زار رئيس تحرير موقع “تقارير. نت” الصحافي علي ضاحي رئيس مؤسسة “عامل” الانسانية العالمية الدكتور كامل مهنا في المركز الرئيسي، وجرى التحدث خلال جلستين عن مختلف القضايا الاجتماعية والانسانية وعن عمل المؤسسة وعن بعض التفاصيل الاعلامية وكيفية وصول “عامل” الى اكبر عدد ممكن من الناس.
وأثنى ضاحي على عمل المؤسسة وتقديماتها في المجالات الانسانية والاجتماعية كافة وتمكين المرأة اللبنانية والسورية. واكد اهمية ان تقوم الدولة بما هو متوجب عليها من واجبات وخصوصاً ان تكون دولة رعاية إجتماعية وان تكون كافلة وضامنة لحقوق وحاجات مختلف الشرائح الاجتماعية. وشدد على ان بعض المؤسسات الخيرية والاجتماعية والانسانية تقوم بعمل جبار وتعوض النقص الحاصل عن غياب الدولة عن القيام بواجباتها بينما المفترض ان تكون الجمعيات والمؤسسات الخيرية مكملة لدور الدولة لا ان تقوم بدورها.
مهنا:
ويتحدث د. مهنا بدماثته المعتادة والتي لا تخلو من اللباقة والهدوء، ويحاول ان يلاطف ضيفه بخفة ورشاقة ويمرر من بين السطور رسائل لا تخلو بدورها من الذكاء ومحاولة سبر اعماق تفكير الضيف او الزائر مهما اختلف مشربه او اختصاصه وتفكيره.
ومن جملة القضايا التي يصر مهنا انه يتبعها في مؤسسته انه يعتبر نفسه عاملاً فيها وموظفاً لجهوده في سبيل خدمة الناس وانجاح المؤسسة وعملها. لا يتوقف كثيراً عند الالقاب او المقامات او الحسابات التي يضعها رئيس او صاحب المؤسسة تجاه موظفيه ولا يقف عند الفاصل بين رئيس ومرؤوس. ويؤكد مهنا ان العلاقة التشاركية مهمة وخصوصاً في عقل الناس فهو لا يؤمن كما هي العادة السائدة في العالم العربي اي فكرة الدونية وفكرة التهميش عند القاعدة وان تأتيها التعليمات والتوجيهات من الهرم او القيادة من دون تفكير او نقاش او حق في الاعتراض وابداء الرأي. ويقول ان من اسباب نجاح وديمومة “عامل” انها تضم متطوعين ومتفرغين من كل لبنان ومن انحاء مختلفة من العالم ومن جنسيات ومذاهب وطوائف متعددة ويعتقد ان الاستثمار في الانسان ومن اجل الانسان عمل صعب وشاق وهو اسمى واصعب من الاستثمار بالانسان وتوظيفه كاداة في مشاريع شخصية او دولية او خاصة.
تاريخ عامل:
ويتحدث الدكتور مهنا عن مؤسسة عامل وتاريخها، فهي الجمعية المدنية غير الطائفية، والتي نشأت في أعقاب الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978 ، استجابة لحاجة لبنان واللبنانيين، وخصوصا الفئات المهمشة، تلتزم بقضايا الإنسان، بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي أو المناطقي. لقد عملت عامل بفريقها المتفاني بقيادة الدكتور كامل مهنا، الذي خاطر بحياته ضمن أحلك الظروف ليعين المصابين والمرضى، في عدة مناطق لبنانية.
وتعمل المؤسّسة منذ 37 عاماً في المناطق الشعبية في لبنان، من خلال 24 مركزاً وست عيادات نقالة من بيروت وضواحيها الجنوبية، مروراً بجبل لبنان ووادي البقاع (شرق لبنان) إلى جنوب لبنان وتقدم خدمات نوعية في المجالات الطبية والنفسية، والتدريب المهني، والتنمية الريفية، وحماية الطفل وتعزيز حقوق الإنسان، وذلك عبر فريقها المؤلف من 800 متفرغ، وتنشط في العمل في معظم المناطق اللبنانية.
وهي اليوم أول منظمة غير حكومية لبنانية يتم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام.
الدكتور كامل مهنا: خطنا الانساني اللاطائفي لا يتغير ونتشارك مع الناس في عقولهم وجهودهم
اختيار الاسم
عامل هو تصغير من “الهيئة الوطنية للعمل الشعبي” بحيث أنها تعمل على إطار وطني شامل، مع الجهات الفاعلة من المجتمع المدني. وترتبط رمزيّة اسم مؤسسة عامل بالشخص “العامل”، والذي يغلّ الحديد، ويخلق التغيير… وقد أصبح اسم المؤسسة مرادفاً للإصلاح ولتطوير المجتمع. وهي كلمة قصيرة سريعاً ما صارت مألوفةً للشعب كمجموعة، وتشكل جزءاً من هويتهم.
