الحراك اللبناني الفلسطيني إلى أين ؟
محمد الايوبي
في الفترة الماضية خرج حراك لبناني فلسطيني لتأييد قضية فلسطين والمطالبة بالحقوق الإنسانية، والمطالبة باللجوء الإنساني من أمام السفارات الأوروبية. وكان الرد عليهم من تلك السفارات بأن الوصول لحل لهذه المشكلة هو باللجوء إلى الحل السياسي و ذلك لأن الأمر سياسي بمنظورهم وليس إنساني، لذلك كان التوجه منهم في يوم الأربعاء الموافق 29- 7- 2020 إلى السفارة الأمريكية وذلك لأن الإدارة الأمريكية لديها العديد من الصفقات داخل العديد من الدول ومنها لبنان.
إن ما حدث يومها أمام السفارة الأمريكية لهو سابقة من نوعها حيث أنه بالعادة يستنكر الفلسطينيون أمام السفارة الأمريكية عمل إدارتها إلا أنه هذه المرة كان البعض منهم يطالب بتنفيذ جزء كبير من صفقة القرن وهو بسحب سلاح منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية واعتبروه غير شرعي، وطالبوا بالتوطين لكن في خارج لبنان، متمثلين بــ”الهيئة الشبابية الفلسطينية للجوء الإنساني في لبنان”.
أما بالنسبة لأن يكون الحراك لبنانيا فلسطينيا برأيهم أنه يعطيه قوة وتأمينا وحماية أكبر، وإن مطلبهم المبطن مرتبط بسياسات كثيرة، منها عدم التوطين وحق العودة، إلا أن هناك تناقضاً كبيراً بأنهم لا يريدون التوطين في لبنان ويريدون حق العودة وفي نفس الوقت يريدون التوطين في مكان آخر غير لبنان.
من الواضح أنّ “الهيئة الشبابية الفلسطينية للجوء الإنساني في لبنان” تعمل لحساب أجندات داخلية وخارجية، وما يؤكد ذلك اشتراكهم مع من يريدون إسقاط سلاح “حزب الله”، إلا أنهم استغلوا هموم ومشاكل الشعب اللبناني والفلسطيني وربطوه بسلاح المقاومة وذلك لكسب الرأي العام والحصول على تأييد سياسي لتنفيذ المخططات والمشاريع التي حصلت عليها من الخارج.
وقد تبين لنا من خلال عدد من التصريحات التي خرج بها أعضاء هذه الهيئة بأنهم ضد سياسة الرئيس محمود عباس” وحركة فتح ومنظمة التحرير وسلاح المنظمة والمقاومة داخل المخيمات، واتهام الرئيس أبو مازن بأنه يقوم بتنفيذ مخططات الضم وغيرها من المخططات الأمريكية وعلى أن ما خرج به من تنديد واستنكار على الإعلام ما هو إلا كلام. وهذا من الواضح أنه كلام مدسوس لإشعال الفتن وقلب الحقائق.
هناك العديد من الجهات السياسية تستغل المعاناة التي يعانيها الفلسطينيين واللبنانيين بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وذلك من خلال الحراكات الشعبية للمطالبة بالحقوق الإنسانية، وتوجيهها إلى السفارات الأوروبية ومؤخرا وجهت هذه الحركات الشعبية إلى السفارة الأمريكية ليكون لها المزيد من التدخل بالسياسة اللبنانية بزعمها وجود حالات إنسانية داخل البلد تعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية. وهذا يدلل على وجود مافيات سياسية في لبنان تابعة للإحتلال الإسرائيلي تستغل وتحرك هذه الجماعات لإحداث بلبلة وفوضى في لبنان، وذلك لإجهاض هذه الحكومة التي تعمل بكل جهد على محاربة الفساد.