الدكتور محمد حسين بزي
الدكتور محمد حسين بزي

أسئلة برسم البطريرك الراعي

أسئلة برسم البطريرك الراعي

الدكتور محمد حسين بزي/ كاتب و شاعر و روائي لبناني

بما أنّ غبطتك تكلمت اليوم 20/9/2020 بالسياسة؛ وقلت: “بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة كأنها ملك لها وتعطل تأليف الحكومة، حتى الحصول على مبتغاها وهي بذلك تتسبب بشلل سياسي وأضرار اقتصادية ومالية ومعيشية؟ فإنّه وجب الرد بالسياسة، وعليه، فإنّ غبطتك يجب أن تسأل الذين تآمروا على لبنان في عدوان 2006 واجتمعوا مع كوندي رايس في سفارة عوكر، فتآمروا وما زالوا على المقاومة التي حرّرت البلاد والعباد من “إسرائيل”، وحاربت التكفيريين على الحدود ومنعتهم بدماء شهدائها وشهداء الجيش اللبناني من التوغل إلى بلدنا، واستعادت دير معلولة وغيره من الأديرة والكنائس وحرّرت الراهبات معززات مكرّمات.. ويجب أن تسأل من أتى بـ عامر الفاخوري جزار الخيام، وأخرجه من البلد رغم أنف القانون والدستور، وتسأل الذين يحاصرون الشرفاء ويفرضون عليهم العقوبات اليوم، وتسأل رياض سلامة الذي اعتبرته خطاً أحمر، وتسأل نفسك عندما اخترت أربعة أسماء وقلت: “واحد منهم يكون رئيس جمهورية”، وتسأل نفسك أيضاً، ماذا فعلت عندما اختطف ابن سلمان رئيس حكومة لبنان ..؟ لا نذكر حتى أنك استنكرت..! وهناك الكثير من الأسئلة، لكن إذا كان غبطتك تريد مساواة حقيقية؛ فتفضل لإلغاء الطائفية السياسية بالكامل، ونذهب إلى دولة مدنية ديمقراطية، لكن عندها يجب أن تقبل إذا ما أتى أدهم خنجر رئيساً للجمهورية، وصادق حمزة رئيساً للحكومة، ومحمود الأحمد بزي رئيساً للبرلمان.

يا صاحب الغبطة، إنّ سكوتنا حتى الساعة لم يكن لجهلنا بالفرنسية، ولا لأنّنا لا نتقن الرد بالإنكليزية، وليس لأننا لا نملك المعرفة بالحضارات والثقافات والفلسفة والعلوم التي نُشرت في أصقاع الغرب عبر البوابة الأندلسية، ولا لأننا نجهل التاريخ الذي أتى من حلب وجوارها بالنُسّاك والعبّاد إلى جبال لبنان فنزلوا أهلاً، وحلوا كرامة ومحبة.
إنّ سكوتنا حتى الساعة يا صاحب الغبطة، هو لسبب واحد وحيد، لأنّنا نعرف ونؤمن بأنّ مجد لبنان أعطي لمقاوميه، وهذه الحقيقة هي الثابتة بكلّ لغات الأرض، ولن يطمسها خطاب ولا تهويل مهما تعدّدت جنسياته.

 

شاهد أيضاً

محمد سعيد الخنسا

دمعة فراق

دمعة فراق محمد سعيد الخنسا ودع لبنان والعالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً عاملياً مجاهداً حجة …