الطبيب الجراح وصاحب مستشفى العيون اللبناني أسد شرف الدين:
“قاهر العمى” و”أبو الفقراء” في عيونه يحمي الامل والنور ولبنان سيتعافى مهما اشتدت المحن
“حكيم عيون” محب للموسيقى والسياسة وقارىء نهم لما خلف الكواليس والاحداث
علي ضاحي/ خاص takarir.net
رغم ان معرفتي به لا تزيد عن بضع سنوات واتت من خلال صديق مشترك بيننا، الا ان اللقاء مع الدكتور أسد شرف الدين طبيب وجراح العيون الشهير في لبنان وصاحب “مستشفى العيون اللبناني” في عاليه، يحمل خلال لقائه رئيس تحرير موقع “takarir.net” الصحافي علي ضاحي، الكثير من التفاصيل التي تأخذ ابعاداً اكثر من “جهاز الليزر” لفحص العيون لتمتد الى السياسة والاقتصاد والاعلام والحكومة الجديدة، وما هو متوقع منها للخروج من الازمة.
ولم تسرق العقود الاربعة من ممارسة الدكتور أسد شرف الدين لطب وجراحة العيون وهج الشباب والحماس الذي يتمتع به الطبيب الستيني الذي يلقب شعبياً، من فلسطين الى لبنان وغالبية الدول العربية بـ”أبي النظر” و”قاهر العمى” و”طبيب الفقراء” و”طبيب السفراء”، ونصيرهم على مدى 42 عاماً.
وبعيداً من المبالغة والخيال، لا تقل الحالات التي أعاد فيها النظر بكامل طاقته عن عشرة، والتي يروي اصحابها كيف ان “المعجزة” تحققت فعاد البصر بعد الظلام الدامس بعد مرض مفاجىء او حادث او اشتراكات مرضية بفضل رعاية الله وعلى يد شرف الدين.
سيرة ناجحة ومتنوعة
اسد شرف الدين ابن بلدة عيحا قضاء راشيا الوادي والتي شغل رئاسة بلديتها من العام 1998 وحتى العام 2013 ،له اياد بيض كثيرة في مجال الطب ومساعدة الفقراء ومداواة المرضى المعوزين في مستشفى العيون اللبناني الذي اسسه في العام 1980 في عاليه.
يهتم الطبيب خريج جامعات اسبانيا والحائز على شهادة الطب وجراحة العيون من جامعات اسبانيا في العام 1978 وعلى شهادة تخصص بأمراض وجراحة العين من معهد باراكير الاسباني في العام 1978 ايضاً، بالسياسة واحوال البلد ولا يدخل الى عيادته عند التاسعة من صباح كل يوم الا متزوداً بكل اخبار لبنان وسوريا والعراق وكل المنطقة وكيف لا وهو من محازبي الزعيم انطون سعادة والقومي السوري الاجتماعي الذي لمع اسمه قبل بضعة اسابيع عندما تردد إسمه في الكواليس الضيقة ليكون الوزير الدرزي الثاني عندما رست الحكومة على 20 وزيراً.
ومن باب الزاهد والذي لا يطلب شيئاً لنفسه ورغم معرفته بترداد إسمه، لم يتصل بأي مرجعية درزية رغم علاقته المتوازنة مع وليد جنبلاط وطلال إرسلان وعلى شخصه ونظافة كفه إجماع درزي وكيف لا وهو إبن طائفة الموحدين الدروز وأبن عائلة زاهدة في الحياة ومتعمقة في الدين والمشيخة. كما لم يسرب إسمه ولم يلمعه لا هنا ولا هناك كي يتم تبني الاسم والسير فيه.
محب للموسيقى
شرف الدين المحب للموسيقى الاسبانية والهادىء كعذوبة أمطار شباط، يبتسم كل ما تحدث الى محدثه بلباقة المتاوضع والواثق من ان ما يقوم به يشعره بالفرح لو كان الاجر لعملية ما وتكلف مئات الدولارات مجرد إبتسامة وكلمة شكر. وبخجل المتواضع لا يقفل باب عيادته او مستشفاه التي اسسها ويناضل منذ 40 عاماً لإستمراريتها رغم كل الصعوبات ويقول :”هذا واجبنا” ونحن لخدمة الناس.
متفائل دائماً
وكغيره من المجالات الطبية والمهنية المتردية منذ اشهر، يؤكد شرف الدين ان الاحوال ليست جيدة، وربما تمر ايام واسابيع من دون تغطية كلفة تشغيل المستشفى المتكامل بكل ما يمت الى طب العيون وتصحيح النظر وجراحات العين على انواعها والتي تتميز بأحدث الالات والتقنيات الحديثة التي تضاهي مستشفيات المنطقة والاقاليم المجاورة وحتى العالم لكثرة مشاركته في المؤتمرات العالمية وإطلاعه الدائم على أحدث الاكتشافات في مجال طب العيون.
ورغم إنشغالاته الدائمة بهّم الناس واوجاعهم، وصحة عيونهم، يخلع شرف الدين احياناً كثيرة نظارته ليمسح عنها غبار الواقع المعيشي والسياسي والاجتماعي والمالي البائس، ويردد دائماً أن لبنان أقوى من الأزمات وسنتعافى يوماً! ففي عيونه الأمل وبيديه يحافظ على النور والأمل في عيون الناس والوطن.