كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاحد 4 آب 2019
وفي الجلسة الرابعة كانت الواقعة “ثابتة” حيث انتخب المجلس البلدي المنقسم على نفسه رئيساً له ونائباً للرئيس لولاية متبقية ومقدارها ثلاثة اعوام. اليوم تبدأ اول ايام ولاية الرئيس المنتخب لبلدية طرابلس، الدكتور رياض يمق ونائبه خالد الولي في مشوار لا يخلو من الصعوبة والتحديات وخصوصاً ان مستوى هذه التحديات بلغ اوجه في الاسابيع الثلاثة الماضية وبعد فشل جلسات ثلاث سابقة في التوصل الى انتخاب رئيس ونائب رئيس. ويكشف مصدر طرابلسي له تجربة بلدية وناشط في “لقاء الثلاثاء” عن نجاح اعضائه ورئيسته ليلى بقسماطي الرافعي مساء الثلاثاء الماضي في دارة الراحل الدكتور عبدالمجيد الرافعي وعلى مدى ساعتين في جمع وفي لقاء مغلق جميع الفرقاء المتنافسة من بينهم الرئيس السابق المهندس أحمد قمرالدين ود. عزام عويضة ود. رياض يمق والمهندس خالد الولي ود. صفوح يكن وباقي أعضاء المجلس البلدي. ويقول المصدر إن الجلسة كانت بنّاءة وتوافقية وسادتها روح التعاون والرفاقية والخوف المشترك على مصير مستقبل طرابلس وأهلها وتم الاتفاق على التعاون والشورى بينهم وتأمين النصاب لضرورة عدم ترك فراغ في العمل البلدي. وأكد الحاضرون إحساسهم بالمسؤولية وضرورة الخروج من الدوامة والفراغ وان اهالي المدينة في حالة “قرف” وإستياء مما يجري ويحملونهم جميعاً اي الاعضاء الـ23 تبعات ما وصلت اليه المدينة ولا سيما خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. حيث شعر اهالي المدينة بخطورة ما يجري وبتكرار حالة 40 بلدية استقالت او حلت بفعل خلافات بين اعضائها ووضعت بتصرف الداخلية اي المحافظين وتسير الاعمال بالحد الادنى ومن دون الوصول الى مستوى يرقى بحاجات البلدات المذكورة واهلها ومن دون افق زمني لاعادة إجراء انتخابات لمجالس بلدية جديدة فيها، وهو امر لا تحتمله طرابلس والتي يواجه اهلها تحديات ضخمة اقتصادية وبيئية واجتماعية ومعيشية. وخلال اللقاء يؤكد المصدر ان الاعضاء الحاضرين مدركون لصعوبة المشوار المتبقي من عمر البلدية وانهم سيقومون بكل يلزم لتحقيق الحد الاقصى الممكن من انجازات وخصوصاً انهم سيكرسون الوجه غير السياسي للاعضاء المنتخبين من الناس وخارج تحالف المستقبل وميقاتي وكرامي وهم حافظوا على مجلس بلدي بلا سياسة. حيث فشل النصف الآخر من الاعضاء في ايصال مرشح الرئيس ميقاتي عزام عويضة وبفارق 5 اصوات عن يمق وما حصل عليه يمق اي 13 صوتاً اي اكثرمن النصف زائداً واحداً سيمكنه من تأمين الاصوات اللازمة لاي مشروع مستقبلاً ومنع اي عرقلة من الطرف الآخر. ويقول المصدر ان يمق معروف بروحه الرياضية وبعقلية الفريق الرياضي او روحية التعاون الواحد للكل والكل للواحد وخصوصاً ان له تجربة في إدارة اندية رياضية طرابلسية، وهو يمتلك من المرونة ما يكفي لإدارة المجلس البلدي بنجاح ومن ضمن خطط واضحة واولويات تأخذ في الاعتبار الحاجات الملحة للمدينة والبيئية في طليعتها. ويؤكد المصدر ان الاعضاء اصروا في اتفاقهم على إبعاد السياسيين عن المجلس البلدي حيث فشل كل من تفاهم ميقاتي- المستقبل في ايصال رئيس ونائب رئيس رغم ان الطرفين: المعارضة في المجلس البلدي لقمر الدين والمستقبل وميقاتي واهالي طرابلس وفاعلياتها كلهم يجمعون على فشل المجلس البلدي الحالي في إدارة البلدية وتحقيق الحد الادنى من الانجازات المرجوة. ووفق المصدر فإن الاعضاء الـ15 اجمعوا على ضرورة ان يتحلى الرئيس بروحية الشورى مع باقي الاعضاء وتحقيق التجانس والتعاون وتوزيع المهام بالاضافة الى وضعهم خطط واضحة ومعقولة وقابلة للتنفيذ في اسرع وقت ممكن.
كفّ يد السياسيين عن “مشوار صعب” قوامه عدةّ شغل وخطط واضحة وتوزيع مهام
وعلى عكس ما اعلنت القوى السياسية الطرابلسية عن “تعففها” ورفع يدها عن الانتخابات، يؤكد المصدر ان الاعضاء الـ13 الذين انتخبوا يمق والولي (بالتزكية) تعرضوا لضغوطات شتى ومحاولات للاستمالة لكنهم نجحوا في نهاية المطاف في تنفيذ اتفاقهم بتحييد السياسيين وكف يدهم على غرار ما جرى في انتخابات الـ2016 للمجلس البلدي. ويقول المصدر ان هناك اتفاقاً بين الاعضاء الـ13 وبعض الفاعليات المدنية والاجتماعية في طرابلس بتشكيل فريق استشاري مدني مهمته تقديم الدعم والمشورة ليكون مجلس ظل بلدي ولتحقيق الانجازات المرجوة. مع العلم ان التجربة لن تكون سهلة وان الوقت المتبقي ليس طويلاً ومطلوب تكاتف الاعضاء الـ23 مع رئيسهم لتحقيق المهام المطلوبة وهي مهمة ليست سهلة او ممكنة من دون عرقلة وتنازع.