اتصالات “غير مثمرة” لميقاتي… ورفض لاستقالة قرداحي “المجانية”
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 18 تشرين الثاني 2021
دخلت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الشهر الثالث، ولا يبدو ان هناك بوادر لأية حلحلة لعودة انتظام عملها بالجملة لا بالمفرق، اي ان تعاود اجتماعاتها مجتمعة وبكامل اعضائها بما فيهم وزراء “الثنائي الشيعي” ووزيري المردة ووزير القومي ومن ضمن ابداء التضامن الوزاري اللازم.
وتؤكد اوساط مطلعة على اجواء الرئيس ميقاتي، انه يصر على استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي مدخلاً للبحث في اي حوار او تفاهم لحل الازمة مع السعودية. وانه لا يرى لزوماً لاستقالته او استقالة الحكومة طالما ان استقالة قرداحي تحل المشكلة او تخفف من التشنج مع السعودية في اقل تقدير.
كما يرى ميقاتي وفق الاوساط ، ان اي حل يجب ان يكون جماعياً ومن ضمن المؤسسات وفصل عملها . حيث يعتقد ميقاتي ان عودة الحكومة الى الاجتماع يجب ان تكون مع فصل تطورات قضية التحقيقات في انفجار المرفأ وقضية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ودعوات “الثنائي الشيعي” لاقالته عن ملف انعقاد الحكومة وانتاجيتها.
وتكشف الاوساط ان تحركات ميقاتي الاخيرة والاتصالات التي قام بها، هدفت الى تحريك الجمود، والحث على المرونة الحكومية وايجاد الحلول ومنع التشنجات ورفع المتاريس الداخلية.
كما تكشف ان ميقاتي لم يلوح بالاستقالة الشخصية، ولم يضع شروطاً محددة او مهلاً زمنية لاي قرار حتى الساعة. وهو يتحلى بالصبر كما فعل خلال تكليفه وتعثر التأليف ولم ييأس ووصل الى نتيجة لذلك بتأليفه الحكومة، هو لا يسعى الى خطوة متسرعة او صدامية، ولكنه يرفض التعطيل وتضييع الوقت والفرص وترك البلد ينهار، وغارق في الازمات الكبرى مع رفع الدعم ومنع التداعيات الكارثية الاجتماعية والمعيشية.
في المقابل تؤكد اوساط رفيعة المستوى في تحالف حركة امل وحzب الله و8 آذار، ان تحرك ميقاتي شمل كل من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والوزير السابق سليمان فرنجية وطرح من جملة ما طرحه عودة الحكومة الى الانعقاد ودعوة الوزير قرداحي الى الاستقالة الطوعية، كما تنفي الاوساط كل ما حكي عن لقاءات بين حzب الله وميقاتي وكل ما نسب الى “الحزب” اعلامياً بعد “اللقاءات المزعومة” بين الطرفين.
وتقول الاوساط ان ميقاتي، يعتبر ان استقالة قرداحي هي المدخل لاي حل مع السعودية، فيما يرى حzب الله و8 آذار ان “استقالة قرداحي المجانية”، ومن دون ضمانات او مقابل “دعسة ناقصة” ومن دون جدوى او طائل.
وتُعقّد الموقف ولا تحله، في حين ان السعودية وعلى لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان آل سعود ترفع السقف الى درجة، انها تريد ان تُغيّر النظام السياسي وتتدخل في تركيبة البلد وانها تريد “وقف هيمنة” حzب الله على الحكومة والبلد، فهل يقصد فرحان ان يرمى حzب الله ونوابه ووزرائه وجمهوره والبيئة الشيعية المؤيدة له في البحر؟
وتكشف الاوساط ان ليس صحيحاً، ان هناك وساطات داخلية في ملف الحكومة وقرداحي واعادة التواصل مع السعودية، وكل ما في الامر هي مجموعة اتصالات ومشاورات للبحث عن مخارج لم ينضج اي منها ولم تصل الى اية نتيجة وعليه الامور على حالها.
فالحكومة لن تنعقد بغياب المردة والمكون الشيعي، والقاضي البيطار لم تكف يده “رسمياً ” حتى الساعة ومسار التحقيقات في ملف انفجار المرفأ لم يصحح، واستقالة قرداحي العبثية والمجانية لن تحصل.
كما تؤكد الاوساط ان لا جديد في ملف ما حكي عن وساطة قطرية، كما لم يحمل وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو اية مقترحات او بنود لاية مبادرة تركية-قطرية.
كما لم يُسجل اي جهد خارجي حقيقي لوساطة متوازنة وعقلانية بين لبنان والسعودية، مع اصرار الاخيرة على رفع السقف السياسي والدبلوماسي، و”ما بعد بعد” كلام قرداحي. وهي تقول ان استقالته والحكومة غير كافية وتتطلع الى حكومة لا حzب الله فيها وهذا امر لن يحصل.
وتتوقع الاوساط ، مزيداً من الخطوات المشابهة لما يجري في الكويت من عدم تجديد لبعض اقامات اللبنانيين، ومنع تحاويل الاموال، ووقف التأشيرات من لبنان الى الكويت.
وقد تطبق السعودية الاجراءات نفسها وتصاعدياً من اجل الضغط على اللبنانيين في لبنان وفي السعودية ومنع التواصل والتحاويل بينهم كورقة ضغط جديدة.