الشيخ عماش محاضراً في معرض الكتاب
الشيخ عماش محاضراً في معرض الكتاب

عماش محاضرًا في معرض الكتاب: المواطنة الحقيقية ترسخ المفاهيم النقية والتربية الصالحة

عماش محاضرًا في معرض الكتاب: المواطنة الحقيقية ترسخ المفاهيم النقية والتربية الصالحة

ضمن نشاطات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب ألقى نائب رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية الشيخ الدكتور عبد الرحمن عماش محاضرة ثقافية بعنوان “صلاح المواطن” وذلك في قاعة “سي سايد” حضرها حشد من المشايخ والمهتمين ورواد المعرض.

واستهل الشيخ عماش محاضرته بالقول: “إن من أحب الأشياء إلى النفس الأوطان فالوطن هو مسقط الرأس ومرتع الطفولة والصبا والشباب ودفء الكهولة واجتماع الأهل والأحباب والأخلاء والمواطن الحقيقي يدرك أن الاستقرار والأمان لا يكونان بهدم البلاد ولا بإحداث الفتن والمواطنة الحقيقية تكون بترسيخ المفاهيم النقية التي تحض على تربية الأجيال تربيةً صالحةً تكون ذخرًا في زمن الشدة وعونًا في زمن الرخاء”.

وقال: “نحن اليوم في لبنان وبعد الكوارث التي سببتها حروب الآخرين على أرضنا، ومحاولات الطامعين في ثروات بلادنا، أبينا بكل حزم وقوة وعزم أن يكون وطننا للصهيونية عرينًا، وتمسكنا بهوية لبنان وتحرير أرضه… وكم عبثت بوطننا أيادي العابثين وتوالت عليه ضربات الغاصبين والطامعين فقطعوا أوصاله وغيروا أحواله وأججوا بنيران الحقد أهواله وغرسوا بالفساد رسومه وأطلاله. وبناؤه لا شك يتطلب جهدًا جهيدًا وعملًا دؤوبًا، وولاءً صافيًا للحق، بعيدًا عن الأنانية والتطرف، بعيدًا عن الغلو وسوء التصرف لنكون على مستوى المرحلة المقبلة ولمتابعة التطورات الدولية والإقليمية… ولا بد أن تنظم العلاقة بين أعضاء المجتمع والدولة بمراعاة الضوابط ليتحقق النظام في العلاقة بينهما وكي لا تنجر البلاد إلى الفوضى، ومن الضوابط المطلوبة:

أولا: لا ينبغي أن يشعر المواطن بالغبن والتعسف لأن هذا لا يساعد على بناء الأوطان بل قد يجر إلى ردات فعل تجعل الوطن ساحةً يجد فيها من لا يريدون الخير للناس بغيتهم ليغذوا أسباب انهدام البلاد.

ثانيًا: لا بد أن يلتزم الجميع بالصدق فإن الصدق هو الحجر الأساس لسلامة العلاقات الطويلة الأمد على صعيد الأفراد ويسهم في الحفاظ على العلاقة بين أفراد المجتمع والدولة.

العلاقة بين الدولة والمواطن تقوم على العدالة: متمسكون بهوية لبنان العربية وتحرير أرضه

ثالثًا: على الفرد أن يتفقد إخوانه ولا سيما أهله وجيرانه وينظر في حاجاتهم ويعين من يقدر على إعانته ويؤثر إخوانه بما عنده فإن هذا يوطد العلاقات بين أفراد المجتمع ويقرب بعضهم إلى بعض وينشر بينهم معاني التعاون والتكافل والتعاضد. قال الإمام عطاء: «تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو كانوا نسوا فذكروهم». وأما على صعيد الدولة فينبغي أن تنظر في حال الرعايا وفي حاجاتهم فإن هذا ولا شك يعزز الارتباط بين الدولة والمواطن. ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسوة حسنة فإنه أمير المؤمنين وكان ينزل بنفسه يدور بين الناس يتفقد أحوال الرعية.

رابعًا: ينبغي أن تكون الدولة عادلة، فالعدل هو السبب الرئيس في كسب الدولة الثقة في قلوب رعاياها، فإن المواطن إنما يلجأ للدولة لينجو من ظلم ظالم أو افتراء مفتر أو كيد عدو، وإن الحق والعدل لا بد أن يتحققا كائنًا من كان الطرف الظالم والطرف المظلوم، فإن الظلم لا ينقلب حقا إن كان الظالم غنيا؛ وكذا الحق لا ينقلب ظلمًا إن كان المحق فقيرًا.

خامسًا: من وظيفة الدولة حفظ الأمان في البلاد وأعني الأمان الاجتماعي وكذا الأمان العسكري فتسهر على أمان المواطن وتحقيق مصالحه”.
 

شاهد أيضاً

طرابلسي والطبش يعزيان روداكوف بضحايا موسكو

“المشاريع” تعزي السفير الروسي بضحايا موسكو

“المشاريع” تعزي السفير الروسي بضحايا موسكو قام وفد من جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية برئاسة النائب …