صندوق النقد الدولي
صندوق النقد الدولي

مقاربة حكومية حذرة لنتائج اللقاءات مع صندوق النقد الدولي

مقاربة حكومية حذرة لنتائج اللقاءات مع صندوق النقد الدولي

كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 22 شباط 2020

مع إقتراب جولة صندوق النقد الدولي ولقاءاته بالمسؤولين الحكوميين والماليين من نهايتها اليوم، ولا سيما بعد عقدها اجتماعات مع رئيس الحكومة حسان دياب ووزير المال غازي وزني واللجنة التي كلفها دياب بالمتابعة من خيرة الخبراء الاقتصاديين والماليين وكذلك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تقارب الاكثرية ورئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة وبينهما “حزب الله” والرئيس نبيه بري نتائج هذه الاستشارات بحذر وبروية ومن دون تباطؤ او إستعجال، وهذا يعني التروي في إتخاذ القرار النهائي، كما تؤكد اوساط سياسية بارزة في تحالف “حزب الله” و8 آذار.

وتقول الاوساط ان “الثنائي الشيعي” ايضاً يرفض الدفع في إتجاه رمي البلد في أحضان صندوق النقد الدولي، وهذا لن يحدث مهما كثرت الصعوبات و”الأفخاخ” المنصوبة للبنان.

وتكشف ان هناك طرق اخرى لتفادي تسليم البلد وسيادته المالية الى الاميركيين والقيمين على الصندوق ومن دون إغفال التحديات والصعوبات المالية الهائلة التي تواجه الحكومة ودياب والاكثرية.

وتشير الاوساط بوضوح الى الازمة وتجلياتها في مفاصل خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والذي دق جرس الخطر وإطلاق العنان لصفارته المدوية.

وتكشف ان السبب الرئيسي للتعجيل بتاليف حكومة الرئيس حسان دياب وتلويح الحزب بخيار “الاعتكاف” الحكومي والعودة الى رفع السقوف، كان بسبب المؤشرات الاقتصادية الخطيرة التي باتت جلية وواضحة امام الجميع، مع إنكشاف “اسرار” الودائع وكيفية “تبخرها”، الى الادارة السيئة للدولة للحكومة المتعاقبة. وصولاً الى الحكومة الاخيرة والتي علقت في ” وحول” الماضي ولم تستطع القفز الى الحاضر لتنطلق منه الى المستقبل.

وتنقل الاوساط وفي جلسة خاصة لقيادات “حزب الله” مع وفود حزبية حليفة، ان “حزب الله” خفض سقف شروطه الحكومية الى مستوى فاجأ فيه حلفاؤه وجمهوره وحتى قيادته، بعد ان كان السقف هو حكومة- سياسية وتمثيله بحزبيين لكن ما جرى هو عكس ذلك وان كل الوزراء ليسوا حزبيين.

وتقول الاوساط ان الحزب يركز على مبدأ “التكيف” مع المتغيرات واستعداده للتضحية بكثير من المكتسبات والحقوق البديهية له ولجمهوره، في مقابل صمود البلد ومنع إنهياره، لأن الوقت ليس للترف او الإسترخاء، وبتنا في موقع لا نحسد عليه مطلقاً ولكن علينا الا نستسلم ابداً.

وتشير الى ان “حزب الله” وفريق 8 آذار اطلقوا حملة داخلية، وسيتم تظهيرها في الايام المقبلة وهي التصدي لفكرة “الإستسلام” لشروط صندوق النقد الدولي وشروط البنك الدولي، والتحذير من مخاطر تنفيذ كل ما يطلبونه مقابل دعم مشروط، وتمويل محدود لن يخرج لبنان من ازمته.

في المقابل لا يمانع “حزب الله” وفريق 8 آذار، ان يتم الاستعانة بأية خبرات من باب المشورة وتقديم النصح، ولا سيما الجهات المعنية بالملفات المالية، ولكن الاولوية اليوم هي لوقف النزيف، أي اللجوء الى الخطوة الاولى المتمثلة بإعادة هيكلة الديون والتفاوض مع الدائنين والوصول الى صيغة مقبولة وقابلة للحياة.

ومن الخطوات التي يعمل عليها بشكل جدي، وهي إستعادة الاموال المنهوبة، وحتى الاموال الشرعية من الخارج، والتي تم تحويلها من شهر 9 الى شهر  12 من العام 2019، وهي تُقدر بين 11 و27 مليار دولار وهذه الارقام خاضعة للتدقيق حالياً بعدما دخل عليها مستجدات كثيرة.

في المقلب الحكومي، تؤكد الاوساط، ان الاتصالات مع رئيس الحكومة حسان دياب مستمرة والتشاور معه على قدم وساق وهو يكثف المشاورات للوصول الى نتائج واقعية ومفيدة خلال أسبوع.

وتشير الى ان الخيارات ليست كثيرة بل محدودة، والعمل اليوم جار على صيغة لإعادة هيكلة الدين وتأجيل الدفعات المستحقة والتشاور مع صندوق النقد الدولي. وغيره بالاضافة الى الانطلاق في جولة عربية وخليجية واوروبية، وذلك بناء على إتصالات يجريها دياب مع سفراء عرب وخليجيين واوروبيين رغم ان المناخ ليس إيجابياً. وفي ظل هذه الاجواء قد يكون هناك إتجاه لجولة دبلوماسية على مستوى الخارجية للتمهيد للقاءات خارجية لدياب.

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …