خيبة امل للمعارضة من زيارة ماكرون.. ومبادرته قيد التنضيج حتى ايلول
كتب الصحافي علي ضاحي في جريدة الديار ليوم السبت 8 آب 2020
تؤكد اوساط واسعة الإطلاع في 8 آذار ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حُمّلت كزيارة وزير خارجيته ايف لودريان أكثر من حجمها الطبيعي.
ورغم ان وقتها قصير جداً لكنها تدفع الى قراءة نقاط يمكن تسجيلها بالشكل والمضمون. في الشكل أن زيارته تأتي بعد ساعات على إنفجار مرفأ بيروت وفي إطار تاكيد الحضور الفرنسي في المنطقة من البوابة اللبنانية وانه موجود على الساحة اللبنانية، وليس “كرم أخلاق سياسي منه” ولكنها ايضاً زيارة مهمة كونه التقى بالرؤساء والمسؤولين اللبنانيين وختمها بلقاء جميع ممثلي الكتل النيابية بما فيهم “حزب الله”، للتأكيد على انه لا يريد ان يفرض شيئاً على احد وانه لا يحمل ما يفرض استبعاد “حزب الله” وزارياً ونيابياً وعزله داخل لبنان كما يمني النفس البعض من خصوم الحزب في لبنان.
وتشير الاوساط الى ان رغم كل التسريبات والاجتهادات والاختراعات وبعد التدقيق مباشرة مع الجانب الفرنسي، تبين ان كل ما اثير في الاعلام عن طلب الانتداب والترويج ان الحكومة رفضت مساعدات وتعاطت بسلبية مع الجانب الفرنسي ومع خبراء التفجيرات ليس دقيقاً. وكذلك طرح حكومة الحياد والمستقلين والانتخابات النيابية المبكرة وحتى التحقيق الدولي في إنفجار المرفأ ، تبين انها كلها طلبات وتمنيات لبنانية رفعت الى ماكرون وكان الجواب عليها كلها ان لبنان دولة مستقلة ولديها سيادة وان اي تغيير سياسي يجب ان يمر عبر المؤسسات الدستورية والداخلية وان لا يمكن لفرنسا ان تفرض على اللبنانيين مسؤولين وشعباً اية سيناريوهات.
وتضيف الاوساط انه فُهم من ماكرون ايضاً انه يتحرك كفرنسا ولا يعبر عن تحركه لا عن رغبة اميركية او خليجية ولا يحمل منهم اي مبادرات او املاءات.
اما في مضمون لقاءاته في قصر الصنوبر، تقول الاوساط ان بعد إشارة لقاء لودريان بالدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية في حارة حريك وعلى “مرمى حجر” من مقر المجلس السياسي وكتلة الوفاء للمقاومة في الضاحية، حرص الفرنسيون على توجيه رسالة مفادها انهم لا يقاطعون “حزب الله” وان التواصل ليس ممنوعاً معه، حرص ماكرون على لقاء النائب محمد رعد والقوى النيابية الاخرى في الموالاة والمعارضة. وهذا ما شكل خيبة امل للثلاثي :وليد جنبلاط، سعد الحريري، وسمير جعجع، الذين كانوا يعتقدون ان “زمن العز رجع”، والتحقيق الدولي في تفجير المرفأ آت ليكمل مهمة المحكمة الدولية في حصار المقاومة وشيطنتها والمطالبة بنزع سلاحها وملاحقة قادتها وقيادتها وعودتهم الى السلطة من البوابة الواسعة الشبيهة بإنقلاب 2005.
ويؤكد لقاء ماكرون رعد ومن ثم اختلاءه به لدقائق معدودات على “الواقف” ان هناك تمايزاً مع الاميركيين في النظرة لـ”حزب الله” وانه لا يحمل رسائل مباشرة لهم او لاحد وانه اتى مستمعاً من القوى السياسية كافة ولا سيما “حزب الله”. كما انه ابلغ انه في طور تنضيج مبادرته وتطويرها على ضوء ما سمعه ورآه وما رفع اليه من تقارير من سفارته في بيروت ليطرحها بشكل رسمي خلال زيارته الى لبنان في ايلول المقبل.
وتشير الاوساط الى ان ماكرون كرر حرفياً ما قاله لودريان عن مكافحة الفساد والاصلاح وضرورة اعادة الثقة بين الشعب والحكومة والسلطة وتحقيق انجازات لاثبات الجدية اللبنانية كي يمكن لفرنسا ان تساعد في جهود اعادة اعمار بيروت وتأمين تمويل للازمة اكان عن طريق قروض او هبات او عقد مؤتمر دولي للمانحين لاعادة الاعمار.