سالم الحاي
سالم الحاي

ورشة السهروردي تكرّم سالم الحاي بلوحة فيلكاوية تجمع بين الزراعة والحياة والاستدامة

ورشة السهروردي الفلسفية تكرّم سالم الحاي بلوحة فيلكاوية تجمع بين الزراعة والحياة والاستدامة

علي ضاحي خاص takarir.net

قدّمت ورشة السهروردي الفلسفية في الكويت، بإدارة المفكر محمد السعيد، لوحة فيلكاوية دلمونية تكريمية للمدير العام للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، سالم الحاي، تقديرًا لجهوده في النهوض بالقطاع الزراعي والبحري وتعزيز الاستدامة البيئية، وربط التنمية بالوعي الفلسفي والحضاري.

اللوحة، التي تحمل طابعًا سومريًا وفلسفيًا معاصرًا، تمثل شجرة الحياة رمزًا للخصوبة والنماء، وتستحضر عنصر الماء كأساس للحياة، وللزراعة والغذاء والثروة السمكية. يتوسط اللوحة اسم “سالم الحاي” بخط ذهبي، بينما يجسد الرمز المركزي شجرة الحياة، تتقابل عند جذعها شخصيتان في وضع الرعاية أو العبادة، دلالة على تقديس العمل الزراعي والبحري كقيمة روحية وحضارية.

كما يظهر في اللوحة النخيل المثمر، رمزًا للخصوبة والضيافة، ويمثل صلة الإنسان بالأرض والطبيعة، فيما يرمز النقش المسماري والأسماك الذهبية إلى الإله إنكي في جزيرة فيلكا، دلالة على الوفرة والقدرة والعظمة في التوازن البيئي. الألوان — البنفسجي، الأخضر، البني، والذهبي — تعكس الروح والنماء والأرض والضياء، وتبرز البيئة ككائن حي متكامل يستحق الحماية والرعاية.
السعيد: ادارة الوعي البيئي

وأكد محمد السعيد، مدير الورشة، أن التكريم «يجسد تقديرنا للجهود المؤسسية التي تمزج بين الإدارة الحكيمة والوعي البيئي، وتعكس قدرة الإنسان على خلق التناغم بين العمل والإبداع، وبين الأرض والحياة».
ويأتي التكريم متزامنًا مع المبادرات العملية للهيئة، خاصة دعم زراعة النخيل المثمر لتعزيز الأمن الغذائي الوطني، وربط الإنتاج الزراعي بالاستدامة البيئية، ضمن أهداف رؤية الكويت 2035 التي تسعى لحماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية.

نبذة عن جزيرة فيلكيا
وتبني ورشة السهروردي مشروعها الفلسفي على إحياء الحضارة الدلمونية الفيلكاوية. ويقول السعيد :”ان اهم ما يصبو اليه هو اعادة احياء هذا التراث الفكري والفلسفي والحضاري، وهذه اللوحة الفيلكاوية هي عمل فني يرمز الى الاختام الفيلكاوية المكتشفة على هذه الجزيرة”.
جغرافياً، وفي عرض الخليج العربي، على مسافة عشرين كيلومترًا من مدينة الكويت، ترقد جزيرة فيلكا كأنها كتاب مفتوح على التاريخ، ينتظر من يقلب صفحاته من جديد.
تبدو اليوم صامتة، خالية إلا من الرياح البحرية وصدى الذكريات. لكن خلف هذا الصمت، تختمر أسئلة كبرى حول مصير الجزيرة التي كانت ذات يوم مركزًا للحضارة والتجارة والبحر.

من دلمون إلى الدمار…

يبدأ تاريخ فيلكا من الألف الثالث قبل الميلاد، حين كانت محطة في حضارة دلمون الممتدة من البحرين إلى سواحل الكويت.
ومنذ ذلك الزمن، لم تكن مجرد جزيرة، بل معبرًا للآلهة والتجار والجيوش.
في القرن الثالث قبل الميلاد أقام الإغريق فيها معبدًا للإله أبوللو، ولا تزال أطلاله الحجرية شاهدة على عمق التفاعل بين الشرق والغرب.
وفي العصر الإسلامي، ازدهرت كميناء صغير، ثم كقرية بحرية هادئة يسكنها الكويتيون الذين جمعوا بين صيد اللؤلؤ والتجارة البحرية.
لكنّ كل ذلك انتهى فجأة عام 1990، عندما غزا الجيش العراقي الكويت، فهجرت الجزيرة قسرًا، وبقيت منذئذٍ أطلالًا من البيوت المهدّمة والذكريات المعلّقة في الهواء.

مشاريع معلّقة بين الطموح والذاكرة

منذ التحرير، طُرحت مشاريع كثيرة لإعادة إحياء فيلكا:

منتجعات بيئية محدودة.

متحف مفتوح للتراث الكويتي.

إعادة بناء القرية القديمة.
لكن الواقع على الأرض ما زال يتأرجح بين الدراسات والوعود.
فالأعمال متقطعة، وقرارات التنفيذ تتبدل بتبدّل الحكومات والخطط.

بيئة تحاول التنفّس
على الرغم من الهجر، فإنّ الطبيعة استعادت أنفاسها. فالشجيرات الملحية غطّت أطراف البيوت المدمّرة، وطيور النورس ومالك الحزين اتخذت من السواحل مرعىً موسميًا.
وتختصر فيلكا سؤال الهوية الكويتية بين الحداثة والذاكرة.

شاهد أيضاً

النبي محمد والامام علي وتجليات الحكمة الالهية

المثلث المحمدي–العلوي–الإلهي

المثلث المحمدي–العلوي–الإلهي علي ضاحي- خاص takarir.net تنويه: هذه السلسلة من النصوص حول الفلسفة وعدة ابعاد …