض ان تكون بداية للحلول.