كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 16 آذار 2019
على ابواب الذكرى الـ14 لما يسمى بثورة 14 آذار 2005 يتردد وفي تقاطع معلومات بين مجموعة من القوى السنية في 8 و14 آذار ان هناك “قوة دافعة” لتشكيل تجمع سني قوي وفاعل الى جانب رئيس الحكومة ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري وقادر على الصمود في وجه “المد” السياسي الذي يشكله تحالف حركة امل وحزب الله و8 آذار وحضوره القوي في الحكومة ومجلس النواب بعد انتخابات 2018 من جهة وتحالف حزب الله والرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة ثانية. وتقول المعلومات ان من اللافت ان تأتي مصالحة الرئيس الحريري مع الوزير السابق اللوء اشرف ريفي فورعودة الاول من زيارة الى السعودية ولقائه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والذي سيستتبع بلقاء آخر بين الحريري وسلمان قبل عودة رئيس الحكومة من بروكسل الى بيروت اذ سيمر الحريري بالرياض اولاً كما اعلنت اوساط اعلامية لتيار المستقبل امس.
وتقول المعلومات ان تكثيف المساعي السعودية التي يقوم بها سفير المملكة في بيروت وليد البخاري لترتيب البيت السني والتي توجت بمصالحة الحريري- ريفي وبإعطاء زخم للعلاقة بين الحريري والرئيس فؤاد السنيورة بعد تسجيل برودة في العلاقة بينهما بفعل احتجاز الحريري في السعودية العام الماضي وما تردد من دور للسنيورة في “التغطية” على الفعلة السعودية بحق الحريري. والامر الذي ترجم انتخابياً بعدم ترشيح الحريري للسنيورة في صيدا وطلب ترشيحه في بيروت الامر الذي اعتبره السنيورة انكساراً له في وجه رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد والذي تعززت حظوظه بالفوز باحد مقاعد صيدا السنية وفق النظام الانتخابي النسبي الجديد. كما تسجل المعلومات ان الحراك السعودي في بيروت تكثف بعد اعلان حزب الله اولى خطواته في ملف مكافحة الفساد وفتحه ملف الـ11 ملياراً المفقودة وتقديم المستندات اللازمة الى القضاء المالي وتصدي السنيورة للامر واعتباره ان الامر يخصه ويعنيه. ويتردد ان السعودية تعتبر ان ادانة السنيورة عن تلك المرحلة يعني ادانة السعودية وامتداداتها التي كانت مرتبطة بوجود الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي كان يمثل رأس حربة المشروع السعودي في لبنان الامر الذي استنفر السعودية للقيام بما يلزم من خطوات لجمع البيت السني حول الحريري. اذ يسجل اليوم ان العلاقة بين الحريري ومختلف القوى السنية خارج 8 آذار جيدة من الرئيس نجيب ميقاتي الى الوزير السابق محمد الصفدي ومع اللواء ريفي والسنيورة وحتى مع الجماعة الاسلامية هناك تواصل وسجل لقاءان بين الحريري والجماعة الاولى قبل تشكيل الحكومة والثاني مطلع آذار الجاري وبعد اعلان تشكيلها ونيل الثقة.
واذ يتردد ان الحريري يعتبر ان اثارة ملف الفساد عن مرحلة 1992 وحتى العام 2005 مساً معنوياً بإرث والده، يرى ان ادانة السنيورة والفريق الذي عمل معه طيلة هذه السنوات سيطال المستقبل في وجوهه القديمة او بعض الصقور التي لم يعد لها دور فعلي اليوم او ما تزال ناشطة خلف الكواليس.
لمسات سعودية على خط ترتيب البيت السني وإحياء 14 آذار
واذا كان ترتيب البيت السني يتم بلمسات سعودية وإصرار على جمع التناقضات السنية حول الحريري ليتمكن من “مواجهة المد الشيعي والمد الماروني” في السلطة، يؤكد رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود لـ”الديار” ان العلاقة بين الجماعة والمستقبل مستمرة ولا قطيعة بينهما كما العلاقة موجودة مع التيار الوطني الحر وكل مكونات 8 آذار من الدكتور اسامة سعد في صيدا الى النائب عبد الرحيم مراد في البقاع الى النائب فيصل كرامي في طرابلس فنحن منفتحون على اي لقاء وطني عموماً وسني خصوصاً ومن باب تحصين البيت السني وليس من باب تعزيز الاصطفافات الطائفية والسياسية. ويكشف حمود ان الجماعة اول من نادت بترتيب البيت السني وقدمت تصوراً لدار الفتوى بذلك منذ مدة وهي ترحب بأي لقاء يعقده الحريري او غيره من القوى السنية طالما يصب في خدمة الطائفة والوطن والاستقرار.
ويشير حمود الى ان التناقضات على حالها مع حزب الله ولم تزول التباينات بيننا لكن هناك قناة موجودة للتواصل متى اقتضى الامر ذلك.
وعن موقف الجماعة الاسلامية من انتخابات طرابلس الفرعية يؤكد حمود ان الجماعة تدرس موقفها وهي في إطار تقييم الموقف لتحدد توجهها النهائي.
في المقابل لا ينفي ولا يؤكد عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش لـ”الديار” وجود دور سعودي في ترتيب اللقاء بين ريفي والحريري لكنه يشير الى ان ترتيب البيت السني وإحياء دور قوى 14 آذار فيه مصلحة وطنية للجميع وللسنة ومن مصلحة الجميع ان يكون التحالف مع الحريري تحالف الاقوياء وليس الضعفاء. ويشير علوش الى ان التفسخ الذي كان حاصلاً في البيت السني وخصوصاً الخلاف بين الحريري وريفي طيلة السنوات الثلاث الماضية ساهم في استقواء فريق حزب الله و8 آذار على السنة والحريري وضاعفوا من الهيمنة والمد الايراني على لبنان. وصحيح ان اليوم العلاقة بين حزب الله والحريري والمستقبل هي ربط نزاع لمصلحة لبنان كما ان التسوية الرئاسية مع العماد عون تؤمن المشاركة المتوازنة في السلطة من دون الاستفراد بالمكون السني الذي يمثل رأس حربته الحريري كاكبر ممثل سني سياسي ونيابي وحكومي.