لقاءات ثنائية وثلاثية وإتصالات غير معلنة لإنجاح الحوار والتهدئة
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاربعاء 17 حزيران 2020
منذ 10 ايام لم تهدأ وتيرة الاتصالات السياسية والحزبية بين مختلف المكونات في الموالاة والمعارضة، ولا سيما القيادات الاسلامية، التي استشعرت خطورة انفلات الشارع السني – الشيعي على خليفة تناول السيد عائشة في تسجيل مدسوس ومفبرك، وهدفه ايقاع الفتنة المطلوب وجر الطائفتين الى دم في الشارع.
وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع في تحالف “حزب الله” و8 آذار ان من فبرك قضية السيدة عائشة هو نفسه من اوعز وحرض ومول، إستهداف “الداون تاون” او ،السوليدير،، بما ترمزه الى سُّنة بيروت وخصوصاً جماهير الرئيسين رفيق وعد الحريري. وكذلك حاول استهداف التنوع الطرابلسي وضرب التعايش في عاصمة الشمال.
وتقول الاوساط ان طي الصفحة الامنية المؤلمة وما عاثه المندسون والمخربون من تكسير وتدمير بوسط بيروت والاملاك الخاصة والعامة، لن يتم بتوقف هذه الهجمات وعفا الله عما مضى. بل المطلوب القاء القبض على المحرضين والممولين والمنفذين ويفترض ان كل هوياتهم وصورهم باتت في حوزة “المعلومات” و”المخابرات”.
وتكشف الاوساط عن انزعاج في هذا الملف لدى تحالفنا السياسي، والذي يشعر ان هناك محاولة لتمييع التحقيقات في ملف وسط بيروت وطرابلس وشغبها، ونقله الى مكان آخر مع توزيع المسؤوليات السياسية على المناطق!
فمنهم من يقول ان الدراجات النارية جزء منها بعد تخريبه في الليلة الاولى، دخل الى الطريق الجديدة والخندق الغميق والشياح ومنهم من يقول انهم غرباء، ومنهم من يقول انهم من انصار بهاء الحريري واشرف ريفي واتوا من الشمال.
محاولة لتمييع التحقيقات في ملف وسط بيروت وطرابلس وشغبها وتوزيع المسؤوليات السياسية على المناطق!
وتشير الاوساط الى ان في الجانب السياسي، تكمل جهود الرئيس نبيه بري، السياسية المساعي الامنية لتهدئة الاوضاع رغم دخول السياسة والغطاءات الطائفية والمذهبية على بعض المتورطين .
فقبل اسبوع التقى الرئيس بري النائب السابق وليد جنبلاط والاخير التقى الرئيس الحريري وامس الاول جمع الرئيس بري جنبلاط والنائب طلال ارسلان ، ويصب اللقاء في إطار تكريس مصالحة بعد سقوط دماء للطرفين في الشويفات وقبرشمون- البساتين.
وتقول الاوساط ان جنبلاط يسعى الى “صفر مشاكل” في الجبل والتوقيت مرتبط بالتطورات المتسارعة في لبنان والمنطقة . فتهدئة الجبل امنياً وسياسياً مطلب اساسي لجنبلاط وهو ايضاً هم ّ لارسلان لكن الاخير ومعه مرجعيات اخرى في الطائفة الدرزية سياسياً ودينياً يعتقدون ان من حقهم التمثل في الوظائف العامة وتقاسم المقاعد الدرزية وكسر احتكار جنبلاط لها، بالاضافة الى الخدمات والطبابة والتوظيفات ومشيخة العقل والاوقاف والمجلس المذهبي الخ.
ومع تردد ان القرار الظني في جريمة قبرشمون يعزز فرضية الكمين المحكم لجبران باسيل وصالح الغريب وفق الاوساط، ترك جنبلاط وارسلان امر الاشكالات الى القضاء في حين اللجنة الثلاثية التي شكلت هدفها حل التفاصيل المتبقية.
اما لقاء بري والحريري فيصب في إطار التهدئة السنية- الشيعية والتشاور بين الرجلين في كيفية انجاح الحوار الذي سيدعو اليه رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا في 25 الجاري، وهو امر تداول تحالف “حزب الله” و8 آذار منذ 10 ايام.
ونُقل اقتراح عقد لقاء اقطاب جامع في بعبدا الى المعنيين لململة الصدوع وايجاد اجماع على خطة اقتصادية وداخلية متينة والتي قدمتها حكومة حسان دياب.
ويشارك في لقاء بعبدا رؤساء الحكومات السابقون ، ورؤساء الكتل النيابية.
جنبلاط يسعى الى “صفر مشاكل” في الجبل وتوقيت لقائه بإرسلان مرتبط بالتطورات
وتكشف الاوساط ان اللقاءات والاتصالات التي يقوم بها بري هي لضمان حضور الاقطاب طاولة حوار بعبدا بعدما اتت نتائج الحوار الاقتصادي في بعبدا قبل شهر ونصف تقريباً هزيلة وغير كافية، والذي غاب عنه اقطاب المعارضة الحريري وجنبلاط ونجيب ميقاتي وآخرون فيما حضره سمير جعجع وحيداً وكان سليمان فرنجية اول المقاطعين.
وتؤكد الاوساط ان الهمين الاقتصادي والامني سيطغيان على مداولات حوار بعبدا الجديد، ولا سيما تزخيم خطة الحكومة الاقتصادية . ودعم المسار الاصلاحي في البلد وعدم التمترس وراء المعارضة او الموالاة او وراء الحراك الشعبي، لافشال الحكومة والخطة بالاضافة الى قطع الطريق على الفتنة وتوتير الشارع على خلفية سنية- شيعية او سنية – سنية او شيعية – مسيحية.