قرض خليجي “هدية” للحكومة الجديدة ..ووعود الدعم “إبرة بنج”!
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم الخميس 29 تشرين الاول 2020
تشير مصادر دبلوماسية عربية الى ان اتصالات تجريها جهات لبنانية رسمية مع دولتين عربيتين لتامين قرض ميسر للبنان على شكل وديعة طويلة الأمد وفائدة صفر لضمان استمرار دعم المواد الغذائية والأدوية والمحروقات، ولتثبيت سعر الصرف على 6 الاف ليرة كمرحلة أولية والانطلاق بعد نيل الحكومة الثقة وبدء ورشة الإصلاحات وخلال 6 اشهر الى مرحلة تحفيز الاقتصاد ودعم النمو وصولاً الى تشغيل ورشة الاعمار المزمعة لما تدمر من جراء انفجار مرفأ بيروت والذي سيشغل اكثر من 150 مهنة في مجال البناء والمقاولات وإعادة الاعمار والمواد الأولية المتعلقة بها .
وتلفت المصادر الى هناك تبرعات بقيمة مليار دولار ستقدم “هدية” من دولة خليجية لسعد الحريري لاعادة اعمار ما تهدم في بيروت وكان جرى الحديث عنها اخيراً لكنها سحبت من التداول بعد تعثر ولادة حكومة مصطفى اديب واليوم وبعد تكليف الحريري عاد التداول بها في الكواليس.
في المقابل لا تعول اوساط نيابية في 8 آذار على هذه الوعود. وترى فيها “إبرة بنج” لتخدير الالم موضعياً، بينما المطلوب علاج جذري وشامل وهذا ما يبدو انه بعيد المنال في الاشهر المقبل.
في الملف الحكومي، تكرار اللقاءات بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة المكلف سعد الحريري، دليل على تقدم المشاورات والاخذ والرد القائم على اكثر من مستوى وصعيد وبين الحريري ومختلف القوى السياسية.
وتكشف أوساط واسعة الاطلاع في 8 آذار ان التكتم الجاري من قبل عون والحريري هدفه إنجاح النقاشات التي وصلت الى تفاصيل التأليف والدخول في الأسماء وتوزيع الحقائب وسط إيجابية من كل القوى السياسية . وتشير الأوساط الى ان البحث ايضاً يطال التمثيل المسيحي وكيفية توزيعه على “التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية وحقيبة وازنة لـ”المردة” وحقيبة لـ”الطاشناق”.
وتؤكد الأوساط ان حتى تسمية الكتل لممثليها دخل مرحلة متقدمة وإيجابية مع تقديم كل تكتل او كتلة نيابية 3 او4 أسماء الى الحريري للاختيار منها .
وتشير الى ان الاتجاه هو الى حكومة من عشرين وزيراً والتي يميل اليها الحريري في حين يفضل فريق 8 آذار و”الثنائي الشيعي” وعون التوجه الى حكومة بين 22 و24 وعند هذا النقطة تتوقع الأوساط ان ترسو على صيغة الـ20 وزيراً.
في المقابل تكشف الأوساط عن إحتمال مرجح وقوي وبنسبة عالية ان تبصر الحكومة بين غد الخميس ونهاية الاسبوع الجاري وسط تأكيدات ان تسريع الولادة مرتبط بتاكيد جدية الرغبة الداخلية للإنقاذ وان رئيس الجمهورية وفريقه السياسي يروون ان ولادة الحكومة حاجة وطنية وضرورية للعهد وإنقاذ البلد من الهاوية فمصير البلد والعهد وكل القوى السياسية على المحك.
وتقول ان هناك رغبة داخلية يقودها عون و”الثنائي” والحريري ودفع فرنسي- روسي لولادة الحكومة خلال ايام وقبل الانتخابات الأميركية وهو احتمال مرجح بنسبة كبيرة ومن دون اغفال ان هناك توجهاً آخر يرى ان الولادة قد تتاخر الى بعد 3 تشرين الثاني المقبل تاريخ اجراء الانتخابات الأميركية والتي مهما كان الفائز فيها لا يتوقع ان يشهد لبنان او المنطقة انفراجات كبيرة.