حسين المولى- خاص موقع تقارير
كثيرا ما نسمع أو نقرأ مصطلحا اسمه الاكتفاء الذاتي، وهو في علم الاقتصاد الحديث استغناء دولة بانتاجها عن الاستيراد من الخارج.
ويسعى العديد من الدول في العالم اليوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي مما يحرر شعوبها من التبعية السياسية للدول الصناعية الكبرى او لمواجهة حصار اقتصادي معين كما يحصل اليوم مع إيران الاسلام ودول أخرى.
أما الإسلام من ناحيته فقد أولى الاكتفاء الذاتي اهتماما كبيرا، ظهر ذلك في آيات كثيرة من القرآن الكريم، ففي سورة الملك قال الله تعالى :” هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور”.
كما ورد في آية أخرى من سورة النحل:” والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون”.
هاتان الآيتان تحثان الإنسان على زراعة الارض ليأكل من حبوبها، ومن ثمار اشجارها، “والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام” ويربي الأنعام من جمال وابقار واغنام ودواجن، التي تغذي الإنسان بالبانها ولحومها وتكسوه بأوبارها واصوافها ، كل ذلك يحقق نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي وقد قيل في المثل : ما له ضرع ولا زرع أي لا شيء.
حبذا لو تسعى دولتنا في لبنان لتحقيق الاكتفاء الذاتي بتفعيل القطاع الزراعي والثروة الحيوانية ، من خلال وضع خطة زراعية عصرية ، فنرى سهل البقاع من جديد تتمايل سنابل قمحه الذهبية ، وتحمل الأشجار ثمارها من كل لون وطعم ويصيح ديك الريف في الأسحار ان اغدوا إلى حرثكم شاكرين الله ربكم.