ماكرون وماكِرون
الاعلامية نضال شهاب/ ناشرة مجلة “كل الفصول”
على الرغم أن المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للماكِرين من بعض السياسيين الى حل الأزمات العالقة في لبنان والتشدد على تحسين الأوضاع اللبنانية وضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن… كانت مبادرة ماكرون، المبادرة التي أتت على شكل معادلة واضحة للمسؤولين اللبنانيين، إما تشكيل حكومة بشكل سريع أو خسارة مؤتمر الدعم الدولي الذي ستنظمه باريس حول لبنان والذي نحن اليوم بأمس الحاجة اليه ، فالجوع المدقع يطرق الأبواب ونسبة اللبنانين الذين هم تحت خط الفقر وبحسب دراسة أجراها المعنيون في الإتحاد الأوروبي زادت عن ال 35% والأتي أعظم بلاء .
يتمسك الساسة من الماكِرين في لبنان بالمحاصصة والطائفية والمحسوبيات والتبعية …ولا يتمسكون بالمواطنة والوطنية والعودة الى الذات والى وطن الحرية.
ماكرون هم ، فاسدون ومفسدون ، في صوامعهم جالسون وبرغد العيش ينعمون عن أدنى حقوق الشعب هم غافلون أو يتغافلون، ناهبون للمال العام، متواطئون الى حد الرذيلة ، أوصلوا الوطن الى فراغاتٍ سياسية وإنهياراتٍ إقتصادية ومعيشية … تكالبوا حول مصالحهم، لم يقيموا للمواطن أي إعتبار شردوه ، أفقروه جعلوه يلهث وراء لقمة العيش كي ينسوه رذائلهم ، بالمستقبل لم يعد يحلم كباقي الشعوب بل للعودة الى الوراء.
مصطلح المكر الذي ننعت به معظم السياسيين هذا غير كافٍ وهو فيض من غيظ ، وذلك لأن معناه هو فعل الإختلاس أو الخداع…. سراً ، وإنما الماكرون في لبنان يتفاخرون ويحللون هذا الفعل فيقومون به بالعلن وليس فقط في الخفاء .
لذا، وكي لا تتفاقم الأزمة بل الأزمات التي تواجه اللبنانيين أكثر وأكثر وتدب الفوضى والسرقات وتزيد نسبة الهجرة ويفرغ الوطن من أهله حيث يصبح بعضهم في بلاد المهجر والبعض الأخر في المقابر وتحت التراب …
وجب الإسراع في تشكيل حكومة إختصاصيين أصحاب أكف نظيفة غير ملوثة بالدم ولم تتسبب يوماُ بظلم المواطن ، حكومة من فيها غير مرتهنين أو تابعين أو مضليين وضالين … حكومة يعمل من فيها لإنقاذ لبنان،دون النظر لمرضاة هذا الطرف أو ذاك ، حكومة يأتي التأليف فيها منسجماً مع ورقة المبادرة الفرنسية التي تدعي الى الإصلاح، حكومة تدرس وتخطط فتنفذ، بعيدة كل البعد عن الهدر والفساد.
وزارة التخطيط :الوزارة السيادية وأم الوزارات
المتصارعون على تولي الحقائب الوزارية نسأل: لماذا لا تعيدون إحياء وزارة التخطيط التي شهد تاريخ لبنان وجودها الفاعل في الحياة السياسيّة بين العقدين الخامس والسابع من القرن المنصرم تحت مسمّى “وزارة التصميم العام”، وكان الهدف منها تنسيق وتخطيط السياسات والمشاريع الحكوميّة وفق خطّط اقتصادية واجتماعية شاملة، يتكامل من خلالها الجهد التنموي للوزارات وأجهزة الدولة، بدل أن يتضارب أو يخضع لإعتبارات المحاصصة.
ومما لا شك فيه أن الدور الذي لعبته وزارة التخطيط أهلّها لأن تكون
“أم الوزارات”، نظراً لدورها الكبير في تحديد التوجهات الرسمية واقتراح المشاريع المختلفة بحسب هذه التوجهات من خلال مجلس التصميم ومديرية الإحصاء المركزي ومديرية الدراسات والتخطيط، بالإضافة إلى المديرية العامة التي تتولّى المهمات الأخرى في الوزارة…
هل استبدل المعنيون هذه الوزارة بمجالس للتخطيط وهي إن صح القول مجالس للطوائف والأحزاب ليس إلا، هل ألغيت لأنها تخطط لعمل باقي الوزارات بطريقةٍ سوية لا تسمح لهم بممارسة عمليات السرقة والنهب ؟.
بنداء المستغيثين ندعو للإسراع في حل الأزمات والعقبات وإيجاد الحلول للأوضاع الإقتصادية والمصرفية والمعيشية كالصحية والتربوية في لبنان والخارج ،وتيسير الأمور للمغتربين للعودة الى الوطن والإستثمار فيه…
بنداء أهل الشهداء والجرحى الذين سقطوا ضحايا في إنفجار المرفأ نسأل من سيُحاسب ومن هو المسؤول .
بنداء الوطن ندعوكم للإلتفاف حوله لا حول سواه.