الدكتور عباس خامه يار
الدكتور عباس خامه يار

السعادةَ لروحِ سعدي.. وطوبى لذكراه..

السعادةَ لروحِ سعدي.. وطوبى لذكراه..

الدكتور عباس خامه يار/ المستشار الثقافي الايراني في لبنان

يوم شاعر الإنسان ومعلّم الأخلاق والقيم، سعدي الشيرازي. أزهرت سنواتُ حياتِه نثراً وشعراً، فانطبعت القرون الوسطى بآثاره التي جعلت زمانَه يستحيلُ روضةً من وردٍ، تحفلُ بالحكايات الإنسانية، الواعظة بلحنٍ جزلٍ وانسيابٍ في البيان، كان مرآةً لذاك العشق الفطريّ للغةِ العربية رغمَ فارسيّتِه، وللفكر رغم اعتداده بقوميّتِه. حتى سمعناه ينظم بالعربيّ وخياله المافوق- عالميّ:

حبَستُ بجَفنَيَ المدامِعَ لا تجري
فَلَمّا طَغى الماءُ استطالَ على السكر

نسيمُ صبا بغدادَ بعد خرابها
تمَنَّيتُ لو كانت تَمُرُّ على قبري

ورأيناهُ يرفع راية الإنسانية في الملمّاتِ، مقرّباً أبناءَ بني آدمَ حتى إذا ما فرّقتهم الحروب والمكاره، قرّبتهم قصيدةٌ من رياضِ الشعرِ والأدب، فلنستحضر شعره في هذه الأيام التي خيّم وباء الكورونا فوق سماء الحياة البشرية، ودعا الإنسان مُكرَهاً إلى التباعد والابتعاد عن أخيه الإنسان بالحضور المادي، فهل يترتب على ذلك تباعدٌ إنسانيٌّ نحن غافلون عنه في أيامنا هذه؟  يقول سعدي:

الناسُ كالأعضاءِ في التسانُد
لخلقِهم كنهٌ من طينٍ واحد

إذا اشتكى عضوٌ تداعى للسهر
بقية الأعضاءِ حتى يستقرّ

إن لم تغمّ لمصاب الناسِ
فلستَ إنساناً بذا القياسِ

كان الشيرازي متأثراً بالأخيلة العربية فجاءت صوره الشعرية تمازجاً ما بين الثقافتين، العربية منها تحملُ بدورها تأثراً عميقاً بالقرآن الكريم..
السعادةَ لروحِ سعدي.. وطوبى لذكراه..

شاهد أيضاً

كلاس خلال لقائه طرابلسي ووفد "المشاريع"

“حماية الشباب من مخاطر محدقة” بين كلاس و”شباب المشاريع”

“حماية الشباب من مخاطر محدقة” بين كلاس و”شباب المشاريع” زار وفد من جمعية “شباب المشاريع” …