جولةٌ زمانيةٌ عبر التاريخ
الدكتور عباس خامه يار/ المستشار الثقافي الايراني في لبنان
مثل هذا اليوم بالذات فى عام 1219 وبعد انقضاء ثمانية قرونٍ على غزو المغول المتوحش لبلاد فارس، نتوقّفُ قليلاً عند عجلة التاريخ لنتذكّر النقاط المشتركة التي تشابهت عندها الظروف رغم اختلاف الأزمان.
قاوم الشعبُ وأهالي المدن الفارسية في الخطّ الأول بكلّ ما كانوا يملكون من قوة و قدرة ورباطة جأش، لكنّ ما أحبطَ مقاومتَهم وشلّ قوّتَهم وفتحَ باب الاحتلال على مصراعيه في وطنهم كان نفاقُ الحكّام والجيوش وفقدان حاكمٍ متدبّرٍ حكيم وهروب الملك خوارزم.
في الحرب الكونية المفروضة على امتداد ثماني سنوات.. والتي تمر ذكراها الأربعون اليوم بالذات، تكرر المشهد الشعبي البطولي، ورأى العالم مقاومة الأهالي في المناطق الحدودية وكل أصقاع البلاد منذ اللحظات الأولى لاندلاعها، ووقوفهم صفاً واحداً يداً بيد في وجه العدوّ المتغطرس المقبور، فكان دفاعُهم عن وطنهم مقدّساً وثورتهم تستحقّ ما وصلت إليه من خلودٍ وتمجيد.
اليوم تقفُ إيران مرةً أخرى شامخةً أبيةً بوحدةِ شعبها ولُحمةِ صفوفِه، لتستحضرَ من جديد مشهدية البطولة وفداء الوطن بالدم والقلم والعلم والفكر وكل ما باليد، لكن هذه المرة أمام حملة قوى العالم الإستعمارية الكبرى كلها واستكبار السياسات ومحاصرتهم لهذا الوطن الذي لم يعرف على امتداد التاريخ إلا المقاومة وثقافة الشهادة والدفاع المقدس.
جنات الخلد لشهدائنا الابرار .