الحريري أبلغ خليل قراره بالإعتذار… والبحث مُتعثر عن البديل!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 9 تموز 2021
… وبعد 8 اشهر من التكليف وبلا تأليف وعشرات البيانات والسجالات بين «بيت الوسط» وبعبدا و»ميرنا الشالوحي»، يتجه الرئيس المكلف سعد الحريري خلال ساعات او ايام بالحد الاقصى الى نهاية مشواره، وإعلان اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
وتؤكد اوساط واسعة الإطلاع في «الثنائي الشيعي»، ان الحريري الذي التقى معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل ابلغه بقرار الإعتذار، ومن دون الحديث عن بديل،ورفض ان يسمي الحريري بديلاً، وانه ينسحب تاركا وراءه «كرة النار»، ورميها الى «ملعب» رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل بعد إغلاقهما كل الدروب امام التشكيل.
وصحيح ان الحريري احتفظ بورقة التكليف لثمانية اشهر، ورفع السقف وبادل التصعيد بالتصعيد والتعطيل بالتعطيل مع باسيل، ولكن هناك وفق الاوساط، من لا يريده ولم يسمه ورفض التعاون معه، ومارس كل انواع التعطيل ووضع العصي بالدواليب اي الرئيس عون ومن ورائه باسيل، فكما ان الرئيس المكلف يمتلك ورقة التأليف في جيبه، امتلك عون توقيعه على مرسوم تشكيل الحكومة وحجبه عن اي تشكيلة كان يعتزم الحريري تقديمها.
وتؤكد الاوساط ان البحث يتركز حالياً على اسم بديل للحريري، وان النقاش يتمحور حول اسم الشخصية المؤهلة والمقبولة حريرياً وسنياً، واقناع الحريري بتولي هذه المهمة، وان يكون عراب الحل بإسم بديل، وتشير الى ان هوية الحكومة ستكون حتماً «حكومة انتخابات»، ولكنها في العمق ستكون حكومة سياسية بإمتياز لإدارة الازمة والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وايجاد حلول سريعة للازمة و»تطبيب» ما يمكن «تطبيبه» من «الندوب» الاقتصادية والمالية، وتقوم في نهاية مشوارها بالاشراف على الانتخابات النيابية والبلدية.
وتلمح الاوساط الى ان اعتذار الحريري في لحظته وخلال ايام، ستكون له ارتدادات قوية واشبه بهزة سياسية، يعمل «الثنائي الشيعي» والرئيس عون على تداركها، حيث سيتأثر سعر صرف الدولار، وهو بالامس تجاوز عتبة الـ18 الف ليرة، بعد تردد اجواء سلبية وتوجهه الى الاعتذار، وهناك توقعات بوصول سعر صرف الدولار الى 20 الف خلال يومين.
وتؤكد الاوساط ان الحديث يدور حول كيفية إدارة الفترة بين الاعتذار والتكليف الجديد، وبينهما إدارة الازمة، وكيفية ادارتها عبر حكومة تصريف الاعمال، والتي اجتمع رئيسها حسان دياب امس الاول مع سفراء، وتحدث معهم بحقيقة الوضع اللبناني، فالبلد «خلص» مادياً واقتصادياً، وهناك عقم سياسي هائل في إدارة الازمة، ودياب يتحمل مع باقي القوى وحتى المعارضة مسؤولية هذا الانهيار، كما التقى دياب بعون امس لمتابعة ما يجري في ملف المحروقات والدواء، اي تدارك ما يمكن تداركه مع عودة حكومة دياب الى الواجهة مع قرار الحريري الانسحاب من المشهد الحكومي.
في المقابل، يؤكد مطلعون على اجواء الحريري «ان امامه مجموعة من الاقتراحات، ينكب على دراستها بما فيها الاعتذار»، في حين تبدو اجواء بعبدا و»التيار الوطني الحر» والتكتل النيابي التابع لهما في حال من الترقب والحذر وانتظار قرار الحريري وتوقيته، ويؤكد نائب بارز في تكتل لبنان القوي لـ»الديار» ان عون والتكتل وباسيل لم يتبلغوا اي امر متعلق باعتذار الحريري حتى الساعة، رغم ان كل الاجواء والمعطيات توحي بذلك، وان المسألة مسألة وقت قصير جداً، لا اكثر ولا اقل!