باسيل يُعزز “تحالفاته الاسلامية”… و”تفهم” مشترك بينه وبين حزب الله
علي ضاحي خاص موقع takarir.net
في موقفه المتلفز امس الاول حسم رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل موقفه الواضح من قضية عودة العميل عامر الياس الفاخوري، عبر تأكيده ضرورة محاكمته وإدانة ما يقوم به وهذا يعني إنضمام التيار الوطني الحر الى الجبهة الوطنية والاسلامية العريضة الرافضة لعودة العملاء المرتكبين ومن دون نيل العقاب المستحق، امثال الفاخوري والـ60 الباقين والذين تردد ان هناك من يعمل على تنظيف سجلاتهم وفق ما تؤكد اوساط بارزة في تحالف حركة امل وحزب الله. وتشير الاوساط الى ان الملف برمته بات في عهدة القضاء وهو يتجه الى نسف كل محاولات تبرئة ساحة العملاء الكبار وتأكيد ان مرور الزمن لا يشمل العمالة والخيانة الوطنية ولا يشمل القتل والتعذيب والخطف والنيل من سيادة الدولة والتآمر مع دولة عدوة بالاضافة الى عدم سقوط الحق الشخصي للمتضررين من ممارسات العملاء من اسرى وجرحى وذووي الشهداء وعائلاتهم. كما تؤكد الاوساط ان القضاء اللبناني متمسك بمحاكمة العملاء وفق القانون اللبناني وعلى الارض اللبنانية لكون الجرم ارتكب في لبنان ومهما تكن الجنسية التي يحملها العميل وكائن من كان الجهة التي “تشّد” به.
وتكشف الاوساط ان الثنائي الشيعي كان اول من اكتشف ما جرى وتابعه بدقة متناهية ومنذ اللحظة الاولى وخصوصاً حزب الله ولكنه عمل بصمت وتابعت الجهات المعنية فيه التحقيقات بدقة وبسرية تامة وتعاطت بمسؤولية وطنية عالية وتصرفت لافشاله وتجنبت الدخول في “الفخ الطائفي” والمذهبي الذي كان سينصب للحزب لكون ان العميل الفاخوري مسيحي ولكون ان التيار الوطني الحر والوزير باسيل جهة حليفة للحزب وتطالب بإعادة المبعدين من فلسطين المحتلة من عائلات العملاء واولادهم الصغار والذين لم يتعاملوا مع العدو وكانوا مجبرين ان يمكثوا مع اهلهم في فلسطين المحتلة. اما من تثبت عليه العمالة في لبنان وداخل فلسطين المحتلة فالقضاء هو الفيصل وهذا ما عمل عليه حزب الله وباسيل لفترة طويلة قبل تضمينه ورقة التفاهم، اي ان باسيل لم ينس بالطبع حساسية هذا الملف ودقة ما اتفق عليه مع قيادة حزب الله. لذلك ومن منطلق التفهم والتفاهم المشترك يعرف كل من حزب الله والتيار الوطني الحر مكامن القوة لدى كل منهما ويعرفان تماماً خصوصية كل حزب وكل جمهور لديهما وهما يدركان ما هي النقاط والامور التي “تمرق” والتي لا “تمرق” اي التي تهضم بهدوء مسيحياً وشيعياً والتي لا تهضم مطلقاً لا وطنيا ولا طائفياً.
وفي حين تؤكد الاوساط ان حزب الله ينتظر ما ستؤول اليه الامور، تشير الى ان الثنائي الشيعي سيتصدى لاي محاولات لتخفيف جرائم العملاء الكبار او محاولة للالتفاف على ما يقوله القضاء في ملفات هؤلاء اكان عميلاً صغيراً او كبيراً، وهذا الامر كما حصل مع الفاخوري من العودة خلسة او تبييض السجلات سقط الى غير رجعة.
في المقابل يؤكد موقف باسيل وفق الاوساط والرافض لتبرئة ساحة الفاخوري وعودته من دون محاكمة وانضمامه الى جبهة حركة امل وحزب الله والمستقبل والجماعة الاسلامية والاحباش والتقدمي الاشتراكي والمجلس الشيعي الاعلى، ان باسيل يراكم من النقاط الايجابية مع القوى الاسلامية ولا سيما المشاركة في الحكومة لانشاء تحالف وطني داعم للحكومة وللعهد ولتخطي الازمات الاقتصادية والعقوبات الاميركية والاعتداءات الاسرائيلية ويلتقي مع هذه القوى في الملف المالي والاقتصادي والدفاع عن لبنان وحماية المقاومة في مقابل عزل الفريق المسيحي المعارض للعهد ومنعه من تحقيق اي مكتسبات من صفوف المعارضة له وللعهد وبذلك يضمن باسيل البقاء في نادي الاقوياء ولتحقيق مكاسب سياسية وحكومية حالية ومستقبلية.