دعم سعودي للسُنّة “على القطعة”…وحث على دعم لوائح جعجع
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاثنين 28 شباط 2022
لا تزال كل القوى السياسية والاساسية، لا سيما المسيحية كـ “القوات” و”التيار الوطني الحر” تتفاوض مع شخصيات ونواب مستقلين في “تيار المستقبل” وقوى سنية اخرى للوصول الى تحالفات في المناطق المشتركة وذات الثقل السني.
وتقول اوساط سنية شمالية بارزة ومطلعة على الحراك السني الانتخابي، ان معركة الحصول على الصوت السنّي تتركز على جبهة الفريقين المسيحيين والكبيرين المتنافسين على الزعامة المارونية والنيابية وكذلك رئاسة الجمهورية، وهما في حاجة الى اكبر عدد ممكن من الاصوات الممكنة في الدوائر المشتركة مع السنة والشيعة والدروز.
وتؤكد ان المعركة بينهما تتحوّل الى معركة “كسر عظم” حقيقية، وسيكون المنتصر فيها صاحب افضلية في الاستحقاقات الكبرى، لا سيما المشاركة في انتخاب رئيس مجلس النواب، اكانت شخصية جديدة او التجديد للرئيس نبيه بري ، وهو المرجح بحكم عدم وجود منافس جدي وحقيقي له، وكذلك لتصلّب “الثنائي الشيعي” وراء حصرية ترشيح بري.
اما الوصول الى بعبدا، تضيف الاوساط، فتلك قصة اخرى ومعركتها واداوتها الداخلية والخارجية تكمل بعضه، وهي كناية عن توازنات دولية واقليمية ودولية. فرئاسة الجمهورية رغم ضآلة صلاحياتها، الا انها “امّ الرئاسات” دستورياً، ومن القصر الجمهوري ينتظم العمل التنفيذي في البلد مع السراي.
وتكشف عن توجه سعودي متخذ منذ اشهر ومعمول به، وهو التعامل مع السنّة “على القطعة”، وهذا يعني ان السعودية تعوّل في الفترة المقبلة على قابلية وجهوزية رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على خوض اي تجرية تريدها السعودية، وهو مستعد لاي مهمة تطلبها وتقديم اوراق اعتماده عندها .
وتشير الاوساط الى ان جمهور “المستقبل” لا يزال مشتتاً في قسم لا بأس به ، خصوصاً السنّة في المدن والملتزمين حزبياً ، وهم دأبوا على التصويت للرئيس سعد الحريري، وحتى الساعة لا قرار لديهم في انتظار معرفة مصير تحرك الرئيس فؤاد السنيورة الانتخابي الاخير.
بينما يبدو ووفق الاوساط نفسها، ان قسماً كبيراً آخر من جمهور الحريري و”المستقبل”، وهو الجمهور السنّي المشكل من العشائر السنية وبعض المجنسين من الجنوب الى الناعمة فخلدة وعكار، يتحالف مع الحريري في كل انتخابات، في مقابل ضمانات امنية وسياسية ومصالح ادارية وتعيينات وتوظيفات وفي دوائر الدولة. وهذه العشائر ومع عزوف الحريري، تلتقي مع السعودية في قرارها وهي تتجه الى التحالف مع لوائح جعجع في كل المناطق، حيث هناك تواجد لـ “القوات” والسنّة والعشائر.
والتوجيه السعودي واضح بتجيير الاصوات السنية التي كانت تذهب للحريري الى لوائح جعجع، بينما تشترط العشائر ان يكون لها ممثلون ونواباً في الدوائر التي تدعم جعجع فيها، وان يذهب الصوت السني لها.
ويتردد ان الامور دخلت في “الجد”، والمشاورات مستمرة بين العشائر وجعجع، للوصول الى اللوائح المطلوبة وكيفية المشاركة فيها، في حين تنتظر الساحة السنية القرار النهائي للسنيورة، وحقيقة ومدى الدعم السعودي له لخوض الانتخابات بلوائح في المناطق السنية الاساسية.