أزمة العراق سيادياً
علي الغريفي/ العراق/ خاص takarir.net
صدور اول وثيقة عراقية تعنى بمفهوم السيادة الوطنية من خلال فكر وتجربة رؤساء العراق ما بعد التغيير (علاوي، الجعفري، المالكي، والعبادي وعبد المهدي) بمشاركة رؤساء مجلس النواب (الحسني، المشهداني، السامرائي، النجيفي والجبوري) ومداخلات اكثر من سبعين شخصية سياسية وفكرية واكاديمية وإعلامية، جاء ذلك في الكتاب الموسوم الذي اعده وقدم له الدكتور إبراهيم بحر العلوم والصادر عن ملتقى بحر العلوم للحوار ونشر دار العلمين للنشر ودار العارف عام 2021.
انها اول وثيقة عراقية منذ (١٧) عاماً تناقش اهم المعضلات الوطنية حيث لا زال العراق يعاني من جملة أزمات ومشاكل تتوالى ولاداتها يوما بعد آخر حتى أصبحت معضلات يرى الكثير من القوى السياسية صعوبة حلها في ظل تركيبة هذا النظام المحاصصاتية، وإن من أولويات البدء في حلها هو الإذعان الى عقد سياسي جديد تكون أولى خطواته البدء بـ (حوار وطني) .وبما أننا لاحظنا في السنوات السابقة غياب (المبادرات) الحقيقية التي يمكنها حلحلة الازمة وتفكيكها، فقد عمد (ملتقى بحر العلوم للحوار) الى التفكير بها بجدية وتحديد طبيعة الازمات واولوياتها من خلال استضافة زعماء وقيادات القوى السياسية الفاعلة في المشهد السياسي ومن جميع (المكونات).
وبما ان (السيادة) هي احدى هذه الازمات واخطرها على استقرار البلد وطبيعة التعامل مع الاخر الخارجي الذي ينعكس سلباً وايجاباً على التفاهم والتوافق والتعايش السلمي الداخلي، فقد خاض الملتقى بالتعاون مع معهد العلميين للدراسات العليا وجريدة المواطن في موسمه الرابع 2020 غمار قراءة فكرة السيادة في تجربة رؤساء الوزراء والنواب السابقين بعد التغيير 2004-2020 بمحاور تعكس الفكر والتجربة لمفهوم السيادة الوطنية .
وبعد مرور عام من الجهد والمتابعة ومشاركة ٦٧ باحثاً وسياسياً واكاديمياً انجزت المرحلة الأولى من المشروع حيث توصل الى جملة توصيات واستنتاجات شخصت (أزمة السيادة) واقترحت الحلول . قد آن الاوان للبدء (بحوار وطني) يعيد التفكير بمشروع بناء الدولة التي يكون المواطن ركيزتها الاساسية، وبما ان (السيادة) هي احدى اهم ملفات هذا الحوار الذي لم تتضح ملامحه حتى الان واليات خطواته ومفردات مشروعه لدى القوى الفاعلة، ليفتح مشروع (السيادة ) وما جاء فيه من ممازجة بين الخبرة والتجربة السياسية وبين الجهد البحثي والاكاديمي منطلقاً لحوار وطني شامل في مبادرة وطنية بعيدة عن الأجواء السياسية ومناخات التنافس الانتخابي؛ وانما من الشعور الوطني بوجود مشاكل حقيقية تحتاج الى مبادرة حقيقية .ان مسار تفعيل المبادرات وانضاجها يعتمد على مساريين اساسيين هما :
١- مسار القوى السياسية وتفاعلها وطرحها وتبنيها لأي فكرة انقاذية، وهو مسار لابد منه ولكنه ما زال غائباً أو مغيباً.
2-مسار مراكز (التفكير والبحث) والنخب الفاعلة، وهو مسار ضروري جدا؛ وهذا ما نعمل على لملمته وتفعيله باشراك الجميع ودعوتهم لطرح مقترحاتهم وافكارهم بغية انضاج المشروع .
إن الوعي بأهمية العوامل الإقليمية والدولية وإدارتها وتشخيص المصلحة الوطنية واعمال مبدأ التوازن في العلاقات من اهم مرتكزات هذا المشروع واهدافه، وإن سبل نجاحه تعتمد على مدى تفاعل كلا المسارين وتفهمهما لحجم الازمات وخارطة الطريق الاصلاحية .