طرح الانسحاب من “المزارع” مفخخ لتأجيج الداخل على السلاح!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديارليوم الخميس 19 آب 2021
لا تزال اصداء ما طرحه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، “سي آي إي”، وليام بيرنز خلال تعريجه الى لبنان لساعات عائداً من فلسطين المحتلة ليل الخميس الماضي، محط متابعة خلف الكواليس والاضواء ولا سيما ان ما طرحه مفخخ وكالقنبلة العنقودية سيطرح ملفات متشعبة ومتشظية، كما يؤكد قيادي بارز وواسع الإطلاع في تحالف حzب الله و8 آذار.
وكان بيرنز كما تسرب التقى كلاً من قائد الجيش جوزيف عون، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.
ولعل ابرز ما طرحه بيرنز هو انسحاب العدو الإسرائيلي من مزارع شبعا، وان المسألة مطروحة بقوة في دوائر القرار الأميركي ويتم البحث بتنفيذها مع الإسرائيليين.
ويؤكد القيادي نفسه ان الامر قيد النقاش والتقييم داخل تحالف 8 آذار، ومن ان دون ان يكون هناك اي رد فعل او موقف او قرار من قيادة المقاwمة والتي اخذت علماً بـ”طريقة ما” بما طرح، رغم انه لم يطرح بشكل رسمي او جدي ولا يزال فكرة رماها بيرنز ومشى.
ويكشف القيادي ان الانطباع الاولي لدى محور المقاwمة ، ان الهدف من هذا الطرح هو فك النزاع بدل ربطه بين حzب الله والعدو.
وهذا يعني وفق الحسابات اللبنانية الداخلية، والتي سيتخذها خصوم المقاwمة والداعين الى سحب سلاحها كالقوات اللبنانية وفلول 14 آذار وشخصيات محدودة ، وجمعيات تدور في الفلك الاميركي حجة للقول، ان وظيفة السلاح في تحرير الارض المحتلة من قبل العدو كمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من قرية الغجر وحتى القرى السبع ستنتفي، على اعتبار ان هذه الاراضي سورية وفلسطينية. وسوريا ترفض الاعتراف بلبنانية المزارع وتسليم الوثائق الى الامم المتحدة، التي تؤكد ذلك.
كما ستنزع وظيفة الدفاع، على اعتبار ان الانسحاب من المزارع، يعزز مطالبة هؤلاء بالعودة الى هدنة العام 1948 والوقوف على الحياد وغيرها من الدعوات الممجوجة.
ويؤكد القيادي ان هذا الطرح من قبل الادارة الاميركية خبيث ومفخخ ومسموم وهدفه تأليب الداخل المنقسم حول السلاح ووظائفه وعلة وجوده، على المقاwمة وبيئتها ومحاصرة المقاwمة وسلاحها باصوات جديدة وشخصيات جديدة وجمعيات وتمويلها، للتشهير وتشويه السلاح ودوره واستكمال الضغط السياسي والاعلامي والشعبي.
ويشير الى ان هذا الطرح يأتي ليكمل مسلسل الحصار والضغط الاقتصادي والمالي والذي لم يحقق الاهداف المرجوة ولم يصل الى النتيجة القصوى التي سعت اميركا اليها في السنتين الاخيرتين.
ويطرح القيادي إشكاليات كثيرة حول تعطيل مفعول الانسحاب من مزارع شبعا، ومنها الاجماع اللبناني حول موقف لبناني موحد منه. وهذا غير متوفر وان شُكلت حكومة جديدة، وكذلك ملف الانسحاب من المناطق الحدودية المتنازع عليها وترسيم الحدود البرية وكذلك البحرية، وملف الاراضي المحتلة كلها من الغجر الى تلال كفرشوبا والقرى السبع.
وايضاً ملف الاسرى العالق اللبنانيين والفلسطينيين العالق منذ 40 عاماً والذين انطلقوا من لبنان كالاسير يحيى سكاف وغيره وكذلك جثامين الشهداء المتحجزة في مقابر الارقام.
وكذلك وظيفة الدفاع والردع للسلاح، والتي لن تنتفي طالما وجد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وطالما بقي مطلب لبناني واحد. وبالتالي سيبقى الانقسام الداخلي مستمراً وما لم يتحقق بالحرب والاغتيالات والمؤامرات على المقاwمة والسلاح لن يتحقق بطروحات مشبوهة وملغومة.
ويفصل القيادي في مقلب آخر بين السعي الاميركي لتشكيل الحكومة لمنع سقوط لبنان وانفجاره من اجل حماية امن العدو عبر منع تفجير لبنان. فسقوط لبنان يعني انفجار ملف اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري في وجه العدو الاسرائيلي وتهديده الامن القومي والذي تحرق اميركا كل الشرق الاوسط كرمى له .كما يعتقد الاميركيون ان سقوط لبنان يعني تعزيز قوة حzب الله ونفوذ ايrان في لبنان وابقاء كل المبررات لوجود السلاح ورفده بدولة ومقوماتها، ورغم كل الحصار والعقوبات والتي ستزيد ضراوة وقساوة، لم تنكسر شوكة حzب الله ولم يتأثر نفوذه السياسي والشعبي و لم تتأثر المقاwمة وبنيتها وفعالية سلاحها الردعية للعدو. وما جرى اخيراً من إطلاق للصواريخ في مناطق مفتوحة في مزارع شبعا، يؤكد ان زمام المبادرة لا يزال في يد المقاwمة.