ويرتبط أيضاً اسم “عامل” بمرحلة تأسيس المنظّمة في الفترة التاريخية التي أعقبت الغزو الإسرائيلي الأول لجنوب لبنان في العام 1978… جنوب لبنان، هو المنطقة التي يقع فيها “جبل عامل”، الذي يضم كل مكونات المجتمع اللبناني، وأيضاً موطن البؤس والمعاناة. والطموح من أجل التغيير، ولقد جسدت تلك المنطقة في هذه الفترة الصراع العربي – الاسرائيلي، فالاسم يرمز إلى التناقض الطبقي والصراع القومي.
صفة دولية
أصبحت “مؤسسة عامل” جمعية دوليّة منذ تاريخ 15 ديسمبر 2010 ودخلت في دليل المنظمات غير الحكومية الدوليّة لتبادل الخبرات في جميع أنحاء العالم، وتعزيز تعاونها مع سائر المنظمات غير الحكومية الدولية، فاكتسبت المنظّمة طابع مؤسسة دولية، مقرّها في جنيف.
وكان الهدف من هذا التدويل هو توطيد العلاقات، عبر التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني “الصديقة” من الشمال والجنوب، بهدف إنساني هو العمل من أجل مصالح الشعوب والنضال من أجل قضاياها العادلة.
على هذا الأساس، وضعت عامل مشروعات الشراكة الندية مع جمعيات مختلفة من العالم، تحت شعار شركاء لا أوصياء.
الاهداف
وتحاول “عامل” أن تلعب دور المحرك في لبنان، فكونها جمعية مدنية لا طائفية في بلد نظامه السياسي طائفي، ترفض الانضواء تحت عباءة القوى السياسية إلا أنها مقبولة في الوقت عينه من الجميع، وهي مهمة صعبة في لبنان، فلقد اختارت في ظل غياب التخطيط في بلادنا، وثقافة الانقسام، والنقد الهدام وهيمنة الشخص، وأسلوب كل شيء أو لا شيء، واختزال المراحل، اختارت كاسترتيجية للعمل :
– شعار “التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر”.
– نهج الثلاث ميمات “مبدأ، موقف، ممارسة”.
– توثيق العلاقة مع الأصدقاء وتحويل المحايدين إلى أصدقاء وتحييد الخصوم.
كما أن “عامل” ترفض اعتماد سياسة اقتصاد السوق عالمياً وأن يتحول العمل الإنساني إلى باب للارتزاق. أو أن يكون تقنياً أو مهنياً فقط دون الالتزام الفعلي بالقضايا العادلة للشعوب وفي مقدمتها قضية العرب المركزية فلسطين.
لهذا إننا نحاول في مؤسسة عامل أن نلعب دور “المحرك” في تقديم نموذج يمكن أن تقتدي به مؤسسات القطاع العام، عبر تأمين الخدمة النوعية في مناطق الأطراف وبمساهمات رمزية من الأهالي ومن ثم الانتقال إلى برامج تنموية بإشراك الناس أصحاب العلاقة فيها، ومن ثم إلى تعزيز ثقافة الحقوق، وإشراك المرأة في الحياة العامة وتأهيل الشباب لتحمل المسؤوليات القيادية.
المؤسس
ورئيس عامل الدكتور مهنا هو المنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان والذي يضم كبريات الجمعيات اللبنانية (جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، جمعية تنظيم الأسرة في لبنان، جمعية النجدة الشعبية اللبنانية، الحركة الاجتماعية، رابطة كاريتاس لبنان، مجلس كنائس الشرق الأوسط، مؤسسة عامل، مؤسسة فرح الاجتماعية، مؤسسة معروف سعد الثقافية الخيرية، هيئة الإسعاف الشعبي، المركز الوطني للتنمية والتأهيل، جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية بالإضافة إلى الهيئة الصحية الإسلامية والجمعية اللبنانية الصحية الاجتماعية كمراقبين).
وهو المنسق العام للجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني، التي ساهمت في إطار الربيع العربي في الحملة من أجل إسقاط النظام الطائفي في لبنان وإقامة دولة مدنية ديمقراطية، كما أنه يقوم بنفس المهمة في التنسيق والمشاركة في حالات الطوارئ في لبنان والبلاد العربية (العدوان الإسرائيلي على لبنان)، الانتفاضة الفلسطسنية، العدوان على غزة، غزو العراق، الثورة في تونس ومصر وباقي البلاد العربية … الخ)، إذ تحرص “”عامل” بالتعاون مع باقي منظمات المجتمع المدني لكي تكون المواطنة هي جوهر الانتماء إلى الوطن.