حسين المولى
متخصص في الشؤون الاسلامية
ورد في الأدب السياسي الماركسي، أن الثورة تأكل أبناءها ، أي يقوم بعض قادة الثورة بتصفية بعضهم مع انصارهم، وهذا ما حصل بعد إنتصار الثورة الشيوعية في روسيا، عندما قام لينين بتصفية تروتسكي ثم جاء ستالين ليجهز على ما بقي من الشيوعيين القادة، وهناك أمثلة كثيرة من التاريخ تثبت النظرية الماركسية، لكن في الثورة الاسلامية في إيران كان الوفاء والوحدة والتضامن والتعاون والقيام وتحمل المسؤولية متجلية بعد الانتصار، بل دفع الكثير من قادة الثورة ثمن حياتهم عندما تعرضوا للتفجير من قبل أجهزة المخابرات الأميركية، فبقيت القيادة متماسكة موالية للإمام الخميني قدس سره، والأهم من ذلك ان الإمام المقدس جعل من الثورة ملكا للشعب لا القيادة فقط، وهذا ما تجلى في العام 2009 عندما خرجت تظاهرات ضد فوز الرئيس احمدي نجاد، والتي ايدها الغرب فما كان من الشعب الإيراني الا ان تصدى لهؤلاء الموتورين وحصل ما حصل، ثم استقام الوضع وخسر رهان المراهنين والمتآمرين.
في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في إيران، قد يتساءل البعض اما آن لهذه الثورة ان تهرم؟
الجواب أن ثورة تلتزم نهج الحسين عليه السلام لا تشيخ وأن ثورة سكن قائدها في بيت صغير لا تندثر، وأن ثورة تلتزم بنهج الولي الفقيه وهو الإمام الخامنئي المؤتمن على مكتسبات الثورة لا تهزم وان ثورة تؤمن بالله قولا وعملا فهي مصداق هذه الآية الكريمة: “الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور”.