السنيورة “يخلط اوراق” بيروت الثانية… ويقود لائحة بأسماء معروفة؟
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 24 شباط 2022
بعد عزوف كل من الرئيسين سعد الحريري وتمام سلام منذ شهر تقريباً، وبعدهما امس الاول النائب نهاد المشنوق، خلط الرئيس فؤاد السنيورة الاوراق الانتخابية في بيروت الثانية، وتحدّى “تيار المستقبل”، بعدما ترك امر عزوفه او ترشحه معلقاً، مع تلميح ضمني في مؤتمره الصحافي امس الى ترشحه لعدم ترك الساحة السنية فارغة.
وتقول اوساط سنية بيروتية ان ما يتردد هو توجه السنيورة الى قيادة لائحة سنية متكاملة في بيروت الثانية. ويبدو ان هناك ضوءاً اخضر اميركياً- سعودياً بذلك، لان بهاء الحريري لم يحظ بالقبول السني والشعبي الكافي، ومن آل الحريري ليكون وريثاُ لشقيقه سعد.
وتقول الاوساط نفسها، ان حظوظ السنيورة رست اخيراً على قيادة هذه اللائحة على اعتبار انه يمثل “رمزية سنية”، ورمز قيادي لـ”المستقبل”، وكان وثيق الصلة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي يمكنه ان يجمع الصوت السني المشتت بعد عزوف الحريري، ويمكنه ان يخفف من نسبة المقاطعة السنية في بيروت، وان يحفز اقله الناخب الملتزم في صفوف “تيار المستقبل”.
ويطغى على بيروت الثانية انتخابياً، ثقل الصوت السني ، خصوصاً انها تضم مناطق رأس بيروت، المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط، المزرعة، المصيطبة، المرفأ، والباشورة، وفي هذه المناطق ثقل لعائلات سنية بيروتية عريقة كان لها دور سياسي قبل الطائف، امثال آل الحكيم واليافي وسلام والصلح والحص.
وتقول الاوساط ان الطائفة السنية عموماً و”البيارتة” خصوصاً يعيشون منذ سنوات، ومع تراجع مشروع آل الحريري، وتهميش الحضور السني، ومع سطوة تحالف “الثنائي الشيعي” والعهد العوني، خيبة امل واحباط لانهم يشعرون بتطويقهم وبضعف زعاماتهم وقلة تأثيرهم.كما يشعر المواطن البيروتي ككل لبناني، انه متروك ومهمل ومهمّش في هذه الازمة الاقتصادية الخانقة، وان باقي الطوائف يقوم القيمون عليها بـ”شوفة خاطر” اهلها وناسها، بينما السنّة متروكون من الداخل والخارج (السعودي والخليجي).
وتؤكد الاوساط انه باستثناء الماكينات الحزبية الانتخابية التابعة لجمعيات ك “المشاريع” و”الجماعة الاssلامية” والنائب فؤاد مخزومي و”الثنائي الشيعي” و”الاشتراكي” و”التيار الوطني الحرّ”، فلا حضور انتخابياً سنياً، ولا حراكا جدياً يؤكد ان هناك حماسة سنيّة او توجّه لعدم المقاطعة.
وتشير الاوساط الى ان سواء ترشح السنيورة، وحتى الحريري نفسه غيّر قراره، يشعر قسم كبير من سنّة بيروت انهم غير معنيين بالانتخابات، رغم ان الناخب البيروتي غير الحزبي معروف بـ”مزاجيته”، و يغلب الهمّ الاقتصادي والمعيشي ككل اللبنانيين حالياً على اي شأن آخر.
في المقابل، تؤكد اوساط السنيورة، انه لم يحسم قراره بالترشح او بالعزوف، وهناك وقت لذلك حتى 15 آذار. كما ترفض التعليق على قيادته للسنة في بيروت بلائحة انتخابية موحدة، وتشير الى نواب بيروت الاربعة (سنة “المستقبل”) يمثلون بيروت حتى انتهاء ولايتهم.
اما في مقلب تحالف “الثنائي الشيعي” و8 آذار، فتؤكد اوساطه ان المشاورات جارية لحسم التحالفات والمقاعد في بيروت الثانية، وقد يكون هناك خطوات نهائية في الاسبوع الاول من آذار. وتجدر الاشارة الى ان بيروت الثانية تضم 11مقعدا وتنقسم كالتالي: 6 سنة، 2 شيعة، 1 أرثوذكس، 1 درزي، وإنجيلي واحد.