حضور محلي وعربي وغربي لافت في ذكرى انتصار الثورة الايرانية
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 12 شباط 2022
لم يسبق ان شهدت المناسبات الايرانية خلال الاعوام الثلاثة الماضية، والتي تنظمها السفارة في بيروت هذا الحضور المحلي والعربي والدولي، خصوصاً ذكرى إحياء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران (ثورة العام 1979)، والتي يحييها الايرانيون قيادة وشعباً بين 1 و 10 شباط وتسمى بـ»عشرة الفجر».
هذه الذكرى العزيزة على قلوب الايرانيين، ومثلها ايضاً ذكرى رحيل الامام الخميني في 3 حزيران 1989، شكلت امس الاول «تظاهرة» سياسية وديبلوماسية غير مسبوقة ولافتة عن الاعوام الثالثة الماضية، رغم تفشي «كورونا» والاجراءات الوقائية.
ويؤكد مطلعون على التحضيرات لاحتفال السفارة الإيرانية في لبنان في مناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لانتصار الثورة في ايران، في قاعة فندق «لانكستير – إيدن باي» امس الاول، ان الحضور فاق التوقعات، خصوصاً في الشق المحلي، حيث حضر ممثلون عن الرؤساء الثلاثة ومختلف القيادات المدعوة، بالاضافة الى ممثلين عن قيادات الاجهزة الامنية والنقابات وصولاً الى شخصيات واحزاب مستقلة او لا تجمعها مع ايران علاقات متقدمة وربما بروتوكولية فقط.
وعلى مستوى الحضور العربي والخليجي، كانت سفارتا قطر وسلطنة عمان ممثلتين. ويقول المطلعون انفسهم ان السفارة السعودية فارغة في لبنان ولم يكن هناك من سبيل لتوجيه اي دعوة، كما حضر ممثلون عن سفارتي فرنسا والمانيا والعديد من السفارات الاوروبية والعربية.
ويأتي هذا الحضور اللبناني اللافت هذا العام، ورغم اجراءات كورونا، ورغم الطقس العاصف، وكذلك عدم تمكن عشرات الشخصيات من الحضور بسبب وضع الطرقات والزحمة المحيطة بالاحتفال، في ظل حملة تشويه لدور ايران في لبنان ودعوات لـ «تخليص لبنان من الاحتلال الايراني»، وكذلك تشويه دور وحضور وسلاح المقاومة خدمة لاجندات اميركية و»اسرائيلية» وخليجية.
وتؤكد اوساط في محور المقاومة ومطلعة على الاجواء الايرانية، ان حفل الاستقبال كان مناسبة للإطلالة على آخر التطورات الايجابية في الحراك الايراني الديبلوماسي والسياسي في لبنان والمنطقة، وتشير الى ان العروض الايرانية للمساعدة في مجال الطاقة الكهربائية والمحروقات والدواء وحتى تسليح الجيش قائمة دائماً، ولكن المطلوب تسييلها باتفاقات وبقرار رسمي وحكومي لبناني، وبعيداً من الدور السلبي لحلفاء اميركا، وخوف البعض من العقوبات الاميركية و»الغضب» السعودي والخليجي عليهم.
وتؤكد الاوساط ان القيادة الايرانية تدعم الدولة والحكومة والشعب اللبناني وحاضرة لأي مساعدة، في مقابل دعمها الكامل لتوجهات حzب الله في لبنان، وتثق بحكمة قيادته وتؤيد وجهة نظرها ومقاربته للامور اللبنانية الداخلية.
وتكشف الاوساط ووفق تقاطعات لمعلومات ديبلوماسية امنية وسياسية وعسكرية، ان لا مؤشرات جدية من اي فريق كان، باستثناء حماقة صهيونية، ان يكون هناك خضة امنية او عسكرية كبيرة لتطيير الانتخابات، حيث يصب الحديث الاميركي والاوروبي والخليجي عن اجواء معاكسة، من باب التهويل والضغط على المقاومة وحلفائها ومحاولة المس بمعنويات المقاومة وجمهورها وحلفائها، وصولاً الى اتهامها بعرقلة الانتخابات، وهو امر غير صحيح قطعيا، وتكذبه الحركة الدؤوبة لتحالف المقاومة و8 آذار انتخابياً وسياسياً وسط ارتياح للمؤشرات والمعطيات الانتخابية والشعبية والميدانية.
وعلى مستوى المفاوضات الجارية في الملف الايراني النووي في فيينا، تعكس الاوساط تفاؤلاً «حذراً» بإمكان الوصول الى اتفاق شامل في المدى المتوسط بين نهاية الربيع وبدايات الصيف المقبل، واكدت ان الموقف الايراني قوي ويمتلك اوراقا هامة بعكس الجانب الاميركي الذي ايقن ان لا بديل عن انجاز الاتفاق مع طهران، ولو كان بشروطها والوقت كفيل بنزول الادارة الاميركية عن الشجرة وقبولها سلة المطالب الايرانية كاملة.
وعلى صعيد العلاقة السعودية – الايرانية، ترى الاوساط ان العلاقة باتت على السكة الصحيحة بين طهران والرياض، وفي اي لحظة تتقدم فيها الاتصالات يعقد اللقاء السادس بين الطرفين. لكن الاوساط نفسها تؤكد وجود خلاف كبير في وجهات النظر حول ملفات المنطقة، لا سيما ملف اليمن وسوريا، وهذا يعني ان لا اتفاق قريباً بين الدولتين ايضاً، وقد يكون الملف اللبناني وحتى الانتخابات في «ستاتيكو» سياسي ثابت، ومن دون متغيرات في التوازنات والتحالفات، ولكن وضعه الاقتصادي سيزداد صعوبة وقتامة.