ثنائيات متأرجحة
علي زعرور
من ظلال أزماتنا الشاردة في تعقيداتها تباغتنا ثنائيات متأرجحة بين ضجيج الحلكة ودخان ذلك الحلم الذي يكتب بريشته على مرايا الوطن انفعالات مخنوقة الصدى من وقع تراكمات انبجست من فوهة بركان الصمت القاتل أمام مشهدية الإرادة القابعة في زنزانات من علاقات شمولية المنشأ وسياسية التأطير.
ثنائية التسمية، لكن الفعل مبتورا على وقع حراك أحدب نوتردام، أو مأساويا “كالبؤساء” في رحلة البحث عن الفاعل الحقيقي، وما بين التسمية والفعل جدلية الزندقة، تستخدم أدوات التأويل اما لتلميع الصورة أو لتسجيل أهداف على مساحات مأهولة بطعم ألموت.
في السياسة كما في الإجتماع، لغة القداسة المزيفة ترتق ما تصدّع من انتكاسة العلاقات الباردة، التي كانت تتأجج كلما دعت الحاجة إلى تظهير شعلة اللهفة دفعة واحدة في موقد من يشارك بهتان اللحظة، لكن الاستمرارية في المفهوم التقليدي يخضع لذكاء المسافة وما بين الإقتراب والإبتعاد مسار قدر ليد خفية عابرة بسرعة الضوء تحط رحالها اسقاطا وتغادرها بعد خراب الهيكل.
هذه العلاقات المأسوف على شبابها كان رابطها المنمّق كلمات من وحي التفاهم وحبرها السري انتشى على صفحات المداهنة، حتى إذا دقّ نفير القيامة انفرط عقدها ونضبت مفاعيلها وباتت مجرد قصاصات مبعثرة تلملم أشلاءها اندثارا.
مفاعيل هذه الثنائيات قد تكون عائلة بحجم الوطن وقد تكون الوطن بأكمله، وبعد الشهد عودٌ على بدءٍ، تموضع خلف خطوط همايونية وتصويب نحو أهداف مثمرة في تطلعات اللاهثين خلف نهم جديد أو تخمة من بقايا مرممة.
المفارقة في حيثيات المرحلة ومستجداتها أن بسط النفوذ ما زال يراوح مكانه، والكل ينتظر انغماسا جديدا في آتون اللعبة القادمة من فانوس علاء الدين وبساطه السحري، لكن الخلطة الجديدة للمارد العملاق تحتاج إلى توابل بنكهات متجددة وشراهة المتخمين لن يكون لها نصيب من ثنائية روميو وجولييت وقيس وليلى على موائد الإنتظار.