“أمّ المعارك” في “الفيحاء”..هل سيكون رئيس الحكومة منها مُجدّداً؟
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 13 ايار 2022
قبل 24 ساعة على فتح صناديق الاقتراع، “تغلي” الساحة الطرابلسية مع تسجيل كثافة اتصالات ولقاءات وزيارات وحركة مكوكية لا تهدأ للماكينات الانتخابية.
وإذا كانت “ظلال” دار الفتوى “غطت” المآذن وخطب الجمعة امس، في “تعبئة” انتخابية غير مسبوقة منذ سنوات سنياً، تؤكد اوساط طرابلسية دخول رجال الدين السنة ومفتي المناطق بعد غطاء دار الفتوى على خط الانتخابات بشكل مباشر ، عبر تحفيز ودعم الناخب السني ابتداء من الفرد وصولاً الى الجماعة عبر مفاتيح انتخابية ومخاتير ووجهاء ومسؤولي عائلات، وصولاً الى قسم غير قليل من قيادات وكوادر “تيار المستقبل” الذين “رُصدوا” يعبّئون قواعد “المستقبل” للتصويت لشخصيات بعينها يعتبرها “المستقبليون” من “رحم التيار الازرق”.
كما تكشف الاوساط ان اللقاء الثلاثي لسفراء السعودية والكويت وقطر في دار الفتوى كان واضحاً في منح الغطاء الديني والسياسي السني والخليجي، وكذلك تأمين كل دعم لازم من تمويل مباشر ودعم تقني ولوجستي وصولاً الى تأمين بدلات نقل وكلفة “الويك اند الانتخابي” اليوم والاحد لساكني العاصمة بيروت من الطرابلسيين والشماليين.
وتشير الاوساط واستناداً الى التعبئة الجماهيرية والدينية، ارتفعت نسبة الذين عَدَلوا عن المقاطعة ليصبح عدد المقاطعين في صفوف “المستقبل” اقل من 20 في المئة بعدما كانت النسبة المتوقعة تلامس الـ45 في المئة.
انتخابياً يبلغ عدد المقاعد في طرابلس 11، وعدد الناخبين 377,534، وعدد المرشحين 96، وعدد اللوائح 11 بينها أربع هي الأقوى: لائحة “للناس” المدعومة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، و”إنقاذ وطن” المدعومة من اللواء أشرف ريفي و”القوات”، و”الإرادة الشعبية” المدعومة من النائب فيصل كرامي، و”لبنان لنا” المدعومة من نواب المستقبل السابقين.
وترى الاوساط ان المعركة ستكون اولاً على الحواصل السنية، اذ يمكن للائحتي ميقاتي وكرامي – الصمد ان تتصدران في حصد المقاعد السنية، في المقابل قد يكون للوائح الاخرى فرصة لحسم مقاعد الاقليات.
ورغم ان الحديث عن هوية رئيس الحكومة الجديد يتداول على “نار هادئة”، ترى القوى الاساسية اي الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر وحتى القوى السنية الاخرى ومنهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ان الاستحقاق الحكومي قد يكون مؤجلاً حتى انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، فتكون الحكومة الجديدة اولى هدايا رئيس الجمهورية العتيد، بينما يرى آخرون ان حكومة ميقاتي قد تصرّف الاعمال الى حين تمكن رئيس الحكومة المكلف خلال 6 اشهر من تشكيل حكومة العهد الجديد الاولى!
وتشير الاوساط الى ان اسم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتداول بقوة ليكون على رأس الحكومة الجديدة، اي انه يبقى يصرف الاعمال دستورياً بعد تشكيل مجلس نواب جديد واستقالة الحكومة الحكمية، ويُكلّف لتشكيل حكومة جديدة. ولكن هذا الكلام لا يمنع ان يكون هناك طامحون كثر، ومنهم مرشحون حاليون على لوائح طرابلس الانتخابية الحالية، ومن ضمنهم نائب حالي ومرشح نيابياً اليوم، وقد طرح اسمه، قبل تسمية ميقاتي غير المرشح حالياً الى الانتخابات النيابية.
ويتردد ان ميقاتي تلقى “وعداً” ان يستمر رئيساً للحكومة وهو لمّح الى الامر في تصريحات اعلامية في الايام الماضية، وان تعاونه مع رئيس الجمهورية ميشال عون كان مثمراً في الاشهر الثمانية الماضية.