أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العامل الاساسي الذي ابطأ عودة اللاجئين هو ان الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي عرقلت عودتهم. وشدد إلى أن “الإرهاب فرض النزوح على ملايين السوريين من مناطقهم والدولة سعت إلى التخفيف من معاناتهم”، موضحاً أن “بعض الدول يمنع اللاجئين من العودة إلى سوريا ويساهم في مأساتهم، والدولة السورية تعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب لأن هذه العودة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم”.
وخلال لقائه رؤساء المجالس المحلية في جميع المحافظات السورية، اعتبر أن “العدد الكبير من اللاجئين كان مصدرا للفساد الذي استثمره مسؤولو الدول الداعمة للإرهاب”، مؤكداً أن “ملف اللاجئين في الخارج هو محاولة من الدول الداعمة للإرهاب لإدانة الدولة السورية”، مشيراً إلى أن “تراجع قضية اللاجئين ستحرمهم من الحجة السياسية”.
ولفت الرئيس السوري خلال كلمته أمام رؤساء المجالس المحلية، إلى أن “حل مشكلة اللاجئين يعني سقوط المخطط المحضر لسوريا”، داعياً “كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة والمساهمة في بناء بوطنه”.
ورأى “أننا بحاجة إلى حوار وطني وناضج، ونحتاج إلى تعليم ثقافة التنوع بدلا من ثقافة التناقض والتنافر”.
واشار الى ان “إجراء انتخابات المجالس المحلية يثبت فشل رهان الأعداء على تحويل الدولة السورية إلى دولة فاشلة غير قادرة على القيام بمهامها”، مشيراً إلى أن “هذه الإنتخابات شابتها أخطاء مثل أي فكرة وتحتاج إلى تعديلات”.
وأوضح الأسد أن “صدور القانون 107 الخاص بالإدارة المحلية كان خطوة هامة في زيادة فعالية الإدارات المحلية”، مؤكداً أنه “بعد تحسن الوضع الميداني، نحن أمام فرصة لنقل نوعية في عمل الإدارة المحلية ستنعكس على مناحي الحياة”.
واعتبر أن “جوهر ما يهدف إليه قانون الإدارة المحلية هو تحقيق التوازن التنموي بين المناطق ورفع المستوى المعيشي للمواطنين وتخفيف العبء عنهم”، مشيراً إلى أن “الوحدات المحلية أصبحت أكثر قدرة على تأدية مهامها دون الإعتماد على السلطة المركزية”.
وشدد على أن “‘طلاق المشاريع التنموية بشكل محلي سوف يتكامل مع المشاريع الإستراتيجية للدولة وهذا بحد ذاته استثمار أمثل للموارد المالية والبشرية”، معتبراً أن “أحد الجوانب الإيجابية لقانون الإدارة المحلية هو توسيع المشاركة، والشراكة هي التعبير الحقيقي عن أوجه الديمقراطية”.
وأكد أن “سياسة بعض الدول ضد سوريا اعتمدت على دعم الإرهاب وتسويق محاولة تطبيق اللامركزية الشاملة لتضعف سلطة الدول”، موضحاً أن “مخطط التقسيم ليس جديداً ولا يقتصر على سوريا بل يشمل المنطقة ككل، وأعداؤنا لا يتعلمون الدروس”.
ولفت الأسد إلى أن “الإرهاب يندحر اليوم ومع كل شبر يتطهر هناك عميل وخائن ومرتزق يتذمر لأن رعاتهم خذلوهم”، مشيراً إلى أن “الوطن له مالكون حقيقيون وليس لصوصاً ومالكوه شعب يعتبر وطنه كالروح، إذا ماتت معه”.
واعتبر أن “الطريق إلى الشعب لا يمر عبر مخابرات دول أخرى بل الصدق”، موضحاً أن “الطريق للعودة عبر الإنضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح والشعب كبير بتسامحه لمن هو صادق معه”
شدد على أن “الشعب السوري متجذر في التاريخ وقاوم الإرهاب والإرهابيين بكل ما لديه من قوة”، معتبراً “أننا ننتصر مع بعضنا، لا ننتصر بعضنا، وأي انتصار يكون على الإرهاب أيا كانت جنسيته”، موضحاً أن “الحرب في سوريا في سوريا لم تكن أهلية بل ضد الإرهاب فقط”.
ولفت الأسد إلى أن “انغماس بعض السوريين في الإرهاب لا يعني انتماءهم إلى شريحة معينة”، مشيراً إلى أن “غياب الإنتماء إلى الوطن هو الوقود الذي يستخدم من قبل أعداء الداخل والخارج من أجل تفتيت الوطن”.
ورأى “أننا بحاجة إلى حوار وطني وناضج، ونحتاج إلى تعليم ثقافة التنوع بدلا من ثقافة التناقض والتنافر”، مشيراً إلى أنه “لا يمكننا أن نمنع انفعال شخص متألم لكن نرفض انفعال الكاذبين”، لافتاً إلى أن “النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ويجب أن يكون موضوعيا”.
واعتبر أن “وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد وهي مجرد أدوات”، لافتاً إلى أن “كلنا نعلم أننا نعيش حالة حصار ويجب أن نتعامل معها بشكل إيجابي ومتعاون”.
وشدد الأسد على أن “علينا أن لانعتقد خطأ بأن الحرب انتهت فالحرب لم تنته ومازلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب أولها العسكرية ثم الحصار والحرب عبر مواقع التواصل والفساد”.
وأوضح أن “الأعداء فشلوا في المراحل السابقة عبر الاعتماد على الإهاربيين والآن يدفعون بالعميل التركي إلى الشمال”، مشيراً إلى أن “الأمم المتحدة دورها مرحب به إذا كان مستندا إلى ميثاقها”، لافتًا إلى أن “هناك وكلاء يمثلون تركيا في اللجنة الدستورية والحقيقة أن الحوار يدور بين طرف وطني وأخر عميل”، مشدداً على أن “أي شبر من سوريا سوف يحرر وأي محتل سنتعامل معه كعدو وهذه بديهة وطنية غير خاضعة للنقاش”.
وأكد أنه “لمن يراهن على الأميركي، فهو لن يحميكم، بل سيقايض عليكم وسيبيعه للعثماني ولن يحميكم سوى الجيش السوري”، معتبراً أنه “عندما نقف في خندق واحد ونسدد باتجاه واحد بدلا من أن نسدد على بعضنا البعض لن نقلق من أي تهديد مهما كان كبيرا”.