“لقاء الثلاثاء” : لبنان في حاجة ماسة إلى تغيير ديمقراطي لن يأتي عن طريق هذه السلطة
عقد “لقاء الثلاثاء” اجتماعه الأسبوعي في دارة الراحل الكبير الدكتور عبد المجيد الرافعي، وبرعاية من السيدة المناضلة ليلى بقسماطي الرافعي، وبحضور عدد من الشخصيات العاملة في الشأن العام.
في البداية تحدثت السيدة ليلى عن اللقاءين السابقين حول الوضع التعليمي في المدارس الرسمية والتي على اساسهما قام وفد من اللقاء بزيارة معالي وزير التربية الوطنية والتعليم العالي أكرم شهيب لتسليمه مذكرة حول احتياجات القطاع التعليمي في طرابلس خاصة والشمال عامة، وقد أبدى الوزير شهيب التجاوب مع ما ورد في المذكرة واحالها إلى مكتبه واعدا بدرسها وتنفيذ ما يمكن من بنودها.
التدهور المعيشي
ثم انتقلت السيدة ليلى للحديث عن خطورة الأوضاع في لبنان والتي تبدأ بالوضع المعيشي المتدهور ولا تنتهي بالتوتر السياسي الذي يؤثر سلبا على مصالح الوطن جميعها وتساءلت إلى متى سيبقى الوضع يسير نحو الهاوية دون أن يشعر المسؤولون بخطورته فيستمر التجاذب السياسي بين الأطراف الحاكمة وعلى مسائل لا تلامس معاناة الناس. ثم قدمت السيد رفيق أبي يونس وهو السياسي المعروف ( والمتتبع لما يحصل في لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي ) كي يتحدث عن كل ما يدور في داخل لبنان والإسقاطات الخارجية التي يتأثر بها. وقد ربط السيد أبي يونس الموضوع بناحيتين وفقاً للمشهد السياسي في لبنان.
الأولى داخلية تقوم على تسابق أطراف السلطة للحصول على مكاسب مادية أو معنوية من خلال تقاسم الموارد المالية للدولة واعتبار كل فريق- وهذا خطأ- أن من حقه الاستيلاء على جزء من مقدرات الدولة مما يدفع الوضع السياسي إلى مزيد من التأزم بدل أن يسوده التفاهم بين هذه الأطراف كي يتجاوز البلد الأخطار ويصل إلى مرحلة الأمان .
تقلب ترامب
اما الناحية الثانية فتتعلق بإرادة بعض أطراف الحكم ربط لبنان بشكل مباشر بالصراع الإقليمي الملتهب وذلك رغما عن إرادة الأغلبية الساحقة من اللبنانيين الذين يريدون أن تنأى الدولة بنفسها عن هذا الصراع. وفي حقيقة الأمر أن ما يُحكى عن خلافات بين أميركا وإيران ليس سوى عنوان بدون مضمون فلا الولايات المتحدة تضع في أجندتها الحرب مع إيران ولا إيران تستطيع ان تغامر بأمر غير محسوب النتائج لذلك فإن لبنان وبعض دول الخليج تبقى تحت تأثير هذا التأرجح. وليس أدل على ذلك من تصريحات الرئيس ترامب الذي يبدل لهجته تجاه إيران عدة مرات في اليوم الواحد فمن تصريح شديد يهدد باندلاع الحرب إلى آخر يقول إنه لن يلجأ إلى السلاح لمواجهة إيران ويحمل كل تصريح له ابتزازا وقحا لدول النفط العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مطالبا إياها بدفع الأموال الطائلة. وفي لبنان تنعكس هذه الأجواء برفع وتيرة تصريحات المسؤولين في حزب الله لا سيما أمينه العام التي تهدد بالحرب إذا ما تعرضت إيران لأي هجوم وتدمير البنى التحتية وحتى الكيان الصهيونى برمته. أن إنعكاس ذلك على المشهد السياسي الداخلي واضح تماما سواء لجهة إعاقة التفاهمات حول الموازنة أم لجهة تجميد الخطط والبرامج التي تنتظر إقرارها والحصول على أموال سيدر.
المجتمع الدولي فاقد للثقة بلبنان
واضاف : ولعل الموقف الصريح للدول المانحة الذي يطلب الإشراف المباشر لها على أي مشروع يتم تنفيذه مقابل رفض الطبقة السياسية لهذا الطلب فالمجتمع الدولي كما المجتمع الداخلي فقد ثقته بالدولة و ثبت له عدم قدرتها على تحقيق أي تقدم في مختلف القطاعات من كهرباء وسياسة إقتصادية ومالية. وذكر السيد أبي يونس كيف أن سياسة البنك المركزي لم تكن على المستوى المطلوب رغم الصلاحية الممنوحة له في القانون كمراقب ومحاسب للدولة والإنفاق فيها.
وحول الوضع الأخير بما يتعلق بدخول العميل عامر فاخوري فذكر أنه يترجم خلافاً بين بعض أطراف السلطة ويتم تسخيره لنيل كل طرف من الطرف الآخر.
في الختام أكد أن لبنان بحاجة ماسة إلى تغيير ديموقراطي لن يأتي أبداً عن طريق هذه السلطة التي تخترع مختلف الوسائل لتبقي على تسلطها وقانون الانتخاب النسبي الأخير المشوه أكبر دليل على ذلك. ثم تبع ذلك حوار غني وناقش لامس أسباب الأزمة وما يمكن ان ينتج عنها.