درع نقابة الأشراف في مصر والعالم للمفكر اللبناني احمد قيس تقديراً لموسوعته “المقامات والأضرحة المقدسة في فلسطين”
سلّم نقيب الأشراف بمصر والعالم، السيد محمود الشريف، درع نقابة السادة الأشراف، للمفكر اللبناني والاستاذ الجامعي ورئيس مركز الدراسات القرآنية والسنة النبوية ببيروت الدكتور أحمد محمد قيس، تقديراً لجهوده فى إصدار موسوعة “المقامات والأضرحة المقدسة في فلسطين”، بحضور الكاتب الصحافى مصطفى ياسين مدير تحرير جريدة “عقيدتى”.
جاء ذلك خلال استقبال الشريف لقيس، بمقر النقابة، واستلامه النسخة الأولى من الموسوعة التى قدم لها الشريف ايضاً، بمشاركة كوكبة من العلماء والمتخصصين، على رأسهم: المطران عطاالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، د. حسين محمد قاسم، رئيس مجلس علماء فلسطين، العلامة د. حسان عبدالله، رئيس تجمع العلماء المسلمين في لبنان، المطران ثاوفيلوس جورج صليبا، راعى كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية.
الشريف
وأعلن الشريف تخصيص ركن مستقل بمكتبة النقابة لعرض كل كتب ومؤلفات قيس، فضلاً عن عرضها على الموقع الإلكتروني للنقابة، لأنها مؤلفات تختص فى أغلبها بالأنبياء والمرسلين وآل البيت والتابعين والصالحين، بجانب تنشيط الذهن والإدراك والابتكار.
واعرب عن دعمه ورعايته لمشروع قيس الجديد والمتمثل في دليل المقامات والأضرحة المقدسة وخارطة مسار آل البيت فى مصر، بالتعاون مع المشيخة العامة للطرق الصوفية بقيادة د. عبدالهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، وتيسير التواصل مع الجهات المعنية.
جدير بالذكر أن الكتاب الجديد صدر حديثاً عن دار الملتقى للنشر، بعنوان “المقامات والأضرحة المقدسة فى فلسطين”، ليسلط الضوء لنا، وللأجيال الجديدة خاصة، على صفحات الخلود والنضال التى سطرها أسلافنا العظام، فى سبيل الحفاظ على هذه البقعة المباركة، ساحة للإيمان بالله الواحد الأحد، لكل عباده المؤمنين به.
تقديم الشريف للكتاب
وقد وصفه السيد الشريف كتاب قيس في تقديمه له، بقوله: الحقيقة أننا أمام عمل تاريخى ضخم كان من المنتظر أن تضطلع به إحدى المؤسسات الكبرى في عالمنا العربي والإسلامي، وما أكثرها، باعتباره يرصد ويؤرخ لشواهد وآثار سحيقة فى تاريخها الضارب فى أعماق الزمن، وانطلاقا من قول المؤلف ذاته: أن من ليس له تاريخ فلا حاضر له ولا مستقبل، تنبع أهمية هذا الكتاب الموسوعى الضخم الذي بين أيدينا، والذى يدعم كل تأريخ ورصد لأحد الأضرحة أو المقامات والمشاهد بالصور الموضحة والمبينة للموقع على وجه الدقة، ما يعنى بذل الجهد والوقت والمال، المصحوب بالمحبة والإخلاص الصادق لأنبياء الله ورسله واوليائه والصالحين وآل البيت.
وأضاف: وقد أحسن المؤلف صنعا بسرد قصص الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين، واستخلاص العبر والدروس من حياتهم، خاصة المتعلقة بهذه البقعة المباركة، فلسطين، وأهمية تقديم تعريفنا بدورهم في الحفاظ على قدسية فلسطين وبيت المقدس، ووجوب احترامنا وحفاظنا على آثارهم ومقاماتهم، لما فى ذلك من بعث للهمم، وإشعال للحماس ول”حمية” الهوية الدينية الإسلامية، بما يحفظ هذه المقدسات الدينية، فى مواقعها الجغرافية والتاريخية أول، ثم فى نفوس وعقول البشر ثانياً، أما ثالثاً وهو الأهم: فى قلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية بل الإنسانية كلها.
ونظراً لإرث أمتنا العربية والإسلامية، العتيق والمتنوع، فهو يمثل كنزاً غنيا مليئا بالثروات الفكرية والثقافية، والقيم الأخلاقية والإنسانية، التى نحن في أمس الحاجة لاستعادتها واستحضارها وتجسيدها فى حياتنا المعاصرة، لتستقيم أمورها وتكون كما أرادها الله لنا فى قوله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس”.
هذا العمل الموسوعى ليس مجرد مؤلف فكرى أو ثقافى، أعتمد فيه أسلوب ومنهج التوثيق الشامل والدقيق لكل معلومة أو سيرة حياة الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين، بل ليكون بذلك وعاء موثقا لحفظ تراثنا واثارنا المقدسة والتى تعرضت وماتزال للاندثار أو التدمير والمحو، للتعتيم على الهوية الإسلامية أو حتى الحضارية والتاريخية والإنسانية الأصيلة وادعاء هويات مزيفة ودخيلة!
واكد الشريف إنما هو “خريطة طريق” ينبغى على الإنسانية جميعا اتباعها للخروج من حالة الصراع والتحارب والتقاتل، إلى إقرار السلام والتعاون والعمل لما فيه خير الجميع، من خلال إعادة قراءة تاريخنا الإنسانى، وخاصة تاريخ فلسطين الحبيبة إلى قلب كل إنسان، ذلك الإنسان الذى جعله الله تعالى خليفة له في الأرض، ليعمرها لا ليخربها ويدمرها.
يذكر أن الكتاب يتناول قصص وسير الأنبياء والمرسلين والقديسين والصالحين الذين دفنوا بأرض فلسطين، فى ٤٥٠ ورقة من القطع الكبير الكوريشيه، رغم أنه يوزع مجانا، فضلاً عن وجود نسخة مصورة “بى دى إف” متاحة على شبكة الإنترنت.