كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الاربعاء 27 شباط 2019
لم تنته حتى الساعة تداعيات الاشكال الكلامي الذي حصل بين نائبي حزب الكتائب سامي الجميل ونديم الجميل ونواب من القوات مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي حول حقبة من حقبات الحرب الاهلية والمتعلقة بالرئيس بشير الجميل وربطها بإنتخاب الرئيس ميشال عون واستمرار سلاح المقاومة ومن ثم رد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بإعتذار وبكلام تخفيفي لوطأة الكلام ومن ثم الطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري بشطبه من محضر جلسة من جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة. وتؤكد معلومات ان ملابسات القضية لم تنته عند حد الاعتذار بل استكملت فصولها بردود فعل ومواقف واجراءات بدأت من لحظة صدور كلام الموسوي لكونه يمس في جوهره وشكله الحزب وصورته وادبياته. وتؤكد المعلومات ان حزب الله يؤكد ان كلام الموسوي كان انفعالياً وفي لحظة غضب ولم يكن مقصوداً ولكنه اساء في الدرجة الاولى الى صورة الحزب وطريقة خطابه السياسي فالحزب لا يقبل بتعابير “اسكت” واقعد” وهو ينتقد اي خطاب سياسي خارج عن الادبيات كما اساء كلام الموسوي الى حضور وهالة الرئيس نبيه بري عندما تجاوزه كناظم للجلسات وهو رئيس المجلس ومن يمنح حق الكلام ويديرها فلا يمكن لاي نائب القفز فوق دور الرئيس بري. النقطة الثالثة هي اساءة الموسوي لوظيفة سلاح المقاومة ايضاً عن غير قصد ولانتخاب الرئيس العماد ميشال عون “الحليف الجبل” في قصر بعبدا كما يسميه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وهو يعتبر وفاء الرئيس عون ودعمه للمقاومة منذ تفاهم شباط 2006 ومن بعده عدوان تموز وكل المرحلة التالية والسابقة للانتخاب وبعده دين في رقبته ورقبة المقاومة ورقبة كل جماهيرها ومحبيها.
وتشير المعلومات الى ان ردود الفعل التي اصابت الجمهور والمناصرين من كل الاطراف كانت كبيرة واصابت الحزب بإساءات كثيرة وخصوصاً ان الجماهير والمحازبين والمناصرين لا يقبلون ولا يفهمون حقيقة اي موقف الا من وجهة نظرهم، هم وخصوصاً الجمهور المسيحي اكان لجهة القوات والكتائب او لجهة التيار الوطني الحر والذي يرى في انتخاب العماد ميشال عون امر مقدس وحيوي وترجمة لنضال سياسي عمره اكثر من 30 عاماً.
حزب الله حريص على الالتزام بخطاب التهدئة والحرب على الفساد موجهة ضد الفاسدين فقط
وتؤكد المعلومات ان حزب الله وقيادته حريصون على المحاسبة والانضباطية وعلى التقيد بأنظمة الحزب وقوانينه. وكسائر الاحزاب اللبنانية والعالمية هناك مبدأ المحاسبة والمساءلة وإلا يفقد اي حزب هيبته وتراتبيته وتهتز صورته امام اعضائه ومناصريه. وتشير الى ان الاجراءات الداخلية دائماً ما تتخذ وتبقى داخلية ولا تسرب الى الاعلام ولا الى وسائل التواصل الاجتماعي. ومن خلال هذا التسريب وقع الكثير من المناصرين وغير المناصرين في جملة من المغالطات اساءت مرة جديدة الى الحزب والى النائب السيد نواف الموسوي وهو اولاً واخيراً عضو في حزب الله ويلتزم كغيره بقوانين الحزب وقرارات قيادته. وتوضح المعلومات ان الاجراءات التي اتخذت بحق الموسوي سبقها قرارات بحق غيره وسيكون هناك قرارات اخرى فلا احد فوق المحاسبة في حزب الله والكل ملتزمون بما تقرره هيئاته القيادية. وتشير المعلومات الى ان الحزب فتح تحقيقاً داخلياً لكشف هوية المسربين ومحاسبتهم ولمخالفتهم القرارات التنظيمية بذلك.
وتؤكد المعلومات ان إثارة ملفات المحاسبة والفساد وانتهاك القوانين والتي اعلن عنها السيد حسن نصرالله ليست شعارات او تصريحات اعلامية وحبراً على ورق بل هي نهج يسير عليه الحزب ومستمر في حملة مكافحة الفساد والفاسدين وهي تشمل كل مرتكب وكل فاسد ولو كان من داخل حزب الله رغم ان لا فاسدين في الحزب لان نظام المحاسبة والرقابة “شغال” 24 على 24 ساعة. وبالتالي تشير المعلومات الى ان ملف الـ11 مليار دولار ليس موجهاً لا ضد الرئيس فؤاد السنيورة وليس ضد المستقبل او الرئيس سعد الحريري وعلى العكس يجب على كل المسؤولين ان يحذو حذو حزب الله وان يضعوا كل ملفاتهم في عهدة القضاء والاعلام والرأي العام ولتكن المحاسبة والمساءلة والمحاكمة شفافة وامام الرأي العام وفي القضاء وعندها يثبت من هو المرتكب من البريء. فلماذا شن الحملات الاستباقية والتهويلية والتخوينية والتحليل المسبق؟