مفهوم الحياد الحالي يضرب الطائف والسُنّة مدركون لذلك!
علي ضاحي/ خاص takarir.net / الاربعاء 22 تموز 2020
مع إصرار البطريرك الماروني بشارة الراعي على موقفه مما يصفه “الحياد الايجابي” ومضيه قدماً في تظهيره بعيداً من اي اجندات سياسية او استهداف لـ”حزب الله” او سلاحه، تؤكد اوساط بارزة في 8 آذار ان الطرح بات انقسامياً، لا سيما انه أخذ طابعاً مسيحياً ولكونه يضرب اتفاق الطائف، اكان لجهة العلاقة المميزة مع سوريا او لجهة المقاومة وتشريع سلاحها ودورها وتنزيهه عن الارتهان للخارج او “أسر لبنان وحبس شرعيته”، في إطار رسمه الحزب وسلاحه.
وتقول الاوساط ان كبار القيادات السنية واعية جداً لمعنى ضرب روحية الطائف. والتخلي عن هذا الاتفاق ليس سهلاً وسيكون مكلفاً للجميع.
وتؤكد ان الطائفة السنية، تعتبر ان الطائف ضمانة لها ومكسباً سياسياً اعطى للكرسي الثالث في السراي اهمية التقرير، بعد ان كان رئيس الحكومة قبل الطائف “باش كاتب”.
ورغم ان الطائف ليس مثالياً والمطلوب تطبيق ما لم يطبق منه، والذهاب نحو عصرنة لهذا الاتفاق بما يتلائم مع المتغيرات اللبنانية اقتصادياً وسياسياً وطائفياً وانتخابياً ونحو دول مدنية حقيقية، وإلا سيكون البديل الآخر هو المجهول او اتفاق آخر او دستور جديد يتفق حوله اللبنانيون بهدوء او لا سمح الله بحرب عاصفة.
وتقول الاوساط ان لا مصلحة لأحد ان يختلف اليوم مع احد. و”حزب لله” و 8 آذار لا يبحثون عن الخلاف او السجال مع أحد، ومع احترام لوجهة نظر بكركي وما يمثله سيدها، والذي لا قطيعة معه ولن يكون هناك قطيعة مع احد من المكونات اللبنانية.
وتشير الى ان موقف الراعي صدر عن مرجعية مارونية، وكان الرد على ما طرحه من المرجعية الشيعية الدينية ايضاً الشيخ عبد الامير قبلان والمفتي الشيخ احمد قبلان. وكان تأكيد ان ما يطرحه يشكل تحدياً وجودياً للطائفة الشيعية وهي متمسكة بالطائف. وليس صحيحاً انها تطالب بمؤتمر تأسيسي او بصيغة مثالثة او مرابعة وهي ليست تواقة الى نسف المناصفة ولا الى العدّ. وتضيف ولكن هناك محاذير وخطوط حمر وتجاوزها من احد لا يعني ان الآخر فوق “رأسه ريشة” تمنعه من ذلك. وتؤكد الاوساط على ان الرسالة الاهم والتي سادت في الايام الماضية، ولا سيما من الطائفة الشيعية التي مثل موقفها الشيخان قبلان، ويُمثل موقف “الثنائي” “حزب الله” و”حركة امل، انهما منفتحان على اي حوار وطني ضمن ثوابت وجوامع وطنية وعلى اساس اللقاء ولا التفرقة.
لقاءات فرنجية تصب في الدعم الوطني لمواقف المقاومة
في المقابل تؤكد الاوساط ان حركة الوزير السابق سليمان فرنجية تصب في إطار تحصين المواقف الوطنية الجامعة للمقاومة والدفاع عن حضورها وامتدادها المسيحي والوطني والمكرس بالحليف فرنجية ورئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”.
وتشير الى ان لقاءه الاخير مع البطريرك الراعي يصب في إطار استمرار التواصل مع مرجعية بكركي والعلاقة الممتازة معها، بالاضافة الى تزخيم موقف المقاومة و8 آذار المقاوم والعروبي والتحالف مع سوريا وايران.
وعن اللقاء مع ميقاتي، تؤكد الاوساط انه يصب في إطار التواصل بين الرجلين وهما حليفان، وتوقيته مرتبط بالمرحلة وكذلك بنُصح فرنجية لميقاتي عدم الذهاب بعيداً في تأييد “الحياد” الذي بدأ يُقسّم الساحة المسيحية والاسلامية.
في المقابل يؤكد الوزير السابق يوسف سعادة ان التواصل مستمر بين الرجلين ويصب في إطار التشاور وتنسيق المواقف في المرحلة الحالية وضمن الثوابت المعروفة للمردة وفرنجية